ايجي سبورت - لم تعد الفخامة في السفر تُقاس بحجم الغرف أو عدد النجوم فحسب، بل أصبح الوعي البيئي عنصرًا رئيسيًا في تقييم جودة أي تجربة فندقية. في ظل تزايد الاهتمام بالاستدامة والسفر الواعي، ظهرت حول العالم فنادق بيئية فريدة تمزج بين الراحة العالية وحماية الكوكب، لتقدّم للمسافرين تجربة غنية بالعناية بالتفاصيل والطبيعة في آنٍ واحد. هذه الفنادق لا تعتمد فقط على الطاقة النظيفة أو تقليل النفايات، بل تصمم تجاربها بالكامل حول فكرة الانسجام مع البيئة والمجتمع المحلي.

في قلب الغابات، وعلى سفوح الجبال، أو بجوار الشواطئ البكر، تبني هذه الفنادق فلسفتها على استخدام الموارد المستدامة، وتشجيع الضيوف على التفاعل مع المحيط الطبيعي دون الإضرار به. النتيجة هي إقامة لا تترك أثرًا سلبيًا، بل تزرع أثرًا إيجابيًا في روح المسافر.

فندق "سيكس سينسز زيغي باي": عُمان

في خليج معزول بين جبال الحجر والمحيط، يقع هذا المنتجع الفريد الذي يُعد مثالًا على الرفاهية الهادئة المستوحاة من البيئة المحلية. فندق "سيكس سينسز زيغي باي" يعتمد على مواد بناء طبيعية مثل الحجارة المحلية والخشب المعاد تدويره، كما يستخدم الطاقة الشمسية لتوفير احتياجاته الأساسية من الكهرباء والماء الساخن. ويُقدّم لنزلائه طعامًا عضويًا من مزرعته الخاصة، بالإضافة إلى أنشطة تعزز الارتباط بالطبيعة مثل ركوب الدراجات، والرحلات الجبلية، والتجديف.

ما يميز هذا الفندق ليس فقط التزامه البيئي، بل أيضًا تصميمه المعماري الذي يعكس الطابع العُماني الأصيل، ما يمنح الضيوف شعورًا حقيقيًا بالانتماء للمكان دون أن يشعروا أنهم غرباء.

فندق "وايت بود": سويسرا

وسط جبال الألب السويسرية، يُقام هذا الفندق بطريقة غير تقليدية: كبسولات بيضاء مستوحاة من شكل القباب الجليدية، تنتشر على ارتفاع عالٍ وسط الثلوج. يُعد فندق "وايت بود" تجربة بيئية بامتياز، حيث تعتمد الإقامة على تقليل استهلاك الطاقة لأدنى حد، فلا توجد أجهزة تلفاز، ويتم التحكم بالتدفئة يدويًا، والمياه تُستخدم بعناية.

الفكرة تقوم على تقليل الأثر البيئي عبر التصميم والعيش البسيط، وهو ما يتماشى مع بيئة الألب النقية. يُتيح الفندق أيضًا أنشطة خضراء مثل التزلج الطبيعي والمشي لمسافات طويلة، ما يجعله ملاذًا مثالياً لمحبي الاسترخاء والتأمل في قلب الطبيعة.

منتجع "ساي": تايلاند

يقع منتجع "ساي" في جزيرة كوه ياو نوي التايلاندية، ويُعد من أبرز الأمثلة على السياحة البيئية في جنوب شرق آسيا. صُمم المنتجع ليكون متناغمًا بالكامل مع الغابة الاستوائية المحيطة، دون قطع الأشجار أو الإضرار بالحياة البرية. يستخدم المنتجع الطاقة الشمسية، ويُعيد تدوير المياه، ويُقدّم دروسًا للزوار حول الزراعة العضوية والحرف اليدوية التقليدية.

كما أن الموظفين جميعهم من سكان الجزيرة، ما يعزز الاقتصاد المحلي ويوفر تجربة ضيافة حقيقية تعكس الثقافة التايلاندية. الضيوف هنا لا ينامون في غرف فاخرة منعزلة عن البيئة، بل في أكواخ مريحة مفتوحة على الأشجار والطيور وأصوات الطبيعة.

السكن في فندق بيئي لا يعني التنازل عن الراحة أو الترف، بل هو إعادة تعريف لمفهوم الفخامة نفسها: فخامة أن تنام مطمئنًا أنك لم تُلحق ضررًا بالبيئة، وأن إقامتك ساهمت في دعم مجتمع محلي أو حماية نظام بيئي هش. ومع تزايد هذا النوع من الفنادق حول العالم، بات من السهل على المسافر الواعي أن يجد مكانًا يجمع بين الجمال والضمير.