ايجي سبورت - تعتبر المكسرات من الأطعمة التي لا ينصح الأطباء بإعطائها في سن مبكرة للأطفال، لكنه يبقى موضوعاً ينقصه الوعي. انطلاقاً من تجربتها الخاصة ومعاناة ابنها البالغ من العمر عامين جراء تناوله المكسرات، تتحدث خبيرة التغذية ياسمين دقيق المتخصصة بتغذية الأطفال عن الخطر الكبير الذي تشكله المكسرات بالنسبة للأطفال.

معاناة خلال شهرين بسبب الجوز
رغم كل النصائح التي توجهها إلى الأهل والتحذيرات حول ضرورة الانتباه من مخاطر المكسرات، كلفت ياسمين دقيق لحظة شعرت فيها بالضعف أمام طفلها الصغير الذي كان يطالب بالباذنجان المكدوس بالجوز حول مائدة غداء غالباً، خصوصاً أنه لم يظهر أي أعراض تدعو للقلق. وبالنسبة إليها كخبيرة تغذية، تعتبر المكسرات مفيدة للغاية ولا يمكن حرمان الطفل منها طوال 5 سنوات، وإن كانت الهيئات الصحية توصي بذلك.  لذلك، كانت تنصح دوماً بطحنها أو بإعطائها بشكل بودرة أو في اللبن، وهذا ما كانت تفعله مع ابنها الذي كانت أسنانه قد اكتملت وهو قادر على مضغ الطعام جيداً. 

لكن بعد أسبوع،تقول إنه عانى ارتفاعاً في الحرارة اعتبرته طبيعياً بعد المتابعة، لأنه كان يظهر تحسناً. لكن بعد يومين عانى سعالاً وتقيؤاً في الوقت نفسه، اعتبرته الطبيبة ناتجاً عن التهاب في البلعوم وأن المشكلة قد تنتج عن فيروس بما أن فحوص الدم كانت جيدة لديه. لكن بعد أسبوع ارتفعت الحرارة من جديد وترافقت مع سعال وبلغم  وضيق نفس، فكان الحل بالنسبة لطبيبته هو اللجوء إلى البخاخ لإزالة البلغم. إلا ان الحرارة كانت ترتفع من جديد في كل مرة خلال أيام. وتبين في التصوير بأشعة إكس أنه يعاني التهاباً في الرئتين. وعندما وصف له المضاد الحيوي، كان يظهر تحسناً لكن بعد أيام تعود حالته أسوأ. وقد تبين في التصوير أن الالتهاب الرئوي ازداد سوءاً لديه وأن الرئة اليسرى في حال سيئة جداً ولا يصلها الهواء. دامت المعاناة طوال شهرين بسبب خطأ بسيط ما كان أحد يتصور أنه يمكن أن يؤدي إلى هذه التداعيات. فبعد محاولات عديدة للعلاج بالطرق التقليدية، تبين أن ثمة مشكلة كبرى مع الارتفاع المتواصل للحرارة والسعال الحاد والشعور بالاختناق والتقيؤ. تبين أولاً أن الطفل مصاب بثلاثة أنواع من البكتيريا وفيروس، أما في الـCT Scan  فظهرت مشكلة في الرئة اليسرى تستدعي التدخل الجراحي الطارئ. بالفعل بعد اتخاذ الإجراءات لخفض حرارته المرتفعة، أجريت للطفل جراحة مستعجلة امتدت لساعتين بعد أن ظهر تضخم فيها بسبب قشر الجوز الذي التصق بها. لولا العناية الإلهية والتدخل الطبي في الوقت المناسب، كان يمكن للطفل ألا ينجو.

مكسرات(غيتي)

إجراءات ووعي لحماية الأطفال

لذلك، انطلاقاً من تجربتها ومن معاناتها ومعاناة طفلها الطويلة، وحتى لا يعاني أي طفل آخر كما عانى طفلها، قررت أن تنشر الوعي حول خطورة إعطاء المكسرات للأطفال بطريقة عشوائية. فتشدد على ضرورة اتخاذ الأهل إجراءات معينة في هذه الحالة:
-يجب الحرص أولاً على إزالة القشر من المكسرات لأنه لا يتكسر في الرئتين.
-يجب طحن المكسرات أو هرسها  أو تقطيعها إلى قطع صغيرة إذا كان الطفل في سن صغيرة.
-يجب مراقبة الطفل جيداً أثناء أكل المكسرات منعاً لأي عارض. علماً أن الأعراض قد لا تظهر بوضوح بداية ويمكن أن يكون لذلك تداعيات خطيرة.
-يجب أن يتناول الطفل  أي غذاء وهو جالس وليس أثناء اللعب أو أثناء القيام بأي نشاط جسدي، حتى لا يؤدي ذلك إلى الميل للأكل العاطفي والبدانة بسبب الأكل السريع، أو الاختناق أثناء الأكل. وينطبق ذلك حكماً على المكسرات بشكل خاص لأن تناولها يتسم بالدقة ويمكن أن يكون خطيراً.
-يجب عدم إعطاء المكسرات للطفل عندما يكون منفعلاً أو أثناء البكاء، بل عندما يكون هادئاً.