ايجي سبورت - كتبت – هاجر هشام

يعتبر مرض السرطان من أكثر الأمراض خطورة وانتشارا في العصر الحديث، ومن بين أنواعه النادرة والشديدة الخطورة يبرز سرطان الفم، الذي يعد أحد أشكال سرطان الرأس والرقبة، وقد يتطلب هذا المرض وعيا كبيرا بأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه، نظرا لصعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة وتأثيره الكبير على جودة حياة المصابين.

ما هو سرطان الفم؟

يحدث سرطان الفم عندما تنمو خلايا غير طبيعية داخل تجويف الفم، وهو يندرج ضمن فئة سرطانات الرأس والرقبة، ويبدأ هذا النوع من السرطان غالبا في مناطق مثل الشفتين، اللسان، أو قاع الفم، وقد يمتد ليصيب سقف الفم، اللوزتين، اللثة، الخدين، أو الغدد اللعابية. 

ومن أبرز تحديات هذا المرض أن العديد من المرضى لا يعانون من أعراض واضحة في المراحل المبكرة، مما يزيد من احتمال اكتشافه في مراحل متقدمة، وبالتالي يعقد العلاج ويقلل فرص الشفاء.

أنواع سرطان الفم

تشكل سرطانات الخلايا الحرشفية الغالبية العظمى من حالات سرطان الفم، حيث تنشأ من الخلايا الحرشفية المسطحة الموجودة في بطانة الفم، ومع ذلك، هناك أنواع نادرة تشمل:  

الأورام الغدية الأخرى: التي تنمو في غدد مختلفة داخل الفم.  

الورم الليمفاوي: ينشأ في الغدد الليمفاوية القريبة من اللسان أو اللوزتين.  

الورم الميلانيني: وهو نوع من سرطان الجلد يصيب الفم.

أعراض سرطان الفم

يمكن أن يظهر سرطان الفم بمجموعة من العلامات والأعراض، ومن أبرزها:  

ظهور كتلة أو بقعة بيضاء أو حمراء داخل الفم.  

تقرحات أو نفطات دموية في الفم تستمر دون شفاء.  

صعوبة في المضغ، البلع، أو تحريك الفك.  

تغيرات في النطق أو طريقة الكلام.  

تورم في الفك يؤثر على تركيب أطقم الأسنان بشكل صحيح.

كيف يتم تشخيص سرطان الفم؟

غالبًا ما يتم اكتشاف علامات سرطان الفم خلال الفحوصات الروتينية لدى طبيب الأسنان، وفي حالة الاشتباه، يتم تحويل المريض إلى الطبيب العام لإجراء فحوصات أكثر دقة. تشمل طرق التشخيص:

الخزعة: أخذ عينة من الأنسجة لفحصها مجهريًا للكشف عن الخلايا السرطانية.  

فحوصات التصوير: مثل الأشعة السينية، التصوير المقطعي (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).  

التنظير الداخلي: استخدام أنبوب رفيع لفحص داخل الفم والحلق بحثًا عن أي تشوهات.

خيارات علاج سرطان الفم

مثلما في علاج سرطان الدم، فقد يعتمد علاج سرطان الفم على عدة عوامل، منها نوع السرطان، مرحلته، مدى انتشاره، وعمر المريض، وحالته الصحية العامة، وتشمل خيارات العلاج:

الجراحة: تستخدم غالبا في المراحل المبكرة، حيث يتم إزالة الورم عن طريق الجراحة، وقد تشمل إزالة العقد الليمفاوية والأنسجة المحيطة للحد من مخاطر عودة السرطان، وقد يعتمد نوع الجراحة حجم الورم وموقعه.  

العلاج الإشعاعي والكيميائي: يستخدم في الحالات التي يكون فيها الورم صغير الحجم، وقد يُطبق العلاج الإشعاعي بمفرده أو بالتزامن مع العلاج الكيميائي لزيادة الفعالية.  

الرعاية التلطيفية: في الحالات المتقدمة التي لا يمكن علاجها، تقدم الرعاية التلطيفية لتخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المريض.

أهمية التوعية والكشف المبكر

يعد سرطان الفم من الأمراض التي تتطلب وعيا مجتمعيا كبيرا، حيث إن الكشف المبكر يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح، لذلك، يُنصح بإجراء فحوصات دورية لدى طبيب الأسنان، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل المدخنين أو الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.