ايجي سبورت - تشهد العلاقات العسكرية بين ألمانيا والولايات المتحدة زخماً جديداً في سياق دعم أوكرانيا، مع تصاعد المحادثات بين البلدين لتزويد كييف بأنظمة الدفاع الجوي المتطورة باتريوت. 
وبينما يتجاوز التعاون الحالي مجرد تسليم ثلاث منصات، تلوح في الأفق مبادرة أوسع نطاقًا، تعكس تغيّرات استراتيجية في التعاطي الغربي مع الملف الأوكراني، خصوصاً في ظل المتغيرات السياسية داخل واشنطن منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

واشنطن وبرلين: خطوة دفاعية تتجاوز الأرقام

قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن تزويد أوكرانيا بأنظمة "باتريوت" لم تعد مقتصرة على مجرد تسليم ثلاث منظومات، بل باتت تُناقش ضمن رؤية شاملة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني. 
وأشار إلى وجود مؤشرات إيجابية للغاية من الجانب الأميركي تعكس تقدمًا ملموسًا في التنسيق الثنائي، مؤكداً أن واشنطن تنظر إلى هذه الخطوة ضمن إطار استراتيجي أوسع.

وأضاف أن الشركاء الأوروبيين، بما في ذلك ألمانيا والنرويج، سيساهمون في تمويل شراء هذه الأنظمة، بينما يبقى حلف شمال الأطلسي (الناتو) خارج دائرة المشاركة المباشرة في هذه المبادرة، ما يعكس توجهاً لتحالفات مرنة خارج إطار الناتو الرسمي.

أول زيارة دفاعية ألمانية في عهد ترامب

وفي تطور لافت، وصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى العاصمة الأميركية واشنطن اليوم الاثنين، في زيارة هي الأولى له منذ عودة ترامب إلى سدة الحكم في يناير الماضي. 
ومن المقرر أن يبحث بيستوريوس مع نظيره الأميركي بيت هيجسيث آفاق التعاون العسكري بين ألمانيا والولايات المتحدة، واستمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، مع تركيز خاص على منظومات الدفاع الجوي.

ورجّحت مصادر مطّلعة أن تتناول المحادثات موضوع تزويد أوكرانيا بأنظمة "باتريوت" إضافية، في ظل تزايد الحاجة الأوكرانية لتغطية المجال الجوي المهدد بالهجمات الروسية المستمرة.

ألمانيا تعلن استعدادها والنرويج تدخل على الخط

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن خلال مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي، عن استعداد بلاده لشراء أنظمة "باتريوت" من الولايات المتحدة بغرض تسليمها لأوكرانيا. وتشير التقارير إلى أن الأمر يتعلق بنظامين تمولهما ألمانيا، في حين ستتولى النرويج تمويل شراء نظام ثالث.

ووفقاً لتقديرات أوكرانية، فإن كييف بحاجة إلى ما لا يقل عن عشرة أنظمة باتريوت لتأمين جبهاتها ومرافقها الحيوية ضد الهجمات الجوية الروسية، ما يجعل الخطوة الألمانية جزءاً من استراتيجية أوسع لسد هذا العجز الدفاعي.

مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التهديدات الروسية، يبدو أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وألمانيا يخطو نحو مرحلة جديدة من الدعم العسكري النوعي.

فأنظمة باتريوت تمثل إحدى أدوات الردع الاستراتيجية، والاتفاق على توريدها يمثّل مؤشراً قوياً على جدية الغرب في الدفاع عن أوكرانيا، ليس فقط بالكلمات، بل بالعتاد المتقدم والتنسيق الدولي.