كشف فريق من علماء الفلك الصينيين والأجانب، عن أول خريطة ثلاثية الأبعاد لخصائص الغبار بين النجوم في مجرة درب التبانة.

ووفقا للعلماء، سيوفر هذا الاكتشاف دعما بالغ الأهمية للرصد الفلكي الدقيق وللدراسات في مجالي الكيمياء الفلكية وتطور المجرات.

وقال الباحث تشانغ شيانغ يوي، من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك بألمانيا: "استند البحث إلى بيانات من تلسكوب الألياف الضوئية الطيفي متعدد الأجسام في منطقة السماء الكبيرة (لاموست) للصين ومرصد غايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية".

وأضاف تشانغ: "إن المادة والإشعاع في الفضاء بين النجوم، يعد عنصرا أساسيا في دورة درب التبانة المادية وتكوين النجوم، مشيرا إلى أن الغبار يعد مادة بناء لكواكب مثل الأرض، ويلعب دورا محفزا في التطور الكيميائي لمجرة درب التبانة".

وأشار العلماء، إلى أن معظم العناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم في الوسط بين النجوم توجد على شكل جزيئات غبار صلبة، ويمتص الغبار ضوء النجوم ويبعثره، مما يجعل النجوم البعيدة تبدو أكثر عتمة واحمرارا في ظاهرة تعرف باسم /الانقراض/، ومعظم عمليات الرصد الفلكية تتطلب تصحيحا للانقراض، ومن خلال دمج المعلمات النجمية الدقيقة من تلسكوب /لاموست/ الصيني مع بيانات المسح الطيفي منخفض الدقة من مرصد غايا، جمعنا أول كتالوج شامل يفصل امتصاص وتشتت الغبار بين النجوم لأكثر من 130 مليون نجم وباستخدام هذا الكتالوج، نجحنا في إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لتوزيع الغبار وخصائصه عبر مجرة درب التبانة، تغطي مسافات تصل إلى 16308 سنوات ضوئية.

وأوضح العلماء أن الخريطة ثلاثية الأبعاد تغطي نطاقات مكانية واسعة، بينما تكشف عن ارتباطات وثيقة بين خصائص الغبار وتكوين النجوم وبنية مجرة درب التبانة، وأنها تقدم رؤى بالغة الأهمية للبحوث في مجالي الكيمياء الفلكية وتطور المجرات، وعلاوة على ذلك، يشكل رصد توزيع الغبار تحديا للتوقعات طويلة الأمد المتعلقة بالمناطق متوسطة الكثافة بالقرب من مراكز سحب الغبار، ويشير إلى آليات جديدة محتملة لنمو المادة العضوية بين النجوم.

وتفتح الخريطة ثلاثية الأبعاد الصادرة حديثا نافذة جديدة لدراسة الغبار والمجرة، فهي لا توفر مرجعا حيويا للرصد الفلكي فحسب بل تتيح أيضا آفاقا وإمكانيات جديدة لاستكشاف الكيمياء الفلكية وتكوين النجوم ودورة الكربون المجرية، وحتى أصل الحياة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك