نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا لو لم يمتثل بوتين لمهلة ترامب؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 20 يوليو 2025 07:03 صباحاً
ايجي سبورت - فَرِحَ القادة الأوروبيون بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحديد مهلة 50 يوماً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقبول بوقف النار في أوكرانيا، تحت طائلة فرض حزمة أميركية من العقوبات القاسية على روسيا، بينها زيادة التعريفات الجمركية بنسبة 100 في المئة، على الواردات الروسية إلى الولايات المتحدة، أو فرض عقوبات على الدول التي تستورد النفط الروسي.
وعلى الرغم من إبداء الارتياح للتبدل الحاصل منذ مدة في لهجة ترامب إزاء بوتين، فإن الهواجس الأوروبية لم تتبدد بالكامل، وهناك من يسأل عن سبب منح الرئيس الروسي مهلة طويلة نسبياً وعدم المبادرة فوراً إلى اتخاذ إجراءات عملية، مثل تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة قادرة على كسر التوازن مع روسيا.
ينم هذا الموقف عن تشكيك في جدية التحول في موقف ترامب. لكن الأخير تدارك ذلك بالإعلان عن إرسال مزيد من بطاريات الدفاع الجوي من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا، على أن يدفع ثمنها حلف شمال الأطلسي. أي أنه يعقد صفقة تجارية أكثر مما يقدم مساعدة عسكرية تبدو أوكرانيا في أمس الحاجة إليها، مع تكثيف روسيا هجماتها بالمسيّرات على كييف ومدن أوكرانية أخرى، بحيث تجاوز العدد الـ750 مسيّرة في الليلة الواحدة خلال الأيام الأخيرة.
ما الأسباب التي تحمل ترامب على عدم اتخاذ موقف تصعيدي فوري حيال بوتين على الرغم من خذلان الأخير له؟
الجميع يدرك أن ترامب كان وعد خلال حملته الرئاسية في 2024، بوضع حد للحرب الروسية-الأوكرانية "في 24 ساعة" من عودته إلى البيت الأبيض.
وأحدث ترامب تبدلاً في النبرة حيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بلغت ذروتها في المشادة العلنية في المكتب البيضوي في 28 شباط/ فبراير الماضي، عندما علق البيت الأبيض على أثرها المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قبل أن يتراجع عن القرار بعد أيام.
وتبع التدهور مع أوكرانيا بلوغ العلاقات عبر الأطلسي أسوأ مراحلها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. وانتقد القادة الأوروبيون مواقف الرئيس الأميركي علناً، بينما شدد المسؤولون الأميركيون وبينهم نائب الرئيس جيه. دي. فانس، على أن تمويل الحرب يتعين أن تتحمله أوروبا بالدرجة الأولى، كون النزاع دائراً على أراضٍ أوروبية.
في هذه الأثناء، لم ينقطع التواصل بين ترامب وبوتين، لكن من دون الوصول إلى تفاهم تقبل روسيا بموجبه وقف النار فوراً والذهاب إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع. لكن مع مضي ستة أشهر على عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ الإحباط يحل محل الأمل في إمكان قرب التوصل إلى وقف الحرب.
وهذا ما دفع ترامب إلى تغيير نبرته، والتحدث عن بوتين بنبرة سلبية وبأنه يريد "مواصلة القتل" في أوكرانيا، ولا يرغب في وقف الحرب في مقابل إشادات نادرة بزيلينسكي الذي كان يراهن على أن الرئيس الأميركي سيصل إلى هذه النتيجة في نهاية المطاف.
وتفاءل الأوروبيون بالتغير الأميركي، مذكرين بأن إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لكييف، وحده الكفيل بإقناع بوتين بأن لا سبيل إلى تحقيق أهداف الحرب التي بدأت قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.
ومع ذلك، ينطوي التبدل في الموقف الأميركي على احتمالات شتى، ليس أقلها الذهاب نحو توسيع الحرب، أو المجازفة باندلاع مواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ولطالما حذر ترامب من أن استمرار النزاع قد يقود إلى حرب عالمية ثالثة. وهذا هو أحد الأسباب التي كانت تدفعه إلى التحفظ عن زيادة المساعدات الأميركية لأوكرانيا. وعلاوة على ذلك، يواجه ترامب اعتراضات قوية من حركة "لنُعِد أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا)، التي ترفع شعار "أميركا أولاً"، وترفض أي تورط أميركي فيها.
0 تعليق