موراتينوس لـ"النهار": رؤية الغرب للمنطقة تغيّرت... ومرحلة انتقالية خطرة - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
موراتينوس لـ"النهار": رؤية الغرب للمنطقة تغيّرت... ومرحلة انتقالية خطرة - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 09:19 مساءً

ايجي سبورت - يتناول الديبلوماسي الأوروبي العارف بخفايا ملف الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ميغيل أنخيل موراتينوس، تجربة العقود الماضية ورهانات اليوم الغامضة ومصير المنطقة التي تُرسم خرائطها بالنار. ويحذّر من "مرحلة انتقالية خطرة في الشرق الأوسط من دون أن يكون لأبنائها الكلمة الفصل".


وفي ندوة عقدت في المكتبة الوطنية في بيروت بعنوان "تأثير الثقافة على الجيوبوليتيك"، بدعوة من وزارة الثقافة اللبنانية وسفارة إسبانيا، يستعيد الممثل السامي لتحالف الحضارات في الأمم المتحدة والممثل الأوروبي الخاص الأسبق لعملية السلام، تجربته الممتدة لعقود في ملفّ الشرق الأوسط، متحدثاً بنبرة شديدة الصراحة، لم تخلُ من الاعتراف بالخيبة.

 

"جزء من حياتي"

يستحضر موراتينوس القضيّة الفلسطينية بوصفها قضيّة شخصية: "هي جزء من حياتي، أستيقظ كل يوم وأنا أستشعر حجم الفشل فيها. كرّست أكثر من ثلاثين سنة من أجل سلام عميق، واليوم أرى كل شيء ينهار".

 

بهذا الاعتراف، يمهّد الدبلوماسي الإسباني المخضرم لما يمكن اعتباره مقاربة لأولوية الخطوات اليوم: "كنتُ من الذين قالوا إن الدولة الفلسطينية ستأتي بعد المفاوضات. أما اليوم، فأقول العكس: الاعتراف الفوري هو الخطوة الأولى."

 

يستذكر موراتينوس "سلسلة الفرص الضائعة"، بدءاً من "إعلان البندقية" عام 1980، مروراً بقمة برلين في 1999، وصولاً إلى ما يسمّيه "التخاذل الأوروبي المتراكم حتى يومنا هذا"، مطالباً دول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين. 

 

ويوجّه نقداً مباشراً إلى ما يسمّيه ازدواجية المعايير الأوروبية والغربية، واصفاً إياها بأنها "سبب جوهري لفقدان التأثير في العالم": "لدينا تقرير من 27 دولة أوروبية يقول إن إسرائيل لم تحترم بنود اتفاق الشراكة. ورغم ذلك لا أحد يتحرك. لا أحد يسمع. الجميع ينتظر".

 

ويذهب موراتينوس أبعد من ذلك، محذراً من أن الأجيال الجديدة قد تفرض التغيير بنفسها، ولكن بثمنٍ باهظ جداً: "إن لم يتحرّك العرب والأوروبيون بموقف مشترك وجاد، فالشعوب ستتحرّك. وسنكون أمام مشهد أشدّ قسوةً ممّا نتصوّر".

 

ويردّ موراتينوس على الموقف الأميركي الذي يدعو إلى "التفكير خارج الصندوق" حيال الصراع في الشرق الأوسط وتحديداً القضية الفلسطينية، بالقول: "عليكم أولاً أن توجدوا صندوقاً. ثم يمكنكم الخروج منه كما تشاؤون. أما إن لم يكن هناك صندوق، فلن يكون هناك سلام".

 

ويطرح تصوراً عملياً لحلّ مأزق الانسداد السياسي عبر "الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، ودعم قيام سلطة فلسطينية جديدة، موضوعية وذات مصداقية، وإعادة إطلاق مفاوضات بين دولتين".

 

ورداً على سؤال متصل لـ"النهار" على هامش الندوة حول خريطة الطريق الممكنة لبلوغ الاعتراف الذي يطالب به، يجيب بأن "الأمر يشكّل ضمانة لدولة إسرائيل، لأن حل الدولتين لا يعني فقط قيام الدولة الفلسطينية، بل يؤكد أن لإسرائيل مكاناً في هذا الشرق. لكن للأسف، بعض المحللين والخبراء من فئة معينة من الطبقة السياسية الإسرائيلية لا يفهمون ذلك".

 

من الندوة (نبيل اسماعيل)

 

"الشرق الأوسط الجديد"

وفي حديث لـ"النهار" حول سيناريوهات شرق أوسط جديد تحدّد خرائطه الهويّات الإثنية والطائفية، يرى أن "ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط مقلق جداً، لأنه يُعبّر عن مرحلة انتقالية، وعن تحوّل في الرؤية التي كانت قائمة لمنطقة الشرق الأدنى خلال القرن العشرين. واليوم هناك فاعلون غريبون في هذه المنطقة يسعون إلى رسم مستقبل هذا الشرق وفق مصالحهم".

 

وفي  رأيه، يجب أن "يكون لشعوب هذه المنطقة الكلمة الفصل، فهم وحدهم من يجب أن يكونوا أصحاب القرار والمصير. ولا ينبغي أن نُسلّم أنفسنا لرؤى قوى أخرى تسعى إلى تصور شرق أوسط لا يقوم على إرادة المواطنين الذين يعيشون في لبنان والأردن ومصر وسواها من دول المنطقة".

 

* وهل ترون أن هذه المخاطر واقعية؟
"نعم، هذه المخاطر واقعية، ولهذا السبب هناك أيضاً فاعلون آخرون. هناك حركة مدنية عالمية تريد أن يتحقق العدل ويُحترم القانون الدولي. وأعتقد أنه في هذا الإطار يمكن للعالم العربي والعالم الأوروبي أن يعملا معاً من أجل جعل هذا العالم الأفضل ممكناً في منطقة الشرق الأوسط".

 

من الندوة (نبيل اسماعيل)

من الندوة (نبيل اسماعيل)

 

البابا والأخوّة

في سياق آخر، نسأل موراتينوس عن رأيه في خطى البابا لاوون الرابع عشر، وإن كان سيواصل مسيرة سلفه البابا فرنسيس، الذي وقّع وثيقة الأخوّة الإنسانية في أبوظبي مع شيخ الأزهر، فيجيب: "لم ألتقِ به بعد، لكن كلماته الأولى كانت كلمات مسؤولية وسلام، وهذا مؤشر قوي على أنه سيكمل الطريق."

ويرى موراتينوس أن الكنيسة الكاثوليكية اليوم، عبر البابا لاوون، ستواصل ما بدأه فرنسيس، و"ربما تُطلق مبادرات إضافية على خط وثيقة الأخوّة".

 

لبنان... لنموذج سياديّ

ولم يغب لبنان عن حديث موراتينوس، فشدّد على أن بيروت دخلت مرحلة جديدة يجب التقاطها قبل أن تُهدر: "أنتم في بداية مسار جديد. وما أشعر به هو أن لديكم حكومة تسعى لاستعادة ما كان لبنان يريده دوماً: السيادة والاستقلال".

وفي قراءة موراتينوس، فإن لبنان يملك المقوّمات ليكون نموذجاً يحتذى به في المنطقة، شرط أن ينجح في إيجاد توازن دقيق بين المساعدة الدولية والرفض الصارم للتدخل الخارجي: "عليكم أن تظهروا القدرة على مواكبة السياسات، لكن من دون السماح بفرضها عليكم. هذا الخط دقيق جداً. إن لم تأتِ المساعدة، فسيتسلّل النفوذ. وإن زاد التأثير، فستستمرّ الأزمة على حالها".

وفي رأيه، "إذا نجح لبنان، أقولها بوضوح، فإن أوضاع الدول الأخرى ستتحسّن تلقائياً. أؤمن بأن للبنان فرصةً حقيقية لرسم طريق السلام في المنطقة".

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق