البداية الأسطورية: أحمد شوبير يلعب أولى مبارياته مع الأهلي

في التاسع عشر من مايو عام 1984، تبرز موهبة أحمد شوبير، المعروف بلقب “أيوب الكرة المصرية”، في عالم كرة القدم المصرية عندما ارتدى قميص النادي الأهلي وأظهر مهاراته كحارس مرمى. كان ظهوره حدثًا مميزًا في مسيرته، حيث أتاح له المدير الفني الراحل محمود الجوهري الفرصة للمشاركة في مباراة حاسمة ضد الأوليمبي السكندري، وقد ساهمت تلك المباراة في تعزيز مكانته كأحد أفضل حراس المرمى في تاريخ النادي والمنتخب الوطني.

البداية المميزة لأحمد شوبير مع الأهلي

في مثل هذا اليوم من عام 1984، شهدت الملاعب المصرية لحظة تاريخية عندما شارك أحمد شوبير، الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا وثمانية أشهر، في مباراة مؤجلة من الجولة الثانية أمام الأوليمبي السكندري. انطلقت مسيرته مع الأهلي بقيادة المدرب محمود الجوهري، وانتهت المباراة بفوز الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة، سجلها كل من مجدي عبد الغني ومحمود الخطيب وعلاء ميهوب في الشوط الثاني. شكلت هذه المباراة بداية جديدة للنادي بعد هزيمته السابقة في مباراة القمة، مما جعلها خطوة مهمة نحو استعادة التوازن. ضمت المباراة لاعبين بارزين مثل حمدي أبوراضي ومحمد حشيش ومحمود صالح، ومنذ تلك اللحظة، بدأ شوبير رحلته في حراسة المرمى بجوار زملائه مثل إكرامي وثابت البطل، وامتدت مسيرته لتشمل حراسة مرمى المنتخب الوطني بدءًا من عام 1986. انضم شوبير إلى الأهلي قادمًا من نادي طنطا في عام 1977، وعمل بجد حتى وصل إلى الفريق الأول في عام 1979، حيث ظل الحارس الثالث لأكثر من سبع سنوات، رافضًا عروضًا من الأندية الأخرى من أجل البقاء مخلصًا للنادي.

لم يكن شوبير مجرد حارس مرمى بل كان أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الأهلي، حيث خاض 317 مباراة، منها 222 في الدوري، محققًا 132 مباراة شباك نظيفة، مع اهتزاز شباكه 97 مرة فقط. شارك أيضًا في 32 مباراة بكأس مصر من دون هزيمة، و50 مباراة في البطولات الأفريقية، بالإضافة إلى المشاركة في مباريات عربية وأفرو آسيوية. على مدار 13 موسمًا، ساهم شوبير في تحقيق 23 بطولة، بما في ذلك 8 ألقاب دوري، 7 كأس مصر، 5 بطولات أفريقية، 2 بطولات عربية، وبطولة أفرو آسيوية واحدة. وبزغ موسم 1995-1996 كواحد من أهم محطاته، حيث حقق الثلاثية: الدوري والكأس واللقب العربي، بالإضافة إلى دوره في بطولة أفريقيا 1986 وألعاب أفريقيا في كينيا عام 1987.

أيوب الكرة المصرية: إنجازات شوبير الشخصية

في سياق تميزه في حراسة المرمى، حصل أحمد شوبير على العديد من الجوائز الفردية، بما في ذلك لقب أفضل حارس مرمى في أفريقيا عامي 1990 و1994، وحصل على المركز الخامس كأفضل لاعب في القارة نفسها عام 1990. اختاره الجوهري كحارس أساسي للمنتخب في تصفيات كأس العالم 1990، حيث قدم أداءً مميزًا ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد أمام إنجلترا. شارك في 107 مباريات دولية، ومثل مصر في بطولات أفريقيا أعوام 1989، 1992، و1994، وحقق مع المنتخب لقب البطولة عام 1989، وقاد الفريق في العديد من المباريات. انتهت مسيرة شوبير بالإعلان عن اعتزاله في عام 1998 بعد مباراة أمام بلدية المحلة التي توج الأهلي فيها بالدوري، وكان حينها في السابعة والثلاثين من عمره، مما تركه مشبعًا بالإنجازات التي جعلته أيقونة في عالم كرة القدم المصرية والأفريقية. يظل شوبير نموذجًا للإخلاص والمهارة، مما يجعله مصدر إلهام للأجيال القادمة من حراس المرمى.