نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غرق متزايد في المتوسط... هل المناخ هو المتّهم الجديد؟ - ايجي سبورت, اليوم السبت 12 يوليو 2025 01:46 مساءً
ايجي سبورت - هزّت حادثة غرق الطفلة مريم، ذات الثلاث سنوات، مشاعر التونسيين قبل أيام، وأعادت فتح النقاش حول تزايد حالات الغرق في السنوات الأخيرة، وما إذا كانت مرتبطة بتغيرات مناخية باتت تطال البحر الأبيض المتوسط بوضوح.
مريم اختفت بعدما جرفتها التيارات البحرية على متن عوامتها المطاطية، أمام أعين والدها، لتبدأ عمليات البحث التي استمرت أربعة أيام انتهت بالعثور على جثتها على شاطئ مدينة أخرى.
تكرار الحوادث المماثلة، رغم أنها وقعت في مناطق غير عميقة، يطرح علامات استفهام حول تحوّلات غير مرئية في البحر، وسلوك التيارات المائية، خاصة أن حالات الغرق لم تعد مرتبطة فقط بالسباحة في الأعماق.
وبحسب أرقام رسمية، سجلت تونس خلال الفترة من أول مايو إلى أول يوليو من العام الماضي 20 حالة غرق، وهو رقم مرتفع مقارنة بالسنوات السابقة، ما يعزز المخاوف من تغيّر في نمط المخاطر الساحلية.
ليست تونس وحدها التي شهدت زيادة في حوادث الغرق في السنوات الأخيرة، إذ أعلنت جل الدول الواقعة على حوض البحر المتوسط ارتفاعاً ملحوظاً لهذه الحوادث. تزامناً مع انتشار كم كبير من المنشورات تزعم أن ظواهر غريبة في المتوسط وتجارب سريّة تنذر بقرب وقوع تسونامي أو زلزال كارثي، ما وسّع المخاوف بشأن سلامة الشواطئ والخطر الذي بات يشكله البحر على حياة المصطافين.
وزادت شهادات العديد من المصطافين حول تجارب لهم من حجم المخاوف التي دفعت بالبعض للدعوة لعدم ارتياد البحر.
ما علاقة التغييرات المناخية؟
وفي مقابل الكم الكبير من الشائعات الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يستبعد البعض وجود علاقة بين التغييرات المناخية وحوادث الغرق.
وفي تقدير عدد من خبراء المناخ، فإن البحر الأبيض المتوسط يشهد تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة بفعل التغيير المناخي.
الباحث في المناخ حمدي حشاد يؤكد لـ"النهار" أن التغيرات المناخية قد تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى تشكل هذه التيارات البحرية، رغم أنها ليست السبب الوحيد، داعياً إلى عدم التهويل والانسياق وراء الكم المغلوط من الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف حشاد "إن العديد من الدراسات الدولية دعم هذا الرأي، "حيث أظهرت أبحاث حديثة وجود علاقة وطيدة بين ارتفاع درجة حرارة الأرض وقوة الأمواج وسلوكها".
ويشرح الأمر قائلاً: "مع كل ارتفاع في درجات الحرارة تسخن الطبقة السطحية للبحر، وتتبدل ديناميكية التيارات البحرية، خاصة على السواحل الرملية".
ويتابع: "تغير الحرارة والملوحة والضغط الجوي من شأنه أن يخلق تيارات جديدة، أقواها وأكثرها خبثاً هي التيارات العائدة وهي تيارات ضيّقة وسريعة تتدرج من الشاطئ لداخل البحر، وتشدّ السباحين، حتى عندما يكون البحر ظاهرياً هادئاً لتصبح بذلك مثل المصيدة".
ويؤكد أن برنامج كوبرنيكوس الأوروبي أشار في أحد تقاريره إلى أن التغيرات المناخية تسرّع في تشكل هذه التيارات، خاصة مع ارتفاع حرارة البحر بأكثر من 1.5 درجة مقارنة بثمانينيات القرن الماضي.
ويرى أن البحر أصبح "فخاً يقتل بصمت"، ولا بد "من تغيير طريقة تعاملنا معه من خلال اعتماد نظام إنذار مبكر مبني على معطيات علمية مفهومة ومبسطة".
تأثير التغييرات الجيولوجية
لكن التغييرات الجيولوجية في قاع المتوسط ليست ببعيدة عن ارتفاع عدد حالات الغرق على شواطئه بالنسبة لبعض الخبراء، ومن بينهم الخبير في البيئة عادل الهنتاتي الذي يوضح لـ"النهار " أن هذه التغيرات الناتجة من حركة زلزالية نشيطة متمثلة في زلازل قوية أو هزات أرضية ضعيفة كان لها تأثير مباشر على تكوين قاع البحر، لا سيما في المناطق الضيقة والخلجان الصغيرة.
ويعتبر أن التغييرات المناخية والجيولوجية جعلت من السباحة في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في الخلجان الضيقة، أكثر خطورةً.
0 تعليق