نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة... أوروبا قوة اقتصادية هائلة تتيح لترامب تحجيمها - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة... أوروبا قوة اقتصادية هائلة تتيح لترامب تحجيمها - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 يوليو 2025 12:57 مساءً

ايجي سبورت - عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نهج المواجهة مع الاتحاد الأوروبي مهدداً بفرض تعريفات جمركية إضافية بما نسبته 30% على معظم واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من أول آب/أغسطس المقبل، ما يؤشر إلى أن سيد البيت الأبيض بدأ يفقد صبره بعدما لم تسفر أسابيع من المفاوضات حتى الآن عن نتائج. فكيف تسمح القوة الاقتصادية الهائلة لأوروبا لترامب بسياسته التجارية العدوانية ابتزازها مع تزايد حدة الرسائل التهديدية وضغطه على شركائه التجاريين وتضاؤل استعداده لتقديم تنازلات؟

 

التصدي لطموحات ترامب
ومع إعراب مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش عن خيبة أمله من إعلان ترامب السبت الماضي بشأن التعريفات، سيما وأنه حمل في طياته ديناميكية مختلفة تماماً، وأن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% سيمثل حظراً تجارياً فعلياً وسيكون لذلك آثار سلبية على جانبي الأطلسي"، بينت قراءات اقتصادية والردود المثارة أن على الاتحاد الاوروبي أخذ زمام المبادرة وعدم ترك ترامب يعرضهم للابتزاز وفرض شروطه، إذ نصح خبير التجارة غابرييل فيلبيرماير في حديث أخيراً التكتل بالتشدد في الخلاف الجمركي مع الرئيس الأميركي، ومعلنا رفضه بما يسوق له الأخير وفيه أن الولايات المتحدة تعامل بطريقة غير عادلة من الأوروبيين، ومبرزاً أن شركات السيارات الألمانية مثلاً تستثمر بالمليارات هناك، وواصفاً ما يتحدث عنه ترامب بالـ"هراء". 

 

وفي وقت يفاد أنه يتم العمل لتحقيق تقدم في المحادثات مع الجانب الأميركي لخلق اتفاق متوازن وعادل، أعرب الباحث الاقتصادي كريستيان بوستر مع "النهار"، عن اعتقاده بأن الضعف الذي تعاني منه أوروبا محلي الصنع، ويعود الأمر لكون الاتحاد الأوروبي يغيب نفسه بفشله في اعتماد سياسات توافقية من دون أن يعم الخلاف والانقسامات بين دوله، وموضحاً بأن تضارب المصالح بينهم يسمح للأطراف الخارجية بعرض عضلاتها وأهمها من دول كالولايات المتحدة والصين وتركيا، ولو تصرفت دول التكتل بحزم وبتماسك أكبر لكان الأمر مختلفاً الآن.

 

ومن وجهة نظر بوستر، فإن ترامب يبدو مرتاحاً نسبياً في هذه الفترة وعلى عكس تهديداته في نيسان/أبريل الماضي، ويمكنه الاعتماد على استقرار الأسواق ونمو العائدات الجمركية وقوة البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، وبات أكثر صرامة ويبالغ في الرهانات على الرسوم العقابية بتوجيهه رسائل حازمة إلى 25 دولة، وهذا ما سيكون له تأثيراته على العلاقات مع الحلفاء المقربين ويقلق المستثمرين. وخلص بوستر بأنه على بروكسل أن ترسل إشارات قوية من أجل تعزيز التنافسية ومزيد من الابتكارات والاستثمارات توازياً مع المداولات عن اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية.

 

 وعلى وقع استخدام ترامب معول الهدم مع الشركاء، بينت تعليقات بأن المطلوب من المفوضية الأوروبية أن تظهر بوضوح أن الاتحاد الأوروبي يريد تحمل المسؤولية بالعزم على استخدام قوته الاقتصادية الهائلة ومعرفة حجمه الطبيعي لحل المشكلات الكبيرة ولو تطلب الأمر الدخول في مناكفات تؤدي إلى قطيعة لفترة، ولا يمكن اعتبار ذلك عامل ضعف إنما لتحقيق المزيد من المكاسب والتصويب على الافتراءات التي تساق ضده وتضيق على دول التكتل وتخنق اقتصاده، وحيث يعمد الرئيس ترامب لوضع أوروبا بصورة دائمة قيد التهديد والتخويف من العواقب وبالأخص الاقتصادية والأمنية.

 

صورة تعبيرية (وكالات)

صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

 

المرحلة لمصلحة الأوروبيين
وفي ظل الحديث عن عدم تبدد الآمال في حل سلمي للرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة مع إعلان ترامب أنه منفتح على إجراء محادثات مع التكتل، رأى الكاتب تيم سنت ـ إفاني في قراءة تحليلية أن الوضع الاقتصادي في ألمانيا القاطرة الاقتصادية للتكتل انتعش بشكل طفيف وزادت أنشطة الشركات التجارية، إلا أن نسبة 30% أو50% كلاهما غير مقبولة بتاتاً بالنسبة لأوروبا، ومن الحكمة أن تعمد المفوضية الأوروبية لتأجيل الرسوم الجمركية الانتقامية المخطط لها، لكن في الوقت نفسه الاستعداد لتدابير مضادة إضافية. وليبرز، بأن الأمور لا تبدو سيئة هذه الأيام للأوروبيين بعدما تم التوافق مع ترامب على زيادة الانفاق الدفاعي للناتو، وهو الذي كان هدد بالانسحاب من حلف الأطلسي ووقف الدعم العسكري لأوكرانيا، وهذا ما كان كارثياً لأوروبا، ومردفاً بأن الاتحاد الأوروبي ليس مجرد جزيرة صغيرة تسكنها طيور البطريق، بل قوة اقتصادية عظمى يبلغ عدد سكانها 450 مليون نسمة في 27 دولة وبناتج محلي اجمالي بأكثر من 17 تريليون دولار. 

 

علاوة على ذلك، هناك عوامل أخرى تصب في مصلحة الأوروبيين رغم أن أسواق الأسهم هدأت قليلاً في أميركا مع الحلول الوسط، لكن في الوقت نفسه فإن عواقب سياسات ترامب الجمركية تزداد وضوحاً، والتضخم تسارع مجدداً على عكس الوضع في أوروبا. وهذا كله يضر بناخبي ترامب وهم الذين وعدوا بوضع حد له، ناهيك عن أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أبقى سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً على الرغم من الضغوط من البيت الابيض. لذا، يمكن لفون ديرلاين التصرف بحرية أكبر واستعراض عضلاتها والتحدث بلغة يفهمها ترامب "الثرثار".

 

وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور، صرح مفوض التجارة سيفكوفيتش أن التكتل يعد لتدابير مضادة وفرض تعريفات جمركية انتقامية إضافية على السلع الأميركية بقيمة إجمالية تبلغ 72 مليار يورو بعدما كانت في الأصل بقيمة 95 مليار يورو. وستشمل القائمة المنتجات الزراعية والصناعية الأميركية وأفيد أنه حذف منها الطائرات والسيارات والويسكي، ومن المقررأن تدخل حيز التنفيذ في الأول من آب/أغسطس في حال فشل المفاوضات مع واشنطن. 

 

تجدرالاشارة إلى أن هناك مداولات في بروكسل بأن الاتحاد الأوروبي يريد حل نزاع التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة من خلال المزيد من الواردات من السلع الأميركية، وهناك مقترحات لإنفاق أكثر من 50 مليار يورو إضافية لشراء الغاز الطبيعي المسال والمنتجات الزراعية وغيرها تعويضاً عن العجز التجاري المقدر لصالح الأوروبيين. يقدر ترامب العجز التجاري لبلاده مع التكتل بمئات المليارات من الدولارات سنوياً. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق