بعد قرار رابطة الأندية بإلغاء هبوط الفرق هذا الموسم، يبرز التركيز على نادي الإسماعيلي كرمز للتضامن الرياضي في مصر. جاءت هذه الخطوة الجريئة كاستجابة جماعية من ممثلي الأندية الذين صوتوا بالإجماع لدعم الفرق الشعبية، خصوصاً الإسماعيلي ذو التاريخ العريق في كرة القدم المصرية. لم يكن هذا القرار مجرد إجراء إداري، بل كان تعبيراً عن التقدير لأهمية هذا النادي الكبير الذي قدم العديد من النجوم البارزين وألقاباً لا تُنسى. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: ما هي الخطوات المقبلة لإنقاذ هذا النادي من التحديات التي قد تهدد استمراريته في المستقبل؟
تضافر الجهود لإنقاذ الدراويش
في ظل هذا القرار، يتطلب الأمر تحركات عاجلة من مجلس إدارة الإسماعيلي تحت قيادة نصر أبو الحسن، لإعادة ترتيب الأوضاع داخل النادي. الإسماعيلي، المعروف بلقب “الدراويش”، واجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث كان يقترب من الهبوط أكثر من مرة وينجو في اللحظات الأخيرة. ومع إلغاء الهبوط هذا الموسم، تبرز ضرورة تجاوز الأزمات الإدارية والرياضية الحالية، عبر توحيد جهود الجماهير الإسماعيلاوية وإشراك جميع المعنيين في خطة إصلاح شاملة. يجب أن تتجاوز هذه الجهود أي خلافات سابقة، وأن يكون شعار “الإسماعيلي فوق الجميع” منهجاً عملياً لإعادة النادي إلى أمجاده، حيث كان يشتهر بقوته وتأثيره كطرف رئيسي في الكرة المصرية. وفي هذا السياق، يمثل وصول الفريق إلى نصف نهائي كأس العاصمة فرصة مثالية لاستعادة روح الجماعة، حيث يمكن لمجلس الإدارة استغلال هذه المباريات لدعوة الجميع للتكاتف حول الفريق من أجل الوصول إلى النهائي وتحقيق اللقب. هذا الإنجاز لا يضمن فقط بقاء مكانة النادي، بل يمنحهم أيضاً فرصة المشاركة في بطولة السوبر المصري بجوار بطل الدوري وبطل كأس مصر، مما يعزز سمعة النادي ويفتح آفاقاً جديدة للتطور.
توحيد الجهود لاستعادة المجد
لبلوغ هذا الهدف، يجب على مجلس الإدارة التركيز على استغلال الثروة البشرية الغنية داخل النادي، بالاستعانة بكل اللاعبين السابقين والحاليين، سواء كانوا نجوم رياضيين أو خبرات فنية وإدارية. هناك جيل متميز من اللاعبين السابقين، مثل عماد نحاس وعمر جمال وأحمد فتحي، الذين يمتلكون خبرات يمكن الاستفادة منها لإعادة بناء الفريق. كما يجب إحياء برامج اكتشاف المواهب في الأقاليم، لاكتشاف اللاعبين الموهوبين في مراكز الشباب والأندية الصغيرة، مستلهمين من نجاحات الماضي التي أنتجت أسماء مثل حمزة الجمل وسيد معوض ومحمد بركات. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التركيز على قطاع الناشئين أمراً حيوياً لتطوير جيل جديد يمكنه تحقيق إنجازات مشابهة لأبطال مثل حسام حسن ومحمد صلاح أبو جريشة، وذلك من خلال برامج تدريبية نظامية ومستدامة. هذا النهج لن يسهم فقط في تحسين أداء الفريق، بل سيعزز من العلاقة مع الجماهير ويضمن استمرارية الدعم والتفاعل. في النهاية، تُعد هذه الجهود الموحدة هي السبيل الوحيد لإنقاذ الدراويش وإعادتهم إلى مكانتهم في الساحة الرياضية، حيث يحق لهم أن يكونوا جزءاً أساسياً من تاريخ الكرة المصرية. لذا، ينبغي على مجلس الإدارة تبني استراتيجية شاملة تجمع بين الإصلاح الإداري والتطوير الرياضي لضمان مستقبل مشرق يعيد الفريق إلى أيامه الذهبية.
تعليقات