نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نيران العوينات تلتهم الأخضر واليابس: حرائق بلا هوادة وصرخات استغاثة في غياب الدولة - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 02:50 مساءً
ايجي سبورت - في مشهد مأساوي يعكس هشاشة الاستجابة الرسمية في مواجهة الكوارث، تواصل الحرائق المستعرة في بلدة العوينات جنوب غربي ليبيا زحفها نحو الأحياء السكنية، بعد أن أتت على مساحات شاسعة من المزارع وواحات النخيل.
السكان الذين وجدوا أنفسهم في خط النار، يواجهون النيران بوسائل بدائية وسط غياب كامل لأي دعم حكومي أو تدخل من أجهزة الدفاع المدني، ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية قد يصعب احتواؤها.
حرائق العوينات تقترب من المنازل وسط موجة حر خانقة
منذ يوم السبت، لم تتوقف ألسنة اللهب التي اجتاحت عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية في العوينات، في ظل موجة حر شديدة ورياح قوية ساهمت في اتساع رقعة الحريق.
وأكد شهود عيان ومسؤولون محليون أن النيران باتت على مشارف الأحياء السكنية، ما دفع بعض السكان إلى إخلاء منازلهم.
وألحقت الحرائق أضرارًا بالغة بواحات النخيل والعنب، كما التهمت عدداً من رؤوس المواشي، وتسببت في احتراق الأسلاك الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار عن بعض المناطق في العوينات، فضلاً عن تضرر عدد من المحال التجارية القريبة من بؤر الحريق.
جهود شعبية في مواجهة كارثة حرائق العوينات
في ظل غياب تام لأي استجابة حكومية، تولّى الأهالي بأنفسهم مهمة مواجهة ألسنة النيران، باستخدام أدوات بدائية مثل الأواني البلاستيكية وسياراتهم الخاصة.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة لسكان وهم يرشّون الماء على النيران، ويحاولون حماية منازلهم ومزارعهم بما توفر لديهم من إمكانات.
وقال ناشطون ميدانيون إن الفرق المحلية تواجه صعوبات كبيرة في احتواء الحريق نظراً لنقص التجهيزات وغياب سيارات الإطفاء، في وقت تتسع فيه دائرة الخطر وتهدد الأرواح والممتلكات.
نداءات استغاثة وتحذيرات من كارثة بيئية
أطلق رئيس المجلس المحلي للشباب في العوينات، صالح سوسم، نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالب فيه السلطات الليبية بالتدخل الفوري، محذراً من أن الوضع يخرج عن السيطرة.
وقال إن الحرائق تهدد الآن حياة السكان، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة تعتمد فقط على المجهودات الفردية لأبناء المنطقة دون أي دعم رسمي.
وأكد سوسم أن استمرار الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية، حيث تعتبر واحات النخيل في العوينات جزءاً من التراث المحلي ومصدر رزق أساسي للسكان.
غضب شعبي وانتقادات للسلطات
وتزايدت حدة الغضب الشعبي في العوينات بسبب بطء الاستجابة الحكومية، حيث وجّه السكان انتقادات لاذعة للسلطات في شرق البلاد وغربها على حد سواء، محملين إياها مسؤولية التقاعس وعدم توفير أدنى مقومات الإغاثة، مثل فرق الإطفاء والمعدات اللازمة.
وشعر الكثير من السكان أن مدينتهم تُركت لمصيرها، في وقت كان يمكن فيه احتواء الحريق في مراحله الأولى.
تواجه بلدة العوينات معركة شرسة ضد النيران في غياب الدولة، معتمدين فقط على عزيمة أبنائها ومواردهم المحدودة. وبينما تلتهم النيران المزارع والمنازل، تزداد المخاوف من فقدان جزء كبير من الإرث البيئي والاجتماعي للمنطقة، ما لم تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لوضع حد لهذه الكارثة.
0 تعليق