خطة "المدينة الإنسانية" في رفح: نكبة جديدة تلوح في الأفق؟ - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة "المدينة الإنسانية" في رفح: نكبة جديدة تلوح في الأفق؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 08:49 صباحاً

ايجي سبورت - كشفت إسرائيل عن خطة جديدة لنقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى ما سُمّي "المدينة الإنسانية" في رفح، جنوب قطاع غزة، بعد تهجيرهم من بقية مناطق القطاع.

 

هذه الخطوة غير المسبوقة أثارت موجة انتقادات واسعة داخل إسرائيل وخارجها، فيما تسعى تل أبيب إلى إنشاء هذه المدينة خلال هدنة مقترحة تمتد لـ60 يوماً.


أهداف وتداعيات
ويقول الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، لـ"النهار"، إنّ "الخطة الإسرائيلية في رفح تهدف إلى إقامة ما يمكن تسميته منطقة تجميع للسكان، مغلقة من كافة الجهات، تُعرف اليوم بالمدينة الإنسانية، وهي تضم مناطق شبيهة بمعسكرات التجميع في عهد النازية".
ويضيف: "في كل منطقة تُنصب خيام يُوضع فيها بضعة آلاف من الفلسطينيين، ويُمنع عليهم بناء منازل، كما يُمنع سكان رفح، الذين سيُهجّرون قسراً، من العودة إلى ممتلكاتهم. بمعنى آخر، فإن ما يُسمّى المدينة الإنسانية هو مشروع لتغيير جغرافي شامل".
ويتابع: "الهدف الرئيسي من هذا المخطط هو فصل السكان عن حركة حماس، كما صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، من خلال دفع الفلسطينيين للتوجّه إلى تلك المنطقة، بحيث يشكّل مركز التجميع الواسع منصّة لتشجيع الهجرة خارج الوطن".

 

خيم للنازحين الفلسطينيين في رفح قرب الحدود المصرية (د.ب.أ)‏

حصار محكم
يؤكد شاهين أن "السبب الرئيسي لاختيار رفح هو فرض حصار محكم على القطاع، إذ إنها الأقرب إلى سيناء، والمكان المناسب لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة. وإذا نجحت الخطة، تكون إسرائيل قد أحكمت السيطرة على كامل المنطقة التي تشمل مدينة رفح، لتشكّل شريطاً ممتداً كحزام أمني من شمال القطاع إلى جنوبه، إضافة إلى السيطرة على البحر".
ويضيف: "من حيث النتائج، هذا يعني دفع الفلسطينيين إلى تلك المنطقة، توطئةً لمحاولة نقلهم إما عبر سيناء، أو عبر مطار رامون، أو عبر البحر إلى أماكن أخرى".
ويلفت إلى وجود "ميليشيات تابعة لياسر أبو شباب، العميلة للجيش الإسرائيلي، في تلك المنطقة، وقد تُكلف بإدارة شؤون الفلسطينيين في الخيام، إذا ما نجحت الخطة. كما ستُمنع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة من أداء دورها في توزيع المساعدات، ويُستكمل بذلك الحصار الكامل على غزة، مع سيطرة إسرائيلية تامة على المعابر، وخاصة معبر رفح، وعلى حركة تنقّل الأفراد والبضائع".

عزل غزة بالكامل
يرى شاهين أن "الخطة تشكّل خطراً كبيراً على الفلسطينيين، وتثير قلقاً مصرياً كذلك، لأن إقامة المدينة الإنسانية تعني فرض أمر واقع جديد على حدود مصر".
ويوضح أن "أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمّن إنشاء المدينة الإنسانية والشريط الأمني من الشمال إلى الجنوب، يعني عملياً احتلالاً مباشراً لما لا يقلّ عن 40% من مساحة القطاع (360 كم²). وهذا من شأنه تقوية التيّارات الإسرائيلية المطالِبة بالعودة إلى الاستيطان في غزة".

 

نزوح أهالي غزة هرباً من القصف الإسرائيلي (وكالات)

نزوح أهالي غزة هرباً من القصف الإسرائيلي (وكالات)

 

عقبات أمام تنفيذ خطة رفح
وعن إمكانية تنفيذ هذه الخطة، يوضح شاهين أن "الأمر مرهون بعوامل عدة، منها مصير المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، والمواقف الدولية والعربية الرافضة للخطة".
ويشير إلى المواقف الإسرائيلية الداخلية، خصوصاً موقف المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعلى رأسها الجيش، الذي يرفض إقامة مثل هذه المنطقة لعدم اعتبارها هدفاً عسكرياً.
ويتابع: "من الواضح أن رئيس الأركان وقادة الجيش يرفضون الخطة، ويخشون أن تُعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، يرقى إلى جريمة حرب. وهناك تخوّف حقيقي من صدور مذكرات اعتقال دولية تطال منفذي هذه الخطة".
ويضيف: "الجيش الإسرائيلي يعتبر أنه أنجز مهمته العسكرية، التي كانت محددة ضمن ما عُرف باسم عربات جدعون، ويُحمّل المستوى السياسي مسؤولية اتخاذ القرار بين صفقة تبادل أو توسيع العمليات نحو احتلال كامل للقطاع".

ضغوط داخلية
إلى جانب موقف الجيش، تبرز معارضة سياسية واضحة، أبرزها من زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي اعتبر أن الخطة "تشبه معسكرات اعتقال"، ما سيضرّ بصورة إسرائيل، ويُعرّضها للمساءلة القانونية، كما سيُفجّر توتّراً مع مصر وعدد من دول العالم، وسيعرقل المساعي الأميركية لتوسيع التطبيع مع الدول العربية.
ويُضيف شاهين أن هناك احتجاجات من عائلات الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، التي تخشى أن تؤدي العمليات المستمرة إلى مقتل من بقي منهم أحياءً. وقد بدأت احتجاجات من ذوي الجنود الذين يخدمون في القطاع، تحذّر من تورّط الجيش في "مستنقع غزة".
ويلفت إلى "الأزمة الحكومية التي يواجهها نتنياهو، والتهديد الذي لوّحت به الأحزاب الدينية (الحريديم) بالاستقالة من الحكومة أو السعي لحلّ الكنيست قبل 27 آب/أغسطس".

 

 

غزة مدينة منكوبة (وكالات)

غزة مدينة منكوبة (وكالات)


نكبة جديدة؟
يختم شاهين بالإشارة إلى أن بعض التقديرات تفيد بأن الضغوط الدولية والعربية لوقف إطلاق النار قد تدفع نتنياهو إلى القبول بالانسحاب من معظم محور موراغ، وتقليص المساحة التي سيبقى فيها الجيش الإسرائيلي في رفح، وبالتالي ضرب أو تأجيل أو إلغاء خطة "المدينة الإنسانية".
وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الإسرائيلية تسويق الخطة كاستجابة إنسانية، تبرز "المدينة الإنسانية" في رفح كمحاولة لاقتلاع سكان غزة من أرضهم، وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد يضع القطاع تحت وصاية أمنية إسرائيلية.
فهل نحن أمام نكبة فلسطينية جديدة؟
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق