نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هجرة العقول.. بريطانيا على وشك الإفلاس والانهيار المالي بسبب ترامب - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 08:02 صباحاً
ايجي سبورت - في ظل أزمة اقتصادية تواجهها المملكة المتحدة، تجد بريطانيا نفسها في خضمّ موجة هجرة جديدة – هذه المرة ليست من الفقراء، بل من أكثر مواطنيها ازدهارًا.
ووفقا لتقرير تليجراف البريطانية، يدفع ارتفاع الضرائب، وركود مستويات المعيشة، وانقطاع الحكومة عن شعبها، أصحاب الإنجازات العالية إلى هجرة العقول من بريطانيا إلى الخارج، حيث أصبحت دبي وجهةً بارزةً.
بينما تُعد هجرة العمالة الماهرة ظاهرةً عالمية، فإن سوء الإدارة السياسية والاقتصادية في بريطانيا قد يُحوّل هذا الوضع إلى كارثة مالية.
هجرة العقول من بريطانيا
في تحوّلٍ حادّ للأحداث، تشهد بريطانيا عودةً للهجرة، حيث تُشير التقارير إلى أنّ ما يصل إلى 400 ألف عامل يُخطّطون لمغادرة البلاد خلال العامين المقبلين.
هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المملكة المتحدة هجرة جماعية – فبعد الحرب العالمية الثانية، شهدت البلاد هجرة الملايين بحثًا عن فرص أفضل في أماكن مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة، ومع ذلك، يختلف حجم وطبيعة هذه الهجرة الحالية اختلافًا كبيرًا.
تاريخيًا، غالبًا ما كانت الطبقات الثرية في بريطانيا مترددة في الهجرة، لكنها اليوم جزء من موجة المهنيين ذوي الدخل المرتفع الباحثين عن ملاذ في الخارج. ومع ارتفاع متوسط العبء الضريبي على أصحاب الدخل المرتفع، تُطرد البلاد ألمع وألمع عقولها.
خسارة بريطانيا هي مكسب لدبي، حيث يُقدر عدد المغتربين البريطانيين المقيمين في المدينة الآن بنحو 250 ألفًا، وعدد مماثل يقيم في أبوظبي.
اقرأ أيضا.. نتنياهو يقود إسرائيل لأزمة.. إقالة رئيس الشاباك يُشعل أزمة دستورية
العواقب الاقتصادية لهجرة العقول من بريطانيا
تُشكل هجرة العقول من بريطانيا، وخاصةً للأفراد الأثرياء، مصدر قلق بالغ، ووفقًا للتقارير، فقدت المملكة المتحدة ما يصل إلى 10800 مليونير بسبب الهجرة في العام الماضي وحده، يُمثل هذا زيادة بنسبة 157% مقارنةً بعام 2023، مما يضع بريطانيا في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث تدفق المليونيرات.
لا يُمثل رحيل هؤلاء أصحاب الدخل المرتفع خسارةً للمواهب فحسب، بل ضربةً قاصمة لاقتصاد البلاد، يُساهم المليونيرات بشكل كبير في الإيرادات الضريبية للبلاد، ولن يؤدي رحيلهم إلا إلى تفاقم الضغط المالي الذي تعانيه المملكة المتحدة بالفعل.
ومن القضايا الرئيسية الضغط الذي تُلقيه الضرائب المتزايدة ونظام الرعاية الاجتماعية المُترهل على الاقتصاد، فمع وجود 28 مليون عامل في القطاع الخاص يُعيلون عددًا هائلاً من الأفراد غير النشطين اقتصاديًا، وموظفي القطاع العام، والمتقاعدين الحكوميين، فإن العبء الضريبي على السكان العاملين أصبح لا يُطاق بشكل متزايد.
يتحمل أغنى الأفراد هذا العبء بشكل غير متناسب، حيث يُساهمون بما يقرب من ثلثي ضريبة الدخل في البلاد، ومع ذلك غالبًا ما يُنتَقَدون لعدم دفعهم “حصتهم العادلة”.
جاذبية دبي والشرق الأوسط
تُعد سهولة الهجرة الدولية اليوم لا مثيل لها. بفضل التكنولوجيا الحديثة التي تتيح تواصلاً سلساً وسفراً بأسعار معقولة، أصبحت الهجرة أسهل بكثير مما كانت عليه في الأجيال السابقة.
على وجه الخصوص، أصبحت مدن مثل دبي وجهةً جاذبةً للمغتربين البريطانيين الباحثين عن فرص مالية أفضل وبيئة ضريبية أكثر ملاءمة.
لا شك في جاذبية هذه المدن، لا سيما لأصحاب الدخل المرتفع، إذ توفر فرصاً مربحة بمعدلات ضريبية أقل بكثير مقارنة بالمملكة المتحدة، مما يجعلها بديلاً جذاباً بشكل متزايد لمن لا يرضون عن السياسات الاقتصادية البريطانية.
حوّل ارتفاع عدد المغتربين البريطانيين في دبي المدينة إلى موطن مألوف للكثيرين، حيث توفر المدينة كل شيء من الرواتب المرتفعة إلى نمط حياة يحظى بشعبية متزايدة بين الساعين إلى الهروب من الركود الاقتصادي في المملكة المتحدة.
يعكس هذا التحول في توجه السكان الاتجاه الأوسع للهجرة، الذي لم يعد يقتصر على العالم الناطق باللغة الإنجليزية فحسب، بل يمتد إلى أوروبا والشرق الأوسط.
ترامب واحتمالية كارثة مالية
بالنسبة لمن يفكرون في مغادرة بريطانيا، فإن احتمال التدخل الأمريكي يلوح في الأفق. إذا ما أقدمت شخصيات مثل دونالد ترامب على تطبيق برنامج تأشيرات لأصحاب الدخول المرتفعة، فقد يؤدي ذلك إلى هجرة جماعية أكبر للمواهب المتميزة.
ستكون الخسارة المحتملة للمملكة المتحدة كارثية، إذ ستُغرق البلاد في مزيد من الفوضى المالية، ومن نواحٍ عديدة، قد يكون هذا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في سلسلة من الحسابات السياسية والاقتصادية الخاطئة التي خلقت بيئةً لم يعد يُنظر فيها إلى المواطنين المجتهدين على أنهم أصول، بل أعباءً تُستغل حتى يفقدوا قدرتهم على المساهمة.
مع تدهور الوضع المالي للمملكة المتحدة، يتضح بشكل متزايد أن عجز الحكومة عن الاحتفاظ بمواطنيها الأكثر موهبة سيكون له عواقب طويلة الأجل، إن سياسات حزب العمال القائمة على الضرائب والإنفاق، إلى جانب الفشل في معالجة الركود الاقتصادي في البلاد، تدفع البلاد إلى مزيد من التدهور.
هل من أمل في التعافي؟
على الرغم من التوقعات القاتمة، لا يزال هناك أمل للمملكة المتحدة. يُظهر التاريخ أن الدول، حتى بعد التحديات الكبيرة، قادرة على النهوض إذا توافرت الظروف المناسبة، تُعدّ ألمانيا الغربية واليابان، بعد الحرب العالمية الثانية، مثالين على دول تعافت بسرعة من حافة كارثة اقتصادية.
ومع ذلك، يتطلب هذا التعافي تحولاً في القيادة والسياسات يُتيح للمواطنين حرية إعادة البناء والازدهار. إذا استمر المسار الحالي، فإن بريطانيا تُخاطر بأن تُصبح نموذجاً آخر لزيمبابوي أو جنوب إفريقيا – دول كانت مزدهرة في السابق، لكنها الآن تُعاني من فشل في الحكم واقتصاد مُنهار.
مع استمرار نقاش الخبراء حول مستقبل اقتصاد المملكة المتحدة، يبدو أن السؤال الحقيقي للكثيرين ممن يُفكرون في الهجرة ليس ما إذا كانوا سيغادرون، بل متى. إن فشل المملكة المتحدة في الحفاظ على مواهبها وضمان ازدهار مواطنيها قد يؤدي إلى أزمة مالية غير مسبوقة.
يبقى أن نرى ما إذا كانت المملكة المتحدة قادرة على عكس هذا المسار، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أن هجرة الأدمغة تتسارع بمعدل يُنذر بالخطر.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : هجرة العقول.. بريطانيا على وشك الإفلاس والانهيار المالي بسبب ترامب - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 08:02 صباحاً
0 تعليق