نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا يخطئ المثقفون ؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 13 يوليو 2025 07:21 مساءً
- ايجي سبورت سؤال يطرحه الكاتب صموئيل فوتسي ليكشف عن مفارقة محيرة، وهي أن الذكاء والاطلاع لا يمنعان عن الوقوع في الخطأ، بل يكونان في بعض الأحيان سببًا في ترسيخه.
هذا الكتاب الذي صدر في أبريل من هذا العام يستعرض الآليات النفسية والاجتماعية التي تجعل بعض النخب الثقافية تقع في الوهم الأيديولوجي والانفصال عن الواقع بتأثير التوهم بالتفوق الأخلاقي والمعرفي، وارتفاع الوعي بخلفيات الموضوع.
تذكرت هذه الأفكار التي قرأتها منذ زمن ليس بالبعيد حينما اطلعت على قرار وزير الموارد البشرية بعزل بعض رؤساء الأندية الأدبية.
وهذا القرار الذي فاجأ الجميع وقع في عدة مؤاخذات، ولست بصدد الحديث عن هذه المؤاخذات، لكن الإشكالية الكبرى والقضية المحيرة إصرار وزارة الثقافة على التضحية بالأندية الأدبية، والزج بها في خضم جمعيات مهنية يختلف معظمها اختلافًا كبيرًاعن طبيعة الأندية الأدبية.
إن منسوبي الأندية الأدبية ينتمون إلى الشريحة المثقفة، وهي شريحة تمثل نخبة المجتمع ممن يتميزون بشدة الحساسية حيال الإنسان وما يتعرض له من متغيرات.
والإنسان مجبول بطبعه على الاحترام، وحساسية المثقف تجعل أخلاقيات الاحترام تكون يقظة أكثر من الإنسان العادي.
والقرار الذي صاغه المركز الوطني للجمعيات ووقّعه معالي وزير الموارد البشرية يفتقر إلى أدنى مظاهر الاحترام، فاستخدام كلمة «عزل» مؤلمٌ وغير لائق بحق فئة من المثقفين بذلوا ما في وسعهم من أجل خدمة مؤسسات عريقة تقوم بوظائف ثقافية ووطنية سامية.
لقد أوهم بعض المنتمين للثقافة وزارة الثقافة بأن رؤساء الأندية متشبثون بالرئاسة، وأنهم، حسب تعبير بعض المغردين، يديرون الأندية وكأنها مؤسسات خاصة لهم.
وما علم هؤلاء أن بقاء بعض رؤساء الأندية كان بتكليف من وزير الثقافة والإعلام.
وقد حاولت، غير مرة، أن أستقيل من هذا التكليف لكن يُطلب مني البقاء ريثما تجرى انتخابات جديدة.
وقد رفعت استقالتي إلى معالي الوزير الدكتور عواد العواد، فتواصل معي الأستاذ الشاعر محمد عابس الذي كان يقوم بعمل مدير إدارة الأندية الأدبية يلح علي بالبقاء حتى تقام الانتخابات.
واستخدام كلمة «عزل» بسبب «مخالفات» فتح مجالًا لأنصاف المثقفين للتنبؤ بما سيلي هذا العزل، والكشف عن المخالفات المسكوت عنها!
فانخرط فئام من المثقفين في حبك المآخذ التي وقع فيها رؤساء الأندية والتي قد تصل إلى حد الفضائح!
وهذه ظاهرة لافتة تؤكد ما ذهب إليه صموئيل فيتسي في كشفه للآليات التي تقود المثقفين وهم في ما يشبه حالة العمى إلى الإيحاء باتهام الآخرين والتكهن بارتكابهم مآخذ جسيمة ستوقعهم في دوائر المساءلة.
• رئيس نادي القصيم الأدبي السابق
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : لماذا يخطئ المثقفون ؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 13 يوليو 2025 07:21 مساءً
0 تعليق