ايجي سبورت - في تطور مفاجئ يزيد من تعقيد المشهد المتوتر في محافظة السويداء السورية، أعلن الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري تراجعه عن البيان السابق الذي رحب بدخول قوات الجيش السوري إلى المدينة.

وأكد الهجري أن البيان فُرض عليهم من دمشق وتحت ضغط دولي، مشيراً إلى أن ما يجري في السويداء هو حرب إبادة شاملة ضد أبناء الطائفة، وموجهاً دعوة مفتوحة للتصعيد بدلاً من التهدئة.

هذا التراجع جاء في أعقاب دخول القوات السورية إلى المدينة لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية، وسط اشتباكات عنيفة وخطاب إسرائيلي تصعيدي يزيد التوتر.

بيان مفروض وضغوط خارجية

قال الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي الأبرز للطائفة الدرزية في سوريا، إن البيان الذي صدر باسم الرئاسة الروحية صباح الثلاثاء، لم يكن نابعاً من موقف داخلي حرّ، بل جاء نتيجة ضغوط من دمشق ودول خارجية بهدف تهدئة الوضع وحقن دماء أبناء السويداء.
وأوضح في بيان لاحق مساء اليوم ذاته: "قبلنا التهدئة من أجل حماية المدنيين، لكن لم نصل لأي نتائج حقيقية في الحوار مع الحكومة السورية، لذا نعلن التراجع عن البيان والدعوة إلى تصعيد جديد لحماية السويداء من الإبادة".

البيان الأول: ترحيب ودعوة للتعاون

كانت الرئاسة الروحية للدروز قد أصدرت في وقت سابق بياناً رحبت فيه بدخول قوات وزارة الداخلية إلى السويداء، داعية الفصائل المسلحة إلى عدم مقاومة هذه القوات وتسليم أسلحتهم للدولة.

وجاء في البيان: "ندعو إلى فتح حوار مع الحكومة السورية لمعالجة تداعيات الأحداث، والعمل على تفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة".
قائد قوى الأمن الداخلي بدوره أشاد بالموقف، ودعا جميع الفصائل المسلحة إلى التعاون مع الوزارات المعنية لضمان الأمن والاستقرار.

دخول الجيش وتصاعد الاشتباكات

مساء الاثنين، بدأت القوات الحكومية تقدمها نحو مدينة السويداء، ودخلت بالفعل مناطق في المدينة وسط اشتباكات عنيفة، تُعد الأعنف منذ سنوات.
وأكدت وزارة الدفاع السورية رسمياً، الثلاثاء، أن الجيش السوري بدأ الانتشار داخل المدينة بعد اشتباكات دموية في محيطها خلال الأيام الماضية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش السوري السويداء منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، في خطوة تشير إلى محاولة إعادة فرض السيطرة المركزية على المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.

إسرائيل تدخل على خط الأزمة مجددًا
في سياق موازٍ، أعلنت إسرائيل أنها نفذت ضربات استهدفت دبابات سورية بالقرب من السويداء، محذّرة من أي تهديد محتمل للدروز في سوريا.
هذا التدخل الإسرائيلي أثار استياء العديد من أبناء السويداء، واعتبروه محاولة لتدويل الأزمة واستغلال الطائفة الدرزية لغايات سياسية تتجاوز حدود القضية المحلية.

معركة الهوية والسيادة في مهبّ الريح

تراجع الهجري عن بيانه يعيد خلط الأوراق في الجنوب السوري، ويكشف عن أزمة ثقة عميقة بين الطائفة الدرزية والحكومة المركزية في دمشق.
وبين ضغوط خارجية، وتدخلات إقليمية، ودعوات للتصعيد، تظل السويداء عنواناً ملتهباً لمعركة تتجاوز البُعد المحلي، وتطرح تساؤلات كبرى حول وحدة سوريا ومستقبلها السياسي.