الزيارة الثالثة لبرّاك ترسم علامات حذرة وسط الخيبة من السلطة - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الزيارة الثالثة لبرّاك ترسم علامات حذرة وسط الخيبة من السلطة - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 09:43 صباحاً

ايجي سبورت - يقوم المبعوث الاميركي توم براك بزيارته الثالثة الى  لبنان بداية الاسبوع حاملا معه الرد الاميركي على الورقة اللبنانية. ووفق مصادر غربية تعتبر واشنطن ان القرار بنزع سلاح "حزب الله" متخذ دوليا واقليميا مهما طال الوقت وان العراضات التي يقوم بها الحزب لن تحول دون تنفيذ قرار عودة السيادة اللبنانية. كما سيؤكد براك اهمية الاسراع في القيام بالتشريعات المالية التي تتيح للقطاع المصرفي ان يستعيد عافيته ودوره وتوزيع المسؤوليات على الجهات التي تتحملها. وعلى السلطات اللبنانية العمل كي لا يبقى البلد على رصيف الانتظار، لانه لا يمكن مساعدة لبنان قبل حسم ملف السلاح وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والمالي.

بعد السابع من تموز، توجه المبعوث الاميركي توم براك الى لبنان بعد ان تم تسليم الحكومة اللبنانية رسالة اميركية تطالبها باتخاذ خطوات فورية لنزع سلاح "حزب الله" والميليشيات الاخرى للحصول على جواب السلطات اللبنانية. وكانت واشنطن قد امهلتها اشهرا عدة  (حتى الصيف ) لتحقيق تقدم ملموس نحو هذا الهدف والقيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية. لكن بعد جمود السلطات اللبنانية شعرت  واشنطن باحباط متزايد، لذلك سيتم الضغط  مجددا على الحكومة،لان الرئيس الاميركي يريد تحقيق انجاز.

واكد الرد اللبناني على الورقة الاميركية التزام السلطات بنزع سلاح الحزب جنوب نهر الليطاني بحلول الموعد النهائي (قبل نهاية العام) مع وعد بنزع السلاح على نطاق اوسع في مرحلة لاحقة اي بشكل تدريجي. وهذا يشير إلى أن الحزب سيستمر بالمحافظة على سلاحه وقد تتاجل من جديد فرصة تحقيق بسط السيادة اللبنانية على مجمل الاراضي. بعد اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني ٢٠٢٤ التزمت السلطات اللبنانية بمصادرة اسلحة الحزب وتفكيك بنيته التحتية العسكرية في جميع انحاء البلاد. وتعهد الرئيس المنتخب جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام بتنفيذ الاصلاحات المالية الشاملة.

ولكن بعد مرور اكثر من ٧ اشهر على وقف اطلاق النار يبدو ان هناك تباينا في وجهات النظر بين واشنطن وبيروت حيال مدى اهمية سرعة تنفيذ هذه الاجراءات. واعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان اللحظة مناسبة لاتخاذ خطوات جريئة بعد ان اضعف "حزب الله"عسكريا. وتقر واشنطن بان هذا الضعف لن يدوم نظرا الى ان ايران تعيد بناء قدرات الحزب في غياب الجهود اللبنانية الاستباقية لترسيخ تراجع قدرات الحزب. وتعتبر بيروت ان اولويتها تفادي مجابهة مباشرة مع الحزب .

 

الموفد الأميركي توم برّاك (نبيل اسماعيل).

 

 

وفي هذا السياق يسعى الرئيس عون إلى إقناع  الحزب بالتخلي عن سلاحه الثقيل من خلال حوار او مفاوضات ولكن اظهرت التجارب السابقة للادارة الاميركية  ان الحوار ليس سوى اسلوب تسويفي معتاد للجماعة والحكومات المتعاقبة حيث يعتبر الحزب ان اي حوار حول استراتيجية دفاعية يهدف الى الابقاء على ترسانته.

لذلك يشير الحزب إلى انه ليس مهتما بنزع سلاحه وقد اكد امينه العام نعيم قاسم انه لن يناقش هذا الملف مع السلطات اللبنانية وهو يواجه خطرا وجوديا ويطمح الى التفاوض مباشرة مع واشنطن للحصول على ضمانات حول مستقبله السياسي. غير ان الولايات المتحدة ترفض هذه الفكرة. وهي تعتبر ان الوضع الحالي مخيب للامال نظرا الى ما قام به الجيش بعد توقيع وقف اطلاق النار بمساندة القوات الدولية في جنوب لبنان حيث صادر اسلحة الحزب وفكك بنيته التحتية. واشادت واشنطن بالقوات العسكرية اللبنانية وكانت فعالة الى حد كبير وتجنبت المواجهة. لكن الجهود الرامية الى نزع السلاح شمال الليطاني لم تكن كافية حتى انها متوقفة نتيجة الافتقار الى توجيه سياسي من السلطات اللبنانية.

وفقدان هذا الزخم ادى الى احباط الداعمين الخارجيين للبنان حيث يتحول الاهتمام الغربي والعربي الى سوريا  التي تستفيد من رفع العقوبات وتدفق الاموال العربية بينما لبنان ما زال يقبع تحت انقاض الحرب  التي لم تتوقف.

وقد تشكل زيارة براك نقطة تحول بعد ان اكدت بيروت نيتها اتخاذ خطوات اكثر جدية لنزع السلاح الذي سيساعد واشنطن على الضغط على اسرائيل لانسحاب قواتها من جنوب لبنان ووقف الغارات الجوية الاسرائيلية، وتحقيق تقدم في ترسيم الحدود واطلاق عملية اعادة الاعمار.

ويبدو ان اي تباطؤ لبناني في تنفيذ ورقة الطريق الاميركية قد تؤدي الى انسحاب واشنطن من دورها السياسي التفاوضي  وسيكون لديها خيارات اخرى قد تؤدي الى عدم تامينها الغطاء الامني للبنان مما يفتح الباب امام سيناريوهات عديدة قد تعكر الاجواء اللبنانية.

من الواضح ان الحكومة اللبنانية تسعى الى انهاء الضربات الاسرائيلية والمحافظة على علاقتها مع واشنطن لكن طالما احتفظ الحزب بقدرات عسكرية  فان السياسة اللبنانية لن تعكس الواقع الجديد بعد الحرب كما تطمح واشنطن  وستبقى السيادة هدفا بعيد المنال. 

         
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق