إنبي يحصد أول ألقابه التاريخية على حساب زعيم الثغر!

وُجّه نادي إنبي بكأس مصر لأول مرة في تاريخه، بعد انتصاره على الاتحاد السكندري في نهائي البطولة الذي أقيم في 20 مايو 2005. كان هذا الفوز تتويجًا للمجهودات الجادة للفريق، حيث أحرز مجدي عبد العاطي الهدف الوحيد في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الثاني، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. وقد شهدت تلك المباراة، التي أُقيمت على ستاد عثمان أحمد عثمان بالجبل الأخضر، نهاية مثيرة لمسيرة نادٍ شاب تأسس عام 1985، ولكنه سرعان ما أصبح قوة مؤثرة في الكرة المصرية.

إنبي يُحقق كأس مصر للمرة الأولى

شكل فوز إنبي بكأس مصر في تلك الفترة علامة فارقة، حيث نجح الفريق البترولي في تحقيق لقبه الأول بعد صعوده إلى الدوري الممتاز في موسم 2002/2003، تحت قيادة المدير الفني الراحل طه بصري. كان هذا الانتصار بمثابة دليل على قدرة النادي في تحقيق المفاجآت وسط الأندية الكبيرة، رغم كونه من الأندية الحديثة في الساحة. تمكن إنبي من مواجهة زعيم الثغر، الاتحاد السكندري، بثبات واستغلال الفرصة في الشوط الإضافي لتغيير مجرى التاريخ. وبفضل هذا الفوز، أصبح إنبي نموذجًا للأندية النامية التي تتحدى الكبار مثل الأهلي والزمالك، وتساعد في تعزيز المنافسة في الدوري المحلي. في عام 2011، كرر إنبي إنجازه بفوزه بلقب الكأس للمرة الثانية، بعد تغلبه على الزمالك بهدفين مقابل هدف، بتسجيل أهداف حاسمة من عادل مصطفى وأحمد عبد الظاهر. لم تكن هذه الإنجازات مجرد صدفة، بل كانت نتاج تطور مستمر في أداء الفريق، الذي شارك في العديد من البطولات الإقليمية والقارية.

تاريخ إنبي وإنجازاته

يُمثل تاريخ إنبي، كأحد الأندية البترولية في مصر، قصة نجاح ملهمة منذ تأسيسه عام 1985. لقد لعب النادي دورًا كبيرًا في تحديث شكل الكرة المصرية، من خلال منافسته القوية للفرق التقليدية مثل الأهلي والزمالك، وحصوله على المركز الثاني في الدوري الممتاز في موسم 2004/2005، مما يعكس تطوره السريع بعد ثلاثة مواسم فقط من صعوده. كما تسلط مشاركاته في البطولات الدولية الضوء على مكانته، حيث شارك في دوري أبطال العرب في أعوام 2003 و2006 و2007، ودوري أبطال أفريقيا عام 2006، فضلًا عن كأس الاتحاد الإفريقي في 2007 و2009 و2012. على صعيد كأس السوبر المصري، واجه إنبي الأهلي ثلاث مرات في 2005 و2006 و2012، ورغم خسارته جميع تلك اللقاءات، إلا أن النادي استمر في تحقيق إنجازاته. وهذه المشاركات جعلت إنبي ليس مجرد فريق عابر، بل جزءًا أساسيًا من معايير المنافسة الرياضية في مصر وأفريقيا.

إضافةً إلى ذلك، لم يقتصر دور إنبي على النجاح الرياضي فحسب، بل كان منصة لإبراز مواهب كروية بارزة في مصر. ومن بين النجوم الذين تألقوا في صفوف النادي، يبرز سيد عبد النعيم ومجدي عبد العاطي، اللذين ساهموا في الفوز بالكأس، بالإضافة إلى سمير صبري وعمرو زكي، الذي قدم أداءً مميزًا في عدة مباريات حاسمة. كما عُرف الفريق بأدائه الرائع من أحمد المحمدي وعبد العزيز توفيق وأحمد رؤوف وأحمد عبد الظاهر، الذين أحرزوا أهدافًا حاسمة في النهائيات. ولم يقتصر الأمر على هؤلاء، إذ ساهم أيضًا كل من صالح جمعة ومؤمن زكريا ومحمود كهربا وحمدي فتحي ووليد سليمان في تعزيز سمعة إنبي كمصدر للمواهب الشابة. هذا التراث يجعل إنبي أكثر من مجرد نادٍ رياضي؛ إنه رمز للإرادة والابتكار في عالم الكرة المصرية، حيث استطاع الحفاظ على مكانته رغم التحديات. بفضل هذه الإنجازات واللاعبين المتميزين، يستمر إنبي في كونه مصدر إلهام للأجيال الجديدة، محافظاً على دوره في تشكيل مستقبل الرياضة في مصر.