ايجي سبورت - شهدت عدة مناطق في جنوب مصر، موجة طقس سيئ وغير مستقر تمثلت في عواصف ترابية ورملية كثيفة غطت سماء أسوان وأبو سمبل وأجزاء من محافظة الأقصر وسلاسل جبال البحر الأحمر، وصولاً إلى مناطق حلايب وشلاتين ومرسى علم.

وتسببت هذه الظروف في تدهور كبير بمستوى الرؤية الأفقية، مما دفع الجهات المختصة إلى إغلاق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في مطارَي أسوان وأبو سمبل الدوليين، بالإضافة إلى توقّف حركة الملاحة النهرية في مجرى نهر النيل وبحيرة ناصر في أسوان.

الأرصاد: "الفاصل المداري" السبب الرئيسي للتقلبات الجوية

وفي تفسير علمي لهذه الظواهر الجوية المفاجئة، أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن السبب يعود إلى امتداد الحزام المداري المعروف بـ"الفاصل المداري"، وهو حزام من السحب الرعدية الموسمية يمتد من منطقة منابع النيل مرورًا بالسودان وإثيوبيا، وقد بدأ هذا الحزام يمتد إلى جنوب مصر خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت غانم، في مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن هذا الحزام يتسبب في نشاط كبير للرياح الهابطة من السحب الرعدية، وهي الرياح التي تؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة بشكل كثيف، مما يؤدي إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية لمستويات قد تصل إلى أقل من 1000 متر في بعض المناطق.

تأثيرات العاصفة مستمرة وتحذيرات من الأرصاد

أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن التأثيرات الجوية المصاحبة للعاصفة مستمرة حتى مساء الخميس، مع احتمالية تراجع حدة الأتربة والرياح بحلول يوم الجمعة، إلا أن فرص سقوط الأمطار الرعدية ستظل قائمة في مناطق مثل أبو سمبل، حلايب، وشلاتين.
ومن المتوقع، وفقًا لتقديرات الهيئة، أن تنتهي هذه الموجة الجوية غير المستقرة بحلول يوم السبت، مع عودة الأجواء إلى الاستقرار التدريجي.

التغيرات المناخية تمتد إلى جنوب مصر

لفتت الدكتورة منار غانم إلى أن هذه الظواهر المناخية لم تكن معتادة في جنوب مصر خلال العقد الماضي، مشيرة إلى أن تغير المناخ بات يفرض أنماطًا جوية جديدة على البلاد. وأضافت أن امتداد الحزام المداري شمالًا بهذا الشكل أصبح أكثر شيوعًا خلال شهري يوليو وأغسطس، نتيجة التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على أنظمة الضغط الجوي ومسارات التيارات الهوائية.

توصيات للمواطنين.. الكمامات والحذر على الطرق

وفي ختام مداخلتها، قدمت "غانم" مجموعة من النصائح للمواطنين لتفادي الأضرار المحتملة لهذه الظروف الجوية، من بينها:

ارتداء الكمامات عند التواجد خارج المنزل لتجنب استنشاق الأتربة.

القيادة بحذر شديد بسبب انخفاض الرؤية على الطرق.

تأجيل الأنشطة الخارجية غير الضرورية، خاصة لكبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي.

جهود مستمرة من الجهات المختصة

تواصل الأجهزة المختصة، بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية، رصد وتقييم تطورات الحالة الجوية أولًا بأول، إلى جانب العمل على إعادة فتح المطارات والممرات الملاحية فور تحسن الظروف.
وأكدت وزارة الطيران المدني أن إغلاق مطاري أسوان وأبو سمبل إجراء احترازي لحماية الأرواح والممتلكات، وسيتم استئناف الرحلات الجوية فور تحسّن الرؤية الجوية وفقًا للتقارير الصادرة من مركز التحكّم الجوي.