- ايجي سبورت اتفاق السويداء: فرصة للحوار السياسي في سوريا

في ظل التوترات المستمرة في محافظة السويداء، أكد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، خلال مؤتمر صحافي عقد في دمشق، أن اتفاق السويداء يمثل بارقة أمل للحوار والحلول السياسية. تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه سوريا مرحلة انتقالية دقيقة تتطلب تضافر الجهود لتحقيق الاستقرار.

تنفيذ الاتفاق على مراحل

أوضح المصطفى أن تنفيذ اتفاق السويداء سيتم على مراحل متتالية، مشيراً إلى وجود بعض الحسابات الخاطئة من قبل الأطراف المعنية، خاصة فيما يتعلق بالاستنجاد بإسرائيل واستدعاء التدخل الأجنبي. وأكد أن بيان الرئاسة الروحية تضمن صياغات تحث على التهجير، مما يعكس تعقيدات الوضع الحالي.

دور الدولة ومسؤوليتها

شدد الوزير السوري على أن الدولة السورية تتحمل مسؤولية حماية جميع مواطنيها، مؤكداً تعرض قوات الأمن الحكومية لكمائن استدعت تدخلاً أكبر. ورغم الاعتراف بوجود تجاوزات حدثت مؤخراً، أكد المصطفى تمسك الدولة بمبدأ “وطن واحد وجيش واحد”. وندد بادعاءات بعض الجماعات داخل السويداء بأن الدولة هي أصل المشكلة، مؤكداً أن وجود الدولة هو الحل وليس المشكلة.

دمج الفصائل وحصر السلاح

أشار المصطفى إلى جهود الدولة لدمج الفصائل المسلحة بالجيش السوري بغض النظر عن انتماءاتها المختلفة، والعمل على حصر السلاح بيد الدولة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية. كما تسعى الحكومة لافتتاح معابر إنسانية بين درعا والسويداء لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية.

التحديات والفرص السياسية

أكد الوزير انسحاب مقاتلي العشائر من مدينة السويداء ودعا الجميع لإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. وتوقع تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق خلال 48 ساعة المقبلة. وأوضح أن الحكومة تفضل الحلول السياسية كخيار أولي وأن اتفاق وقف إطلاق النار يوفر فرصة ثمينة لتحقيق ذلك تحت مظلة الدولة.

تحليل الوضع الراهن

تأتي تصريحات المصطفى في سياق محاولات الحكومة السورية تعزيز سيطرتها وإعادة الاستقرار إلى المناطق المضطربة مثل السويداء. ومع ذلك، يواجه هذا المسعى تحديات كبيرة بسبب رفض بعض المجموعات المسلحة للحلول السياسية واحتجاز رهائن من البدو مما يزيد من تعقيدات المشهد الأمني والسياسي.

الموقف السعودي:

في هذا السياق المعقد والمتشابك، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا دبلوماسيًا مهمًا في دعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار الإقليمي. ومن خلال موقفها الداعم للحلول السياسية المتوازنة والمستدامة في سوريا والمنطقة بشكل عام، تسهم السعودية بشكل غير مباشر في تعزيز فرص نجاح الاتفاقيات التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار.

ختاماً: نحو مستقبل أكثر استقراراً

يبقى الأمل معقوداً على قدرة الأطراف السورية المختلفة على تجاوز الخلافات وتحقيق توافق سياسي يضمن وحدة البلاد وسلامة مواطنيها. وفي ظل الدعم الدولي والإقليمي المستمر للجهود الرامية لحل الأزمة السورية سلمياً، تبقى الفرصة قائمة لتحقيق مستقبل أكثر استقراراً لسوريا وشعبها.