ايجي سبورت - المتداول: صورة للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع مع تصريح نشرته له قناة "العربية"، وجاء فيه أنه "تعرّض للاغتصاب في سجون العراق". 

الحقيقة: هذا التصريح مختلق، والصورة التي حملت شعار "العربية" تم تعديلها. ولم تتضمن المقابلة الخاصة التي أجرتها القناة مع الشرع وبثتها في 29 كانون الاول 2024، اي كلام مماثل له. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

صورة للشرع ببدلة رسمية، حملت شعار قناة "العربية"، بينما كُتب عليها: "مقابلة خاصة- أحمد الشرع: تعرضت للاغتصاب في سجون العراق". وقد تكثف التشارك في الصورة خلال الايام الماضية عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "في مقابله مع احمد الشرع، يدعي انه تعرض للاغتصاب في سجون العراق"، وايضا "قناة العربية تتداول أخبارا. احمد الشرع: تعرضت للاغتصاب في سجون العراق". 

حقيقة التصريح

الا أن هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فبمراجعة المقابلة الخاصة الكاملة التي أجراها المذيع في "العربية" طاهر بركة مع قائد العملية الانتقالية في سوريا آنذاك أحمد الشرع، وبثتها القناة الأحد 29 كانون الاول 2024، ونشرتها في الحساب التابع لها "العربية برامج" في يوتيوب في 30 منه، يتبيّن انه لم يدل بأي كلام على تعرضه للاغتصاب في سجون العراق. شاهدوا بأنفسكم. 

وخلو المقابلة من الكلام المنسوب الى الشرع يعني ان التصريح المتناقل له زائف، مختلق. وقد أمكننا التوصل الى الصورة الاصلية لقناة "العربية"، والتي استُخدمت في عملية الفبركة، محفوظة في موقع غوغل، ضمن رابط يقود الى المقابلة الكاملة مع الشرع في حساب "العربية برامج" في يوتيوب. 

وقد امتدت يد المفبرك لاستبدال عبارة "قائد الادارة الانتقالية في سوريا"، بالتصريح المختلق: "تعرضت للاغتصاب في سجون العراق". وكان واضحا اختلاف نوع الحرف وحجمه في التصريح الزائف عن الحرف في الصورة الاصلية للقناة، الى جانب خطأ املائي تمثل بوضع الهمزة في الاغتصاب فوق الألف، فجاءت اللفظة خاطئة، علما انه من الخطأ وضع همزة على الالف في هذه الكلمة.  

واليكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والزائفة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل.

في تلك المقابلة معه يومذاك، أكد الشرع أن السوريين عانوا طيلة 14 عاما وعاشوا مآسي، مشدداً على أن حجم الصراع في سوريا كان معقدا.

ورأى أن الحل السياسي للأزمة السورية لم يكن ممكنا، مشيرا إلى أن عملية إسقاط النظام حاولت جاهدة منع وقوع ضحايا.

ولفت إلى أن عدم إيذاء المدنيين كان أولوية، موضحا أن الإدارة خططت لعملية عسكرية تتسم بسرعة الأداء للحفاظ على الأرواح.

وقال: "راعينا خلال العملية العسكرية دخول المدن الكبرى. وكان جيش من المدنيين مرافقا لنا والخدمات لم تتوقف"، مضيفا: "دخلنا حواضر المدن السورية من دون أي عمليات تهجير".

وذكر أن انتقال السلطة كان سلسا إذ منع انهيار المؤسسات، مشددا على أن ما حدث في سوريا كان تاريخيا.

ما أخبره الشرع عن فترة سجنه في العراق

يشار الى ان الشرع سُئل عن فترة سجنه في العراق (الدقيقة 6.00)، مع روري ستيوارت واليستر كامبل، في 10 شباط 2025، وما قاله: "في العراق، سُجنت في وقت مبكر. أُرسلت إلى سجن أبو غريب سيئ السمعة، حيث كان الناس يتعرضون للتعذيب. ثم انتقلت إلى سجن بوكا. بعد ذلك، نُقلت إلى سجن كوبر في بغداد، وأخيرًا إلى سجن التاجي قبل إطلاق سراحي. وخلال هذه الجولة في السجون، تعرفت الى الكثير من الناس، وأصبحت أنا بنفسي أكثر نضجا سياسيا. لذلك أدركت أن هناك فرقا كبيرا بين ما أؤيده وبعض الأفكار التي كنت أسمعها من سجناء آخرين، والتي كانت صادمة حقا بالنسبة الي. أعني، كان هذا في وقت كان فيه الصراع الطائفي يسبب الكثير من المشاكل في العراق، ولم يكن لي أي دور في ذلك على الإطلاق. حتى داخل السجن، لم أكن أتصرف بطريقة الآخرين ذاتها. ونتيجة لذلك، تعرضت لانتقادات من بعض السجناء الآخرين الذين آمنوا بما أصبح لاحقًا أيديولوجية داعش.

خلال فترة وجودي في العراق، خصوصا أثناء وجودي في السجن، ركّزت على التخطيط لعودتي إلى سوريا. حتى قبل بدء الثورة، تحدثت إلى عدد قليل من الأشخاص، بخاصة بعض السوريين، الذين كانوا أيضا في السجن. وكان من حسن الحظ أن أُطلق سراحي قبل يومين فقط من بدء الثورة السورية. وبأسرع ما يمكن، اتخذت الترتيبات بسرعة وعدت إلى سوريا. كنت قد وضعت بعض الشروط مسبقا. أولًا، ألا نكرر تجربة العراق في سوريا...".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان قناة "العربية" نقلت عن الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع قوله إنه "تعرض للاغتصاب في سجون العراق". في الحقيقة، هذا التصريح مفبرك. ولم تتضمن المقابلة الخاصة التي أجرتها معه "العربية" وبثتها في 29 كانون الاول 2024، اي كلام مماثل له. والصورة التي حملت شعار "العربية" تم تعديلها.