نتنياهو في واشنطن.. جلسة الأفاعي بين وهم الهدنة وخرائط الدم - ايجي سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو في واشنطن.. جلسة الأفاعي بين وهم الهدنة وخرائط الدم - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 08:34 صباحاً

ايجي سبورت - محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

في لحظةٍ مشبعةٍ بالرماد، يتسلّل بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ليس كقائد دولة «تحترق على أطرافها»، بل كجنرال هارب إلى حضن الجنرال الأكبر في البيت الأبيض. بين أروقة الكونجرس، حيث يُصفّق المُصفّقون ويَضحكُ الموت، تتهيّأ "جلسة الأفاعي"، لبحث معادلة عجيبة: كيف يُعاد تشكيل غزة؟ ليس على مقاس أهلها، بل وفق ما تمليه بنادق الاحتلال، وصمت العالم، وأوهام صفقة القرن التي لم تُدفن بعد.

هل يحمل نتنياهو هدنة؟ أم يحمل خرائط لتموضع جديد، يكسو الاحتلال بلونٍ أكثر "عصرية"، ويُخرجه من مستنقع الحرب بمظهر المنتصر؟!

الواضح أن الزيارة ليست سوى قمة جليد في بحر معقد من المعادلات:

تموضع عسكري يعيد انتشار قوات الاحتلال على أطراف القطاع، وتخلي عن كلفة الاحتلال المباشر لصالح وكلاء محلّيين، مع إبقاء السماء والحدود والسلاح تحت السيطرة. ولكن ما يُراد من ذلك ليس فقط الأرض، بل الإنسان.

الديمغرافيا في عيون الساسة

يعود الحديث مجددًا عن "خطة ترامب - نتنياهو" لتبادل الأسرى مقابل تهجير سكان، صفقة تبدو من حيث الشكل إنسانية، لكنها تخفي في جوفها جريمة تطهير صامتة. طرد 760 ألف فلسطيني من القطاع، مقابل فتات من الأرض في العريش أو رفح أو حتى "عبر البحار"، لتفريغ غزة ديمغرافيًا، ومنح 40% فقط من مساحتها لمن بقي، إن بقي.

تريد واشنطن وتل أبيب، ومن خلفهم "مجلس الحرب"، أن تُسلّم غزة لا فقط بلا مقاومة، بل بلا مقاومين. يريدون من المقاومة أن تُسلّم سلاحها، وتُسلّم أبناءها، وتُسلّم تاريخها. لكن المقاومة لا تفاوض على الذاكرة، ولا تساوم على الألم.

بين التموضع والمقاومة

في الوقت الذي يُعاد فيه رسم حدود غزة في الخرائط الأمريكية، تُعيد المقاومة رسم الجغرافيا بالنار. لا تُقاتل المقاومة اليوم لأجل نقاط تماس، بل لأجل المعنى. هي تقاتل تموضع الاحتلال كما تُقاتل وجوده. تقاتل ألا يكون لأحد أن يقرّر من يبقى ومن يُرحّل، وأين يزرع الفلسطيني زيتونه، وأين يُدفن.

عمليات الثغرات، والكمائن، والتسلّل خلف خطوط العدو، ليست فقط تكتيكًا عسكريًا، بل فلسفة وجود.تقول المقاومة عبرها: لسنا ضحية ننتظر قرار مجلس الأمن، بل شعبٌ يكتب تاريخه بدمائه، لا بحبر السياسيين.

ترامب ونتنياهو: أشباح الماضي وجلسة الخرائط

نتنياهو لا يذهب إلى واشنطن ليصنع السلام، بل ليبرّر الحرب. يجلس في حضن ترامب كمن يجلس على مقعد خشبي في مسرح مهجور، يعيدان تمثيل مشهد "صفقة القرن"، وكأنها لم تُدفن في رمال النقب. كلاهما مجروح، سياسياً وجنائياً، يبحث عن نصر زائف لستر عورته.

لكنهم ينسون أن غزة لا تُغفر، ولا تنسى، ولا تسقط. وأن الأوطان التي يُراد اختزالها بخريطة، قد تنفجر في وجه من رسمها.

ختامًا:

إن ما يجري ليس مجرد إعادة انتشار لقوات الاحتلال، بل مشروع طويل المدى لإعادة تشكيل وعي ووجود الفلسطيني، معركة الديمغرافيا، والمكان، والرمز، هي معركة وجودية. ومن جلسات الأفاعي في واشنطن، إلى أنفاق غزة، تتقاطع الجغرافيا بالفلسفة، والبارود بالتاريخ.

اقرأ أيضاً
نتنياهو يجدد تهديده باستئناف حرب غزة بعد وقف إطلاق النار لـ 60 يومًا

نتنياهو يُمهّد لانهيار مفاوضات صفقة التبادل ويتهم الإعلام بترويج دعاية حماس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق