ايجي سبورت - روز مكرزل

دقّت الساعة السادسة، ففُتِحت الأبواب، وأُضيئت الأنوار لتُبرز جمال المكان، الذي زاد تألّقاً بوجود القطع الفنية المنتشرة في كل غرفة وزاوية.
تدفق عشّاق الفنّ في لبنان إلى افتتاح معرض "تيرا ليباني – لبنان في عيون فنانيه" (TERRAE LIBANI — A Country Seen Through Its Artists)، من تنظيم "آرت أبارت" تحت إشراف المهندسة رنين حمصي، في منطقة الجميزة.

المكان ساحر في ذاته، فهو بيت من بيوت بيروت القديمة والعريقة، حيث يتجسّد الفنّ في كل تفصيل، من زخرفة البلاط الملوّن، إلى رفعة السقف العالي، ثم إلى روعة القنطرة الفخمة.
تنقّل الزوّار بين الغرف المتعدّدة للاستمتاع بأشكال الفنّ المختلفة، من اللوحات الزيتية والمائية، السيراميك، الصور الفوتوغرافية وصولاً إلى النحت بالطين، وغيرها. وعندما تسأل الفنانين كيف عبّروا عن رؤيتهم للبنان من خلال أعمالهم، تتنوّع الأجوبة: فبعضهم رأى لبنان في طبيعته الخضراء، وآخرون ركّزوا على اللبناني الذي لولاه لا يكون للبنان وجود.

تعدّدت وجهات النظر، لكن جمعهم حبٌّ واحد لهذا الوطن.

عمل فني لإلسا غصوب. (BeyArt)

كان لافتًا حضور فنّانين من مختلف الأجيال، مما جمع الحداثة بالأصالة تحت سقف واحد. شكّلت المناسبة فرصة للتعارف بين الزوّار والفنانين. فتشعر كأنّ الفنّ بات متاحاً للجميع. تقاطر عشّاق الجمال للاستفسار عن كل قطعة أعجبتهم، يسألون عن معناها، وعن القصّة خلفها. ما أجمل هذا المشهد المليء بالحياة، بالفن، وبالإبداع، في مدينة كُتب لها أن تنكسر، ثم تنهض من تحت الركام وتُعيد رسم ملامحها من جديد.

ومع دقّات الساعة التاسعة، بدأ الزوّار بالمغادرة، وأُطفئت الأنوار، وعاد المكان إلى سكونه... لكنّه ترك في الذاكرة أجمل صورة عن الفنّ اللبناني، وجعل كل من حضر يقول في نفسه: "كم نحن بحاجة إلى مثل هذه المعارض... كي لا ننسى ثقافتنا، وتاريخنا، وفنّنا.".

*يستمر المعرض حتى 31 تموز/يوليو (الثلاثاء - السبت من الساعة 11 صباحاً حتى 8 مساءً).