التفاصيل..  تلك الأجزاء الدقيقة التي تكمل سرد القصة، تغير أحداثها، تقلب معناها، وقد ترسم نهايتها أيضًا …. للتفاصيل تأثير كبير في إيضاح الحقيقة وبيانها، وبدون التفاصيل تظل الحقائق مبهمة وغامضة.

جميعنا نحتاج إلى التفاصيل في سماعنا للقصص وفي سردنا إياها وفي إصدار أحكامنا واتخاذ قراراتنا …. هناك أشخاص يبنون قراراتهم على أوهام وعلى مجرد أحاسيس تنتابهم بدون تحليل للقضايا وبدون الاطلاع على أي تفاصيل …. وأشخاص يصرحون تصريحات تصدر منهم عن غير علم وبدون تفاصيل تدعم منطقهم وفكرتهم.

التفاصيل حيثيات القضية، والمرجع والحجة التي تدعم مواقفنا وكلامنا وتصريحاتنا كبشر …. لا شك أن هناك تفاصيل غير مهمة نتجاهلها لو كان الأمر لا يشكل لنا أي أهمية أو لو كانت تلك التفاصيل لا تضيف ثقلًا لما نرويه أو نصرح به …. لكن على الجانب الآخر، هناك تفاصيل أهم من الرواية نفسها لأن فيها المعنى العميق الذي يوضح ما يجب إيضاحه وإيصاله للغير.

غياب التفاصيل يعتبر افتقارًا للمعلومات وسطحية للفكر …. الكتاب الذي يُكتب له مراجع، اللوحة التي ترسم لها اقتباسات فنية من لوحات أخرى، الخطبة التي تُخطب لها تحضيرات …. لكل شيء أصل وهذا ما يسمى بالتفاصيل، فقبل البحث عن شيء لمجرد معرفته لابد أن نبحث عن أصله، وهذا ما يشكل العمق الفكري للفرد ويثقل معلوماته وثقافته ويبرز أمانته في نقل المعلومات من المصادر الصحيحة والأصلية.

نصيحة للجميع، ألا يشاركوا في الحديث عن قضية ما دون علم كافٍ وتفاصيل دقيقة تدعم مشاركتهم، فالفتوى بدون علم قد تسبب ضررًا كبيرًا وقد تؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، كتصديق أكاذيب وشائعات أو إيصال معلومات ونصائح خاطئة للغير من الممكن أن تضر بالفرد والمجتمع …. لذا من الأفضل التريث والتأكد من صحة المعلومات بالبحث الجيد قبل إصدار الأحكام أو تقديم أي معلومات ونصائح للآخرين.