كشفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن احتياطيات الليثيوم في روسيا تقدر بحوالي مليون طن في عام 2024، مما يضعها في المرتبة الرابعة عشرة عالميًا من حيث الاحتياطي. وتعتزم روسيا، وفقًا لوزارة الموارد الطبيعية، إنتاج ما لا يقل عن 60 ألف طن من كربونات الليثيوم سنويًا بحلول عام 2030، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي للبطاريات الكهربائية عالية الكفاءة.

أهمية الليثيوم في الاقتصاد العالمي والطلب المتزايد

في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالمعادن الحيوية، أصبح الليثيوم أحد الموارد الأساسية نظرًا لدوره المحوري في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. وقد أدرجته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ضمن قائمة 50 معدنًا يُعتبر حيويًا للصناعات التكنولوجية الحديثة. وتشير البيانات الروسية إلى أن إجمالي احتياطيات أكسيد الليثيوم يصل إلى 3.5 مليون طن، مع العلم أن أكسيد الليثيوم يحتوي على حوالي 33% من الليثيوم النقي، بينما يحتوي كربونات الليثيوم على نحو 20% منه.

الإستراتيجية الروسية لتطوير صناعة الليثيوم

أكدت وزارة الموارد الطبيعية الروسية أن الإنتاج الصناعي لليثيوم سيبدأ في عام 2030، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تسريع عمليات الاستخراج والتصنيع. كما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة الإسراع في استغلال الموارد المحلية من الليثيوم لضمان تلبية الطلب المتزايد على هذا المعدن الأساسي.

المشاريع والتراخيص الجديدة لاستكشاف الليثيوم

كجزء من خطة روسيا لتوسيع إنتاج الليثيوم، أصدرت وزارة الموارد الطبيعية تراخيص لاستكشاف ثلاثة من أكبر مناجم الليثيوم في البلاد، وهي:

منجم كولموزيرسكوي في منطقة مورمانسك، والذي يحتوي على ربع إجمالي احتياطي الليثيوم المعروف في روسيا، وتقوم بتشغيله شركة “Polar Lithium”، وهي مشروع مشترك بين “نورنيكل” و”روساتوم”.

منجم بولموستوندروفيسكوي، والذي تديره شركة “Arctic Lithium” الخاصة.

منجم تاسيتيجسكوي في إقليم توفا المتاخم لمنغوليا، والذي تشرف عليه شركة “Elbrusmetall-Lithium” التابعة لمجمع الصناعات الدفاعية الروسي “روستيك”.

وتتوقع الوزارة أن تدخل هذه المناجم والمرافق الإنتاجية المتصلة بها حيز التشغيل بحلول عام 2030، مما سيساعد روسيا على تحقيق الاستقلالية في إنتاج الليثيوم وتلبية الطلب المحلي والعالمي.

التحديات والآفاق المستقبلية

تواجه روسيا تحديات في تسريع عمليات استخراج الليثيوم، خاصةً في ظل الطلب المتزايد على هذا المعدن على مستوى العالم، بالإضافة إلى المنافسة مع القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الاستثمارات الجديدة والتوسع في عمليات التعدين والمعالجة سيسهمان في تعزيز مكانة روسيا في سوق الليثيوم العالمي.