نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جزيرة بيكو: أرض البراكين والحيتان في قلب الأزور - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 11:26 صباحاً
ايجي سبورت - في قلب المحيط الأطلسي، وعلى بُعد مئات الكيلومترات من سواحل البرتغال، تقع جزيرة بيكو، إحدى الجواهر الطبيعية النادرة ضمن أرخبيل جزر الأزور. تشتهر بيكو بأنها موطن أعلى قمة في البرتغال، وهي جبل بيكو البركاني الذي يعلو بارتفاعه أكثر من 2,350 مترًا، كما أنها جزيرة تزخر بالمناظر البركانية السوداء، والطبيعة البكر، والحياة البحرية الغنية. جزيرة بيكو ليست وجهة جماهيرية تقليدية، بل هي ملاذ فريد للمسافرين الباحثين عن المغامرة والهدوء في أحضان المحيط والطبيعة.
قمة بيكو… رحلة إلى سُحب الأطلسي
جبل بيكو، الذي منح الجزيرة اسمها، هو أبرز معالمها الطبيعية. يشكّل هذا الجبل البركاني تحديًا ممتعًا لعشاق تسلق الجبال، حيث يمكن الصعود إليه في رحلة تمتد من 3 إلى 6 ساعات عبر منحدرات صخرية ومناظر مدهشة. وعلى الرغم من أن الصعود يتطلب لياقة بدنية معتدلة واستعدادًا للطقس المتقلب، إلا أن الوقوف على القمة يوفر إطلالة بانورامية ساحرة على المحيط والجزر المجاورة، تشعرك وكأنك تحلّق فوق العالم.
حتى لمن لا يرغب في التسلق، فإن الجبل يُشكل خلفية بصرية خلابة تتناغم مع الطبيعة المحيطة، حيث تتناثر الحقول الخضراء، وجدران الحجارة البركانية، والمراعي الممتدة في مشهد فريد من نوعه.
الطبيعة الريفية والمجتمعات الساحلية
الجزيرة مليئة بالقرى الصغيرة والمجتمعات الريفية التي تعكس بساطة الحياة ودفء السكان المحليين. منازل حجرية تقليدية، وطرق ضيقة مرصوفة، وكنائس صغيرة تعود لقرون، تمنح المكان طابعًا هادئًا وأصيلًا. يمكن للزائر أن يتجول بين تلك القرى سيرًا على الأقدام أو بالدراجة، ويتوقف عند المتاحف الصغيرة أو الحدائق العامة ليشعر بتواصل مباشر مع الحياة اليومية على الجزيرة.
الزراعة وصيد الأسماك ما زالا من المهن الرئيسية، ويمكن تذوق المأكولات البحرية الطازجة في المطاعم المحلية التي تقدم أطباقًا بسيطة غنية بالنكهة والموروث.
الحيتان والدلافين… الحياة البحرية في أبهى صورها
تُعرف بيكو بأنها إحدى أفضل وجهات مراقبة الحيتان والدلافين في العالم، حيث تمر عبر مياهها العميقة أنواع عديدة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الحوت الأزرق، والحوت الأحدب، وأنواع نادرة من الحيتان المنقارية. تنطلق الجولات البحرية من ميناء "لاجوا" يوميًا، وتتيح للزوار فرصة الاقتراب من هذه الكائنات في بيئتها الطبيعية وسط مشهد مهيب يخلّد في الذاكرة.
كما أن الغوص حول الجزيرة يُعد من التجارب الاستثنائية، بفضل صفاء المياه وتنوع الكائنات البحرية والشعاب البركانية. أما هواة التصوير، فيجدون هنا فرصًا لا حصر لها لتوثيق لحظات مذهلة بين الجبل والبحر.
في بيكو، لا تضطر للاختيار بين الجبل والمحيط، أو بين المغامرة والهدوء، لأن الجزيرة تقدم كل ذلك بتناغم طبيعي قلّ نظيره. إنها وجهة مثالية لمن يبحث عن استراحة من العالم، في مكان يحتفظ بجماله الخام وروحه الهادئة.
سواء كنت تتسلق جبلًا، تراقب الحيتان، أو تستمتع بنزهة على الساحل، فإن جزيرة بيكو تقدم تجربة مختلفة، حيث تبدو الأرض وكأنها تتنفس بهدوء، وتدعوك لأن تكون جزءًا من هذا الإيقاع البسيط والعميق في آنٍ واحد.
0 تعليق