ايجي سبورت - أدانت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على محافظة درعا، ووصفتها بأنها "عمل عدواني ممنهج" يستهدف تقويض الأمن والاستقرار في سوريا خلال المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

جاءت هذه التصريحات في بيان رسمي أصدرته الخارجية السورية، حيث أكدت أن الهجوم الذي وقع في 17 مارس يشكل تصعيدًا خطيرًا من قبل إسرائيل، وهو جزء من "حملة عسكرية ممنهجة" ضد سوريا، تسعى من خلالها تل أبيب إلى إبقاء البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

دمشق: الغارات الإسرائيلية تهدد الأمن الإقليمي والدولي

في بيانها، دانت وزارة الخارجية السورية الغارات الإسرائيلية "بأشد العبارات"، مشيرة إلى أن هذا التصعيد لا يعد مجرد اعتداء على السيادة السورية، بل هو تهديد مباشر للأمن الإقليمي والدولي.
 

وقالت الخارجية السورية:

"استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لا يشكل فقط انتهاكًا للقانون الدولي، بل يمثل أيضًا تهديدًا مباشراً للأمن الإقليمي والدولي".

وأضافت أن إسرائيل تنفذ هذه الهجمات دون أي رادع، مستغلة الوضع الأمني في سوريا، ومستخدمة ذرائع واهية لم تعد تلقى أي مصداقية.

إسرائيل تواصل تصعيدها.. ودمشق تدعو إلى تدخل دولي

لم تكن هذه الغارات الإسرائيلية الأولى من نوعها، إذ كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع داخل الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية، مستهدفة ما تقول إنها مواقع عسكرية تابعة لجماعات مسلحة مدعومة من إيران.

لكن دمشق ترى أن هذه الهجمات تستهدف البنية التحتية الدفاعية للجيش السوري، وتسعى إلى إضعاف قدرته على استعادة السيطرة الكاملة على أراضيه.

وفي هذا السياق، دعت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الهيئات الدولية إلى التحرك فورًا لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة"، وتطبيق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي ينظم الوضع الأمني في مرتفعات الجولان المحتلة.

وأكدت الخارجية السورية في ختام بيانها:

"إن هذه الهجمات المتعمدة التي تنفذ دون رادع، تكشف عن التجاهل التام من قبل إسرائيل للقوانين والأعراف الدولية".

ما وراء التصعيد؟ أهداف إسرائيل من استهداف درعا

يرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي على درعا يأتي في سياق التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران، حيث تتهم تل أبيب دمشق بأنها تسمح بنشاطات عسكرية لجماعات موالية لطهران داخل أراضيها، مما يهدد الأمن الإسرائيلي.

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى:

منع التموضع الإيراني في الجنوب السوري، خاصة على الحدود مع الجولان المحتل.

إضعاف القدرات العسكرية السورية، ومنع الجيش السوري من إعادة بناء دفاعاته الجوية في المنطقة.

إرسال رسائل تحذيرية إلى دمشق وطهران بأن أي تحركات عسكرية في الجنوب السوري لن تمر دون ردّ.