ألا يجب شكر وليد جنبلاط أيضاً؟ - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألا يجب شكر وليد جنبلاط أيضاً؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 20 يوليو 2025 09:29 صباحاً

ايجي سبورت - في كلمته التي القاها صباح 17 تموز، شكر الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وفي معرض التعبير عن موقفه من الاحداث الدموية في السويداء الوسطاء العرب والاتراك والولايات المتحدة الاميركية ، ربطا على الارجح بردع إسرائيل التي اتهمها بمحاولة زعزعة استقرار سوريا.

 

 

وهذا جزء مفهوم كليا انطلاقا من ان مسارعة هذه الدول الى اجراء ما يلزم من اجل عدم تدهور الامور وانزلاق النظام السوري الجديد الى مخاطر كبيرة تبعا لتدخل اقليمي يمكن ان يؤدي الى تقسيم سوريا ان لم يكن تفكيكها . الا انه كان يجوز بل يجب في رأي كثر ان يشكر الشرع ايضا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي لم يحل فقط في الواقع بالاتصالات والجهود التي بذلها على المستوى الدرزي في شكل خاص المتصل بالوضع السوري وامتداداته في لبنان وعليه دون تفلت او سيطرة الرأي الدرزي المنفلت بل ساهم بقوة في منع خروج الامور عن السيطرة.

 

 

فمن خلال تصديه من جهة لزعماء روحيين دروز في السويداء يعبرون علنا عن مخاوفهم القوية بشأن السلطات السورية نتيجة قلقهم من أن النظام السياسي الجديد سيكون غير مضياف للأقليات الدينية وتاليا الاعتماد من جانبهم على اسرائيل ، واعتماده على دعم الزعماء الروحيين الدروز في لبنان وفي مقدمهم شيخ العقل سامي ابي المنى ، يعتبر كثر انه قاد ولا يزال بحكمة كبيرة وبعد نظر تحديا مصيريا للوجود الدرزي ليس في سوريا فحسب بل في لبنان كذلك على رغم ان هذا التحدي الدرزي الذي برز في السويداء او من خلالها امام جنبلاط وما يمثله في الاتجاهات الدرزية كان سابقا لهذه الاحداث الاخيرة.

 

خلال اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في دار الطائفة في بيروت (نبيل إسماعيل).

 

 

 

وكان المؤشر الابرز على ذلك الزيارة الباكرة التي قام بها جنبلاط على رأس وفد درزي كبير للسلطات الجديدة في سوريا دعما لها ودافعا في اتجاه استيعابها الدروز وخصوصيتهم ومخاوفهم كذلك . وهو امر لم تنجح السلطات السورية في ملاقاته كليا بعد في ظل مقاربات امنية وانتهاكات لم تعالج حين وقعت احداث مماثلة وان اقل خطورة في نيسان الماضي ، عمقت المخاوف ولا تزال لدى الاقليات السورية التي وجه الشرع طمأنة الى معالجتها وحماية الاقليات انما من دون ترجمة فعلية حتى الامس القريب وبثغرات كبيرة على غرار غياب رد الفعل التضامني والمتعاطف مثلا مع الطائفة الارثوذكسية بعد تفجير الكنيسة في دمشق فيما كان الامر يتطلب زيارة للشرع مثلا للبطريرك الارثوذكسي على سبيل الادانة وتأكيد الحرص على جميع المكونات السورية.

 

فالجزء الذي ينبغي للشرع ان يخاف منه على قدرته على الامساك بسوريا لا تختصر باسرائيل فحسب، فيما اظهرت الولايات المتحدة قدرتها على لجمها في ظل اعتبارات اميركية مماثلة لوقف حرب اسرائيل على ايران مثلا او لوقف الضربات الاميركية على الحوثيين ، فتراجعت اسرائيل تحت وطأة ضغوط الولايات المتحدة في الدرجة الاولى عن مطلبها السابق بامتناع قوات الحكومة السورية الانتقالية عن التدخل في محافظة السويداء، جنوب سوريا لا سيما بعدما كان صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل ستواصل فرض شروطها بسوريا منزوعة السلاح جنوب العاصمة السورية . بل بواقع ان سوريا بلد متعدد يحتاج الى خطاب اقوى بكثير واعمق مما قاله الشرع في خطابه الاخير ، وتتطلب مقاربات مختلفة على خلفية الاعلان ان سوريا الجديدة فيما هي في مرحلة تأسيسية جديدة ستكون حاضنة على قدم المساواة للجميع وليس على نحو صوري على غرار وزراء من طوائف مختلفة اخترعت لهم وزارات غير اساسية .

 

 

 

ألجانب الاخر المهم في مقاربة وليد جنبلاط ملاقاته من الزعماء الروحيين والسياسيين لدى الطائفة السنية تحصينا للبنان وطوائفه من امتدادات الحريق السوري فيما سجل البعض ثغرات في مقاربة الدولة في عدم تلقف " الفرصة " المتاحة لاثبات قرارها بحماية الجميع ومراعاة هواجسهم فيما اشعلت التطورات الدرامية السورية اما المخاوف المبررة الى حد كبير او ايضا التوظيفات السياسية من البعض. وهي فرصة لا تزال متاحة علما ان ثمة مأخذ على الدولة بعدم مواجهة بعض المواقف الاستفزازية والتحريضية بمقاربة قانونية واجبة التي خرجت الى العلن ومن على منبر اعلامي للدولة . وهو ما فسره البعض بحكمة تلافي او تجنب تحييد الانظار عن محاولة تحصين الداخل ، فيما يخشى في الواقع من قراءة لهذا المؤشر ينعكس سلبا على الدولة ككل فيما ان كثيرا من مسؤوليها ابدوا انزعاجهم ومخاوفهم من منحى تحريضي يهدد بتعريض البلد لمخاطر كبيرة .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق