نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العدوان الإسرائيلي يتواصل علي شمال الضفة منذ 21 يناير الماضي - ايجي سبورت, اليوم الخميس 13 مارس 2025 03:48 مساءً
وفي مخيم جنين. نزح قرابة 3200 عائلة من أحياء المخيم وحاراته. وتشير بيانات بلدية جنين إلي توزع النازحين بين المدينة وبلدات المحافظة وقراها. حيث توزع 4000 نازح علي مراكز إيواء في المدينة أهمها مركز الكفيف والمركز الكوري. فيما استقبلت بلدية برقين غربا وحدها قرابة 4700 نازح. ولجأ الباقون إلي منازل الأقارب في البلدات والقري المجاورة.
النازح من مخيم جنين محمد عبد الوهاب "42 عاما" في مركز الكفيف بمدينة جنين. أب لأربعة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات. يقول إنه اضطر إلي ترك منزله منذ اليوم الثالث لبدء اجتياح المخيم. بعد تهديد طائرات الاحتلال المسيرة للمواطنين بضرورة إخلاء منازلهم ومغادرتها عبر ممر واحد وهو باتجاه واد برقين غرب المخيم.
ويتابع عبد الوهاب: "في البداية حاولت الخروج لاستكشاف الطريق قبل أن أنقل عائلتي. لكن الوضع كان صعباً جداً. فالمخيم كان محاصراً بشكل كامل من جهاته كافة. وسط انتشار كثيف لجنود الاحتلال داخل الحارات والأزقة. فأُجبرنا علي الخروج عبر ممر واحد من جهة دوار العودة غرب المخيم ومنه إلي برقين. وفي ذلك اليوم اضطررنا إلي المرور من أمام كاميرات وضعها جيش الاحتلال ترصد بصمة وجه كل نازح. فكان الجنود يحتجزون البعض ويحققون معهم ويعتقلون عددا منهم".
ويقضي عبد الوهاب وعائلته أيام شهر رمضان الفضيل في مركز الكفيف في ظروف بالغة الصعوبة. بعيداً عن منزله وبقية أقاربه. ويتشارك مع باقي النازحين وعددهم قرابة 85 نازحا مطبخاً واحداً يحضّر فيه الإفطار بشكل جماعي. فيما يقضي أطفاله أيامهم بعيدين عن مقاعد الدراسة. التي حُرموا منها منذ بدء الفصل الدراسي الثاني.
ويقول عبد الوهاب: "مستقبل الأطفال ضاع فعلياً. طوال الوقت يقضونه هنا في المركز. لا دراسة. ولا فعاليات ولا حتي زيارات للأهل. يلعبون هنا في هذه الحديقة الصغيرة. حيث تتوفر بعض الألعاب".
النازحة "أم علي" "26 عاما" في سكن الجامعة العربية الأمريكية. تعيش مع عائلتها ظروفا صعبة بعيدا عن منزلها في المخيم. وتقول وهي تحاول تحضير مائدة إفطار لعائلتها: "لا شيء هنا يشبه حياة رمضان في المخيم. لا جمعات الأهل ولا العادات التي اعتادوا عليها ولا شيء".
وتعتمد "أم علي" والعديد من النازحين علي الطعام الذي تقدمه التكيات الخيرية وعدد من المطاعم في مدينة جنين لإعداد مائدة الإفطار. وتشير إلي أنها نزحت من منزلها في المخيم في اليوم الأول من العدوان. مع أطفالها الثلاثة وأم زوجها. في حين يعمل زوجها خارج جنين. وتقول: "آثرت النزوح لأحمي أطفالي. رغم أن رحلة النزوح لم تكن آمنة وسط إطلاق الاحتلال الرصاص الحي بصورة عشوائية. وكادت إحدي الرصاصات تصيب أحد أطفالها بعد أن اخترقت نافذة المركبة التي أقلّتهم".
وفي طولكرم. أسفر العدوان المتواصل علي المدينة ومخيميها عن نزوح قسري لأكثر من 9 آلاف مواطن من مخيم نور شمس. و12 ألفا من مخيم طولكرم. المواطنة بشري شهاب. وهي من سكان حارة "مريعة حنون" في مخيم طولكرم. وتنزح حاليا في المركز الثقافي الرياضي في المدينة. تروي تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشتها لحظة اقتحام قوات الاحتلال المخيم في 27 فبراير الماضي. ما اضطرها إلي مغادرة منزلها بشكل مفاجئ مع بناتها الثلاث. وأصغرهن تبلغ 4 سنوات وأكبرهن 9.
وتقول شهاب: "خرجنا من المنزل في اليوم الذي اقتحم فيه جنود الاحتلال المخيم. كنّا في حالة من الخوف والهلع. وتركنا كل شيء خلفنا. حتي طعام الغداء لم نتمكن من تناوله. رأيت جميع جيراني ينزحون من الحارة. بينما اقتحم جنود الاحتلال المكان بطريقة همجية. واعتدوا علي جارنا المسن من ذوي الإعاقة الحركية بالضرب دون أي رحمة".
وتوضح أنها عادت قبل أيام لتفقُّد منزلها. فوجدته مدمرا بالكامل. حيث تحطمت الأبواب والأثاث والجدران ولم يعد صالحا للسكن وبحاجة إلي إصلاحات شاملة.
وتشير شهاب إلي تأثير توقف التعليم في أطفالها بسبب العدوان. ومع أنها لجأت إلي التعليم الإلكتروني لتعويض الفاقد التعليمي. فإن النتائج تبقي محدودة بسبب الأوضاع الصعبة التي تعيشها العائلة في مكان النزوح. مشيرة إلي أن أطفال المخيم بحاجة إلي التفريغ النفسي خاصة في هذا الوقت الصعب.
وفيما يتعلق بتصريحات الاحتلال التي تزعم أن العودة إلي المخيم لن تكون ممكنة قبل عام. تشدد شهاب علي أن المواطنين متمسكون بحقهم في العودة إلي المخيم. قائلة: "أملنا بالله كبير. ورغم الألم والدمار. يبقي التفاؤل سيد الموقف. الأطفال يشتاقون للمخيم وللحياة التي كانت تزخر بالأمن والاطمئنان قبل أن يحل هذا الخراب".
ويشار إلي أن آلاف الأطفال النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس يواجهون تحديات كبيرة في استكمال تعليمهم. في ظل استمرار الحصار والعدوان العسكري الإسرائيلي الذي طال المدارس والبنية التحتية التعليمية في المنطقة.
وتحدث المواطن عطّاف مصلح. من سكان حارة الحدايدة في مخيم طولكرم. وينزح في المركز الثقافي الرياضي بالمدينة. عن معاناته منذ اليوم الأول لاجتياح المخيم. حيث اضطر إلي النزوح من منزله برفقة أفراد أسرته البالغ عددهم تسعة أشخاص. بعدما فرضت قوات الاحتلال حصارا خانقا علي المنطقة.
ويقول مصلح: "خرجنا وسط الخوف والرعب مع انتشار آليات الاحتلال في كل مكان. تفرقنا بين من لجأ إلي منازل الأقارب. ومن توجه إلي مراكز الإيواء. ولا نزال مشتتين حتي الآن". مشيرا إلي أن بعض أفراد عائلته اضطروا إلي العودة إلي المخيم رغم خطورة الوضع.
ويواجه مصلح صعوبة كبيرة في توفير البيئة التعليمية المناسبة لابنته التي تدرس الثانوية العامة. قائلا: "لا أستطيع توفير الأجواء المناسبة لها للدراسة. كما أن شراء المواد الدراسية مثل الدوسيات يتطلب مبالغ مالية ليست متوفرة. خاصة أن الأولوية الآن أصبحت لتأمين الطعام".
وتعيش المسنة يسري سليمان فرج. من سكان حارة المنشية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم. معاناة النزوح بعد أن هدم الاحتلال منزلها. وتروي فرج تفاصيل ما حدث قائلة: "داهم جنود الاحتلال منزلنا في التاسع من فبراير الماضي بينما كنّا داخله. وأجبرونا علي المغادرة تحت تهديد السلاح. فلم يكن أمامنا خيار سوي الخروج وسط الذعر والخوف".
وبعد النزوح. لجأت المسنة إلي بلدة عنبتا لفترة قصيرة. ثم انتقلت للعيش في منزل ابنتها في حارة المربعة في مخيم طولكرم. بعد أن فقدت مأواها الذي بنته بجهد وتعب علي مدار سنوات.
ورغم قسوة المشهد. تؤكد فرج. وهي أم لست بنات. أنها لا تزال متمسكة بالأمل في العودة. قائلة: "منزلي كان ثمرة تعبي. وبنيت فيه أجمل الذكريات. لكنه سُوّي بالأرض في لحظة. ورغم كل شيء. أؤمن بأننا سنعود مهما حصل". ويواصل الاحتلال تدمير منازل مخيم نور شمس. في إطار مخططاته الرامية إلي تغيير جغرافية المكان وتهجير سكانه.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق