ايجي سبورت - شهدت المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان توترًا متصاعدًا خلال الأيام الماضية، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وإصابة العشرات نتيجة الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في المنطقة.

وبحسب وسائل إعلام فقد توصل وزيرا الدفاع في البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتعزيز آليات التنسيق والتعاون بين الجهات الأمنية، في خطوة يأمل من خلالها أن يتم تهدئة الوضع ومنع المزيد من التصعيد.

خلفية التوترات الحدودية بين سوريا ولبنان

اندلعت الاشتباكات على الحدود اللبنانية – السورية في ظل أجواء من التوتر المتصاعد، حيث شهدت المنطقة تبادلاً للنيران بين القوات العسكرية، مما أدى إلى وقوع إصابات وعمليات قتلى على الجانبين.

وأفادت تقارير إعلامية أن الاشتباكات استمرت على مدى يومين، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، إضافة إلى وقوع ضحايا مدنيين كان من ضمنهم فتى يبلغ من العمر 15 عاماً.

وقد أظهرت هذه التطورات مدى هشاشة الأوضاع الأمنية على الحدود، حيث أصبحت نقاط التقاء الانفجارات وتصاعد التصعيد مصدر قلق كبير لدى المسؤولين في كلا البلدين.

تفاصيل الاتفاق بين سوريا ولبنان

بحسب المصادر الرسمية، قام وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى بإجراء اتصال هاتفي مع نظيره السوري مرهف أبو قصرة لمتابعة آخر التطورات على الحدود.

وأسفر هذا الاتصال عن اتفاق مشترك يقضي بوقف فوري لإطلاق النار بين القوات، مع تبني آلية مستمرة للتواصل بين مديريات المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية.

وتهدف هذه الخطوة إلى منع أي تدهور إضافي في الوضع الأمني وضمان عدم تعرض المناطق الحدودية لمزيد من الانتهاكات التي قد تؤدي إلى وقوع ضحايا مدنيين.

وأكد الاتفاق أيضاً ضرورة تعزيز التعاون الثنائي وتبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين، في إطار جهودهما المشتركة لمراقبة الأوضاع على الحدود.

وبحسب تقارير يُعتبر هذا التنسيق خطوة استراتيجية تهدف إلى بناء الثقة المتبادلة، وتحجيم المحفزات التي أدت إلى تفجر الأوضاع، خاصة في ظل التدخلات الخارجية ومحاولات بعض الفصائل المسلحة استغلال الأزمة لتحقيق أهدافها.

ردود الفعل الرسمية على أزمة سوريا ولبنان

على صعيد التصريحات الرسمية، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون عبر منصة “إكس” أن الوضع الحالي على الحدود لا يمكن أن يستمر، وأن الدولة لن تتسامح مع استمرار أعمال العنف التي تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.

وأكد عون أنه قد أصدر توجيهات صارمة لردّ الهجمات والحد من التصعيد، مشيراً إلى أهمية حماية السيادة الوطنية وضمان استقرار المناطق الحدودية.

من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، أن لقاءاته مع نظيره السوري أسعد الشيباني في بروكسل جاءت ضمن إطار متابعة الوضع والتنسيق الدائم بين البلدين.

وأوضح رجي أن التعاون الثنائي في مجال تبادل المعلومات الأمنية يسهم بشكل فعال في منع حدوث اشتباكات جديدة والحيلولة دون تفاقم الأزمة.

الأبعاد الأمنية للاتفاق

يأتي هذا الاتفاق في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير التصعيد العسكري على الاستقرار في المنطقة بأسرها. فالحدود المشتركة بين سوريا ولبنان تعتبر منطقة حساسة من الناحية الأمنية،

وقد تشكل أي موجة جديدة من العنف فتحة لتدخل أطراف خارجية واستغلال الأزمة لأغراض سياسية وعسكرية.

وفي هذا السياق، يترقب المسؤولون مراقبة مدى تطبيق الاتفاق وفاعلية آليات التعاون التي تم الاتفاق عليها، حيث أن نجاحها سيكون له أثر بالغ في تقليل حدة التوتر ومنع انزلاق الوضع إلى مرحلة أكثر خطورة.

اقرأ أيضا: دون المرور بالقنوات الحكومية.. كيف ستصل مساعدات مؤتمر بروكسل إلى السوريين؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط