الخطط المائية المتعثرة: معاناة سكان ربى جدة من ندرة المياه بعد 5 سنوات

يعاني مشروع إسكان ربى جدة في حي الأمير عبدالمجيد من مشاكل جسيمة بالرغم من مرور أكثر من أربع سنوات على اكتماله وتسليمه للسكان. كان يُعتبر المشروع خطوة إيجابية للعديد من الأسر الهاربة من غلاء الإيجارات، لكنه تحول إلى مصدر إحباط بسبب نقص الخدمات الأساسية. يواجه السكان تحديات يومية، مثل نقص مياه الشرب في الوحدات السكنية، مما يضطرهم للاعتماد على صهاريج المياه، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور البنية التحتية ومشكلات بيئية ناجمة عن عوادم السيارات. بالإضافة إلى ذلك، هناك شكاوى متكررة بشأن غياب المرافق الأساسية الأخرى مثل المدارس والمراكز الصحية، إلى جانب ضعف الخدمات الرقمية.
مشروع إسكان ربى جدة
يؤكد السكان أن مشروع إسكان ربى جدة كان يجب أن يوفر لهم حياة أفضل، لكنه أصبح تحدياً يومياً. على سبيل المثال، يشير عادل العتيبي إلى أن الوعود الرسمية لم تتحقق، حيث كان من المفترض توصيل المياه فور التسليم، إلا أن ذلك لم يحدث. وبعد التواصل مع الجهات المعنية، تم تحديد خطأ هندسي كسبب رئيسي، مما يعزز من مطالب السكان بتحمل المسؤولية من قبل شركة المياه الوطنية ووزارة الإسكان. ويدعو عبدالعزيز الزهراني إلى ضرورة استجابة الجهات المعنية لشكاوى السكان، حيث أن عدم الاستجابة يعوق إصلاح البنية التحتية. كما يشير سعود الحربي إلى المخاطر المرورية نتيجة غياب المطبات والإشارات، مما يؤدي إلى حوادث بسبب قيادة المراهقين. من ناحية أخرى، يبرز عمر الشهري نقص المدارس في المشروع مقابل الكثافة السكانية، مما يجبر الأسر على البحث عن مدارس خارجية، بالإضافة إلى غياب مركز صحي وخدمة الألياف البصرية، حيث يعتمد الجميع على اتصالات الإنترنت غير المستقرة. كل هذه المشاكل تجعل الحياة في المشروع أكثر صعوبة، وتؤثر سلبًا على جودة حياة السكان بشكل عام.
تحديات حي ربى جدة
من جانب الجهات الرسمية، أكدت شركة المياه الوطنية أنها تعمل بالتعاون مع المؤسسات الأخرى لتقديم الخدمات، لكنها تواجه تحديات في مخطط ربى جدة. وقد أشارت الشركة إلى أنها بدأت في إجراء اختبارات تشغيلية لشبكات المياه، إلا أن وجود ملاحظات فنية أدى إلى تأخير التشغيل الفعلي. تم رصد هذه الملاحظات والتواصل مع الجهات المسؤولة عن التطوير لإصلاحها، مما يمكّن الشركة من إكمال العمليات وضخ المياه. ومع ذلك، يرى السكان أن هذه الخطوات غير كافية، حيث إنهم بحاجة إلى حلول عاجلة لتفادي المشكلات المتكررة. هذا المشروع يمثل نموذجاً للتحديات التي تواجه مشاريع الإسكان في المناطق النامية، ويتطلب تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية لضمان توفير الخدمات الأساسية. يأمل السكان في تحسينات سريعة تشمل إصلاح أنظمة المياه، إنشاء المدارس والمراكز الصحية، وتعزيز سلامة المرور، ليتمكنوا من التمتع بحياة مستدامة وآمنة. تعكس هذه المشاكل واقعاً أوسع في قطاع الإسكان، حيث يجب على السلطات التركيز على الجودة والاستدامة لتلبية احتياجات المواطنين. وخلاصة القول، يبقى مشروع ربى جدة دليلاً على أهمية الالتزام بالوعود والعمل الفعال من أجل تحقيق الرفاهية المجتمعية.
تعليقات