تشهد مراعي ريف لينة، الواقعة جنوب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، تحوّلًا موسميًا لافتًا مع دخول فصل الصيف، حيث يغلب الطابع الجاف على المشهد الطبيعي، وتبدأ الأعشاب والشجيرات المصفرّة في التمدد على السهول والهضاب الواسعة، في مشهد يعكس الطبيعة المتغيرة للمناخ الصحراوي.

ويُقدّر الغطاء النباتي في 'ريف لينة' بنحو 5,000 كيلومتر مربع من الأراضي الطبيعية، تتنوع تضاريسها بين الروابي الرملية والهضاب المنبسطة، مما يجعلها بيئة مناسبة لنمو النباتات الموسمية خلال فصل الربيع، قبل أن تبدأ بالذبول التدريجي مع حلول الصيف.

الأعشاب الصيفية.. مورد طبيعي رغم الجفاف

وبحسب مختصين في شؤون البيئة، فإن هذه التحوّلات الموسمية تمثل سمة طبيعية للبيئة الصحراوية، حيث تبقى الأعشاب الصيفية الجافة مصدرًا غذائيًا مهمًا للماشية، خصوصًا الأغنام والإبل، وتُعد عنصرًا أساسيًا في دورة الحياة الرعوية، رغم مظهرها الجاف.

ويُعد 'ريف لينة' نموذجًا فريدًا للتنوع البيئي في المناطق الصحراوية، حيث يحتضن أنماطًا نباتية متعددة مثل الحشائش، الشجيرات، والنباتات الصحراوية المقاومة للجفاف. ويسهم هذا التنوع في خلق بيئة متوازنة تدعم الحياة الفطرية، حيث تجد الكائنات البرية في هذه المناطق ملاذًا آمنًا ومصدرًا للغذاء، ما يعزز من التوازن البيئي في المنطقة.

مشاريع بيئية تعزز استدامة الغطاء النباتي

وفي إطار جهود المحافظة على الغطاء النباتي واستدامته، تعمل الجهات البيئية المختصة بالتعاون مع المجتمع المحلي على تنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع النوعية. وتشمل هذه الجهود برامج الاستزراع الرعوي، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وذلك بهدف دعم التنوع الحيوي وتحقيق التوازن البيئي في المناطق الجافة وشبه الجافة.

وتؤكد هذه الجهود أهمية التكامل بين الوعي المجتمعي والمبادرات المؤسسية، لما له من دور كبير في الحفاظ على الثروات الطبيعية، التي تُسهم بدورها في تعزيز الأمن الغذائي، واستدامة الموارد الطبيعية، وتحقيق الاستقرار البيئي للأجيال القادمة.