ايجي سبورت - بالتزامن مع إقتراب القمر من منزلة الإقتران لشهر صفر ستكون أمسيات نهاية الأسبوع المظلمة إبتداءً من يوم الأربعاء 16 يوليو 2025 ولمدة تقارب سبعة أيام مثالية لاستكشاف الشريط النجمي المذهل لمجرة درب التبانة الذي تنتشر على طوله عدد لا يحصى من العناقيد النجمية ويمكن رؤية العديد منها ضمن فهرس تشارلز ميسييه لأجسام أعماق السماء.

خلال هذه الفترة يظهر المركز المضيء لمجرتنا مرتفعاً في السماء بعد غروب الشمس بقليل ولكن رؤيته تتطلب موقعاً مظلماً تماماً بعيدًا عن أضواء المدن ولرصد العناقيد النجمية، يفضل استخدام منظار أو تلسكوب بتكبير منخفض ومن أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي.

فعلى سبيل المثال يمكن لسكان مدينة جدة الاستمتاع بالمشاهدة من موقع مثل وادي القمر شمال بلدة عسفان والذي يبعد حوالي ساعة بالسيارة حيث يمكن رؤية شريط درب التبانة وهو يمتد عبر السماء بوضوح وهو ما يعد أفضل وقت في السنة للنظر باتجاه مركز المجرة.

عند النظر إلى السماء، يظهر شريط درب التبانة وكأنه ضباب خافت يمتد عرضا عبر الأفق ولكن باستخدام المنظار أو التلسكوب يكشف عن تفاصيل رائعة تشمل نجوم لا تعد ولا تحصى تظهر متراصة في خلفية السماء السوداء.

ويلاحظ أن الجزء الأكثر إشراقاً وكثافة بالنجوم يكون في جهة الجنوب حيث يقع مركز المجرة ويمكن رصده بسهولة قبل منتصف الليل حسب التوقيت المحلي.

يمكن تصوير الشريط النجمي لدرب التبانة باستخدام كاميرا رقمية مهيأة بإعدادات مناسبة للتصوير الليلي.

يوصى بضبط سرعة الغالق على 30 ثانية لالتقاط كمية كافية من الضوء مع استخدام أوسع فتحة عدسة ممكنةًويفضل أن تكون f/2.8 أو أقل أما حساسية الضوء (ISO) فينصح بأن تُضبط على 3200 لجعل المستشعر أكثر قدرة على التقاط النجوم الخافتة ومن الضروري أيضا تثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي الأرجل لتفادي أي إهتزازً ويفضل استخدام المؤقت الذاتي بدلاً من الضغط المباشر على زر التصوير لتفادي تشويش الصورة خاصة وأن أي حركة بسيطة خلال التعريض الطويل قد تؤدي إلى تشويه النتيجة النهائية.

ان ما تراه بالعين المجردة من درب التبانة هو شريط خافت مائل للبياضًلكن الصور الفوتوغرافية تظهره أكثر إشراقًا وثراءً بالتفاصيل وذلك لأن الكاميرا قادرة على تجميع الضوء لفترة أطول مما تفعله العين إضافة إلى أنه يمكن معالجة الصور لاحقًا باستخدام برامج خاصة لإبراز الألوان والملامح الدقيقة للمجرة.

أثناء تأملك في السماء قد تمر أمامك أقمار صناعية لامعة وربما ترى مجموعة من أقمار ستارلينك تتحرك في خط مستقيم كما قد تعبر بعض الشهب الخاطفة أو الكرات الضوئية التي تلمع فجأة في السماء وتختفي وربما يحالفك الحظ وتعثر على حجر نيزكي صغير قادم من أعماق الفضاء.

تذكر بان كل نجم تراه في السماء بالعين المجردة ينتمي إلى مجرتنا درب التبانة ولا تحتاج لتجربة هذا الجمال سوى عينيك وسماء صافية ومكان مظلم وقد تأخذ معك كاميرتك لتوثيق لحظة من أعظم مشاهد الكون.