عرضت كوريا الجنوبية تطوير أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان، أكبر منتج لليورانيوم في العالم، والتي تدشّنها عقب استفتاء شعبي، أيّد غالبية المصوّتين المشاركين فيه المشروعَ، وذلك بعد عدة أشهر من تلقي عرض مشابه من روسيا.
وجاء هذا العرض خلال زيارة وزير طاقة قازاخستان ألماسادام ساتكالييف، إلى سول؛ حيث عقد لقاءات مع ممثلي كبريات شركات الطاقة والوكالات الحكومية الكورية الجنوبية، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان، التي يُرتقب اتخاذ قرار بشأنها العام المقبل (2025)، قد تلقّت عرضًا مماثلًا من روسيا، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وسبق أن صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن “قيادة جمهورية قازاخستان تدرس بناء محطة للطاقة النووية على أراضيها.. إذا اتُّخِذ قرار بتنفيذ هذا المشروع، فإن شركة روساتوم مستعدة لتطويره باستعمال أحدث التقنيات، بما يتوافق مع أعلى المتطلبات البيئية ومعايير السلامة”.
وأشار، في حوار أجراه مع صحيفة قازاخستانسكايا برافدا اليومية، حينها، إلى أن البلدين يطوران صناعات اليورانيوم والتعدين، وينفّذان بنجاح دورة الوقود النووي ومشروعات الطاقة الذرّية السلمية.
تهنئة على أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان
هنّأت كوريا الجنوبية نور سلطان بمناسبة الموافقة على تدشين أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان بالاستفتاء الشعبي، وأظهرت الحكومة استعدادها لبدء محادثات مع شركاتها لإقامة المحطة، وفق صحيفة “ترند”، اليوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
جاء ذلك خلال زيارة وزير طاقة قازاخستان ألماسادام ساتكالييف، إلى سول، والذي بحث التعاون المشترك في قطاعات الطاقة بصورة عامة، متضمنةً الطاقة المتجددة والنفط والغاز، مع وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري دوكجن أهن.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُجري استفتاء شعبي على إقامة أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان، وحصل على موافقة 71% من المشاركين في التصويت.
وعقب الاستفتاء، قال رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف، إن تطوير محطة الطاقة النووية الأولى في بلاده، يجب أن يُنفذ من خلال تحالف دولي.
والتقنيات الواعدة لهذا النوع من المحطات تتوافر في عدد محدود من الدول تضم، إضافة إلى كوريا الجنوبية، روسيا والصين وفرنسا، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة لقطاع الطاقة النووية العالمي.
من جانبه، أشار ساتكالييف إلى أن قرارًا نهائيًا بشأن أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان، سيتخذ العام المقبل، وذلك خلال لقاء مع عدد من كبريات شركات الطاقة النووية في سول.
وضم اللقاء ممثلين من شركات مثل: “دوسان إنربليتي” و”كوريا هيدرو آند نيوكلير باور و”كوريان إلكتريك باور كوأوبراشن”، إضافة إلى “سامسونغ”.
إعلان الخطة الأولى
في يونيو/حزيران 2022، أعلن وزير الطاقة القازاخستاني خططًا لبناء أول محطة للطاقة النووية على ساحل بحيرة بالكاش بالقرب من قرية أولكن في منطقة ألماتي.
ولا تزال أول محطة للطاقة النووية في قازاخستان تجذب انتباه الدول؛ حيث تلقّت العرض الكوري بعد الروسي في مدة تقل عن عام.
وتتعاون قازاخستان مع روسيا في مجالات عديدة؛ أهمها الحفاظ على واردات الغاز، رغم العقوبات المفروضة على موسكو من الدول الغربية، بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت روسيا توريد الغاز الطبيعي إلى أوزبكستان عبر قازاخستان. وأكد رئيس قازاخستان، عقب الخطوة التي شهدت احتفالات كبيرة، أهميةَ المشروع؛ كونه يعزز توسيع وتحديث البنية التحتية لنقل الغاز في بلاده، ويدعم الاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة في آسيا الوسطى.
وأشار الرئيس توكاييف إلى أن المشروع “سيعطي زخمًا قويًا للتنمية الصناعية في بلادنا، ويُحسّن مناخ الأعمال ومستويات معيشة المواطنين”، بحسب ما نقلته صحيفة “إزفيستيا” الروسية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).
وقازاخستان تنتج كميات من الغاز تكفي استهلاكها فقط، وأدت الزيادة الكبيرة في أسعار غاز النفط المسال أوائل (2022) إلى اضطرابات في مدن قازاخستان.
ويربط قازاخستان وأوزبكستان خط أنابيب للغاز يصل إلى روسيا، ويمر خط أنابيب منفصل بينهما في طريقه إلى الصين، لكنهما يضخّان الغاز في الغالب من تركمانستان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
تعليقات