شهدت الـ9 أشهر الأولى من العام الجاري 2024 أكبر 10 صفقات نفطية، تمثّل علامة فارقة في تاريخ الاتفاقات التجارية المرتبطة بصناعة النفط الخام، بحسب القائمة التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتصدّرت الدول العربية، لا سيما الإمارات والسعودية وقطر وسلطنة عمان، قائمة الدول التي عقدت صفقات نفطية كبرى، إلى جانب الجزائر، التي استعادت خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام مكانتها في أسواق النفط العربية والعالمية.
وتنوعت أكبر 10 صفقات نفطية خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الجاري 2024، بين صفقات الاستحواذ على شركات أو حصص منها، أو الاتفاق على شراء كميات من النفط الخام أو المشتقات النفطية، وكذلك التنقيب عن النفط والغاز في دول بعينها.
يشار إلى أن النفط الخام يحظى بأهمية عالمية، لا سيما من جانب الدول المستهلكة التي تشتري كميات ضخمة تعمل على تكريرها وتصنيع منتجات مختلفة منها، في مقدّمتها البنزين والديزل، وكذلك النافثا ووقود الطائرات، ومنتجات أخرى، فإلى نص التقرير:
أدنوك وكوفيسترو الألمانية للكيماويات
اختُتم الربع الثالث من العام الجاري، في سبتمبر/أيلول 2024، بواحدة من أبرز وأكبر 10 صفقات نفطية، تستحوذ بموجبها شركة أدنوك الإماراتية على شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات (Covestro)، التي تبلغ قيمتها 14.4 مليار يورو (16.09 مليار دولار أميركي)، متضمنة الديون.
ومن المقرر أن تصبح الصفقة، بعد الانتهاء منها بالكامل، الكبرى في تاريخ الشركة الإماراتية، كما أنها ستكون أكبر صفقة استحواذ في أوروبا خلال العام الجاري، إذ إنها أول مرة تشتري فيها دولة خليجية شركة مُدرجة في مؤشر داكس 40.
يشار إلى أن شركة كوفيسترو الألمانية، التي تُعدّ صفقة الاستحواذ عليها من أهم وأكبر 10 صفقات نفطية عالمية في أول 9 أشهر من 2024، تعمل في مجال إنتاج البلاستيك والمواد الكيماوية للبناء والهندسة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أعمال أديس السعودية في الكويت
في المركز الثاني بقائمة أكبر 10 صفقات نفطية خلال الـ9 أشهر الأولى من 2024، حلّت شركة أديس السعودية، من خلال صفقة مهمة، تشغّل من خلالها 6 منصات حفر برية في الكويت، إذ تبلغ قيمة الصفقة نحو 2.42 مليار ريال سعودي (0.64 مليار دولار أميركي).
وبحسب الاتفاق الموقّع في 12 أغسطس/آب 2024، الذي تابعت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة، من المقرر أن تبدأ أعمال عقود المنصات خلال الربع الثاني من العام المقبل (2025)، وتستمر الأعمال -وفق العقد- لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد “اختياريًا”، لعام واحد.
يشار إلى أن شركة أديس السعودية لخدمات حقول النفط تمتلك نحو 36 منصة حفر برية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بينها 14 منصة حفر برية في المملكة، بحصّة سوقية تبلغ 7%، في حين تمتلك 12 منصة حفر برية في الكويت، بحصّة سوقية تبلغ 9%.
صفقة أرامكو السعودية
جاءت صفقة أرامكو السعودية وسايبم الإيطالية بصدارة أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، والتي منحت الشركة السعودية بموجبها عقودًا لتطوير مشروعَين بحريَين، باستثمارات إجمالية تصل إلى نحو 500 مليون دولار.
وبموجب العقدَين، من المقرر أن يتضمّن عمل سايبم -في المشروع الأول- أعمال الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب (EPCI) لخطّ أنابيب نفط بطول 50 كيلومترًا وقُطر 42 بوصة، لحقل أبوسفعة، بحسب ما نشرته منصة “سبلاش 247“.
في الوقت نفسه، يشمل العمل في المشروع الثاني أعمالَ برامج صيانة الإنتاج في حقلي البري ومنيفة، بحسب البيان الذي أصدرته شركة سايبم الإيطالية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
سابك السعودية في الصين
عززت السعودية وجودها في قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، من خلال قرار شركة سابك بالاستثمار النهائي في مشروع إنشاء مجمع ضخم للبتروكيماويات بمنطقة فوجيان في الصين، وتوقيع مذكرة تفاهم مع حكومة المنطقة.
وبموجب الصفقة، ستطوّر سابك مشروع البتروكيماويات، لا سيما مع وجود مذكرة تفاهم سابقة موقّعة عام 2018، إذ يأتي المشروع في إطار الشراكة بين إحدى شركات سابك التابعة، وهي “سابك للاستثمارات الصناعية”، بحصّة نحو 51%، وشركة فوجيان بتروكيمكال، التي ستبلغ حصّتها نحو 49%.
ومن المقرر أن يتكون المشروع، الذي وضع سابك ضمن أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، من وحدة تكسير متعددة اللقيم، بسعة متوقعة قد تصل إلى نحو 1.8 مليون طن بحدّ أقصى من الإيثيلين.
صفقة هاربور إنرجي وفينترسال ديا
حلّت صفقة استحواذ شركة هاربور إنرجي (Harbour Energy) -وهي أكبر شركة نفط في بريطانيا– على معظم أصول شركة فينترسال ديا الألمانية، في قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، إذ بلغت قيمتها 11.2 مليار دولار أميركي.
ومن المقرر -بموجب الصفقة- أن تستحوذ الشركة البريطانية على أصول نفط وغاز تابعة لشركة فينترسال ديا الألمانية في عدد من الدول، من بينها 3 دول عربية، وهي كل من مصر وليبيا والجزائر، بخلاف أصول في النرويج وألمانيا والدنمارك والأرجنتين والمكسيك.
ورفعت الصفقة إنتاج شركة هاربور إنرجي إلى 475 ألف برميل نفط يوميًا، بينما من المتوقع أن يزيد إنتاجها الإجمالي من النفط والغاز خلال العام الجاري بنسبة 42%، بجانب ارتفاع متوسط إنتاجها السنوي في (2024) لما بين 250 ألفًا و265 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميًا، من 186 ألف برميل في 2023.
صفقة قطر للطاقة في سورينام
استطاعت شركة قطر للطاقة أن تحجز مكانًا مميزًا في قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، من خلال اقتناص حصة 20% من عقد مشاركة إنتاج اكتشاف بحري جديد في دولة سورينام، باتفاقية مع شركة شيفرون الأميركية.
وتعزز الصفقة استثمارات شركة قطر للطاقة الخارجية بالمناطق الواعدة، إذ ستحصل على 20% من عقد المشاركة بالإنتاج للمنطقة 5، التي تقع قبالة سواحل سورينام، بينما ستحتفظ شركة شيفرون الأميركية بنسبة 40% من الإنتاج في المنطقة.
وكانت الشركة القطرية قد وقّعت خلال العام الجاري عقدَين للمشاركة بالإنتاج في المنطقتين البحريتين 64 و65، على سواحل سورينام، بعد فوزها بحقوق الاستكشاف ضمن تحالف يضم -بجانبها- كلًا من بتروناس الماليزية وتوتال إنرجي وشل العالمية.
قطر للطاقة واليابان
عززت شركة قطر للطاقة وجودها في قائمة أكبر 10 صفقات نفطية خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2024، من خلال اتفاقية وقّعتها في 23 يونيو/حزيران، (2024)، مع شركة إينيوس اليابانية، وهي أكبر وأطول للشركة القطرية، منذ ما يزيد عن عقد من التعاون بين الدوحة وطوكيو.
وتنص الاتفاقية على أن تزوّد قطر للطاقة مؤسسة إينيوس اليابانية -العاملة في مجال التكرير والبتروكيماويات- بما يصل إلى 9 ملايين طن من النافثا، على مدى 10 أعوام، تبدأ من شهر يوليو/تموز الجاري 2024، وفق بيان للشركة، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُستعمل النافثا في صناعة وقود الطائرات والسيارات، كما يمكن استعمالها لقيمًا بصناعة البتروكيماويات، بالإضافة إلى مزجها مع النفط الثقيل لتسهيل انسيابه ونقله عبر خطوط الأنابيب وعلى ظهر الناقلات، وتدخل كذلك في صناعة القداحات والمواقد الصغيرة للسفر والمخيمات.
صفقة كويتية صينية
دخلت دولة الكويت قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في الأشهر الـ9 الأولى من 2024، بتجديد اتفاقيتها مع الصين، التي تقضي بتصدير 300 ألف برميل يوميًا من النفط الكويتي إلى بكين، وهو ما يضمن تعزيز وجودها في أكبر سوق تستورد النفط عالميًا.
وبموجب الاتفاق -الموقّع في مايو/أيار الماضي- ستزوّد مؤسسة البترول الكويتية شركة “يونيبك”، وهي الذراع التجارية لشركة “سينوبك” (Sinopec) الصينية، بشحنات نفطية، ستكون مكمّلة لاتفاق سابق، إذ سيستمر العقد الجديد لمدة 9 سنوات، حتى عام 2033.
ويضمن هذا الاتفاق المكمّل لاتفاق سابق وقّعته الدولتان في عام 2014، وعزّز وجود الكويت ضمن قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في أول 9 أشهر من 2024، تصدير 300 ألف برميل من النفط الخام يوميًا إلى الصين، ويعزز كذلك وجود الكويت في أهم الأسواق الاقتصادية العالمية.
صفقة جزائرية عمانية
في أبريل/نيسان الماضي، وقّعت الجزائر وسلطنة عمان واحدة من أكبر 10 صفقات نفطية خلال الـ9 أشهر الأولى من 2024، جرى اتُّفِق عليها بين شركتي سوناطراك وأبراج، وتستهدف توسيع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين بقطاع الطاقة والمناجم والتنقيب عن النفط والغاز.
وبموجب الصفقة، ستتعاون الجزائر وسلطنة عمان بقطاع خدمات حقول النفط وإدارة المشروعات المتكاملة بينهما، وهو ما يعدّ طريقًا مهمًا لاستثمار خبرات وكفاءات الشركتين، وريادة الابتكار والتميز في صناعة النفط والغاز.
عودة سوناطراك إلى ليبيا
افتتحت شركة سوناطراك الجزائرية قائمة أكبر 10 صفقات نفطية في الأشهر الـ9 الأولى من 2024، بعد اتفاق يقضي بعودتها إلى العمل في قطاع النفط الليبي، وذلك للمرة الأولى بعد إعلان مؤسسة النفط رفع حالة القوة القاهرة عن المناطق التعاقدية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة لملف الطاقة الليبي.
وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي 2024، مددت سوناطراك اتفاقها الموقّع مع ليبيا في 10 فبراير/شباط (2022)، الذي تضمَّن مدَّ مذكرة التفاهم عامين إضافيين، وتوسيع مجالات التعاون الفنية في صناعة النفط والغاز، والطاقات البديلة والتدريب وتبادل الخبرات.
وبموجب الصفقة، صار بمقدور سوناطراك مواصلة التزاماتها التعاقدية في قطاع النفط الليبي، خاصة أنها كانت قد استثمرت نحو 150 مليون دولار هناك، وتعتزم استثمار 50 مليونًا أخرى في 3 قطع استكشافية في غدامس، قرب الحدود الليبية الجزائرية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
تعليقات