ايجي سبورت - الدوحة - سيف الحموري - في إطار سعي مؤسسة قطر الحثيث لخلق ثقافة يكون فيها العطاء ورد الجميل جزءًا محوريًا من الحياة المجتمعية في قطر، بما يعكس قيم مؤسسة قطر المتمثلة في التميز والنزاهة والمجتمع والابتكار والانتماء، يحظى طلاب مدارس المؤسسة بالتشجيع المتنامي للانخراط في العمل التطوعي.
وقد يأخذ ذلك أشكالًا غاية في العمق، إلى درجة أن بعض المدارس تطلب من طلابها استكمال عدد محدد من ساعات العمل التطوعي قبل تخرجهم.
وقالت سارة الهاجري، مدير شؤون الطلاب والشراكة المجتمعية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: «إن التعليم الحقيقي لا يقتصر على قاعات الدراسة، بل يتحقق من خلال الفعل، والخدمة، والالتزام الجماعي بإحداث فرق إيجابي». وأضافت أنه «بصفتنا تربويين في مدارس مؤسسة قطر وضمن منظومة التعليم ما قبل الجامعي، فإننا نحمل مسؤولية أن نكون قدوة لطلابنا، ونجعل سلوكنا ترجمة حقيقية للقيم التي نغرسها فيهم. إن دورنا يتجاوز التعليم الأكاديمي؛ فهو يتمحور حول تنشئة أفراد مسؤولين اجتماعيًا يدركون أن خدمة الآخرين ركيزة أساسية للنمو الشخصي والمجتمعي».

أنشطة متنوعة
فلا غرابة أن نجد طالبة بثانوية المدينة التعليمية، وهي هناء الخاطر، تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، قد أصبح لديها رصيد بواقع 200 ساعة من العمل التطوعي، نظير مشاركتها في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك فعاليات رياضية محلية ودولية، ومعرض إكسبو الدوحة 2023، ومركز بيطري.
عندما انخرطت الخاطر لأول مرة في عمل تطوعي، في إطار فعالية رياضية محلية، لم تكن وقتها قد تجاوزت ربيعها الثاني عشر. منذ ذلك الوقت، لم تتخلى عن الأعمال التطوعية. لقد أصبحت الخاطر اليوم ليست فقط مجرد طالبة في المرحلة الثانوية، بل عضوًا في فريق المنتخب القطري للسيدات لكرة الطائرة.
على الرغم من وتيرة حياتها المليئة بالالتزامات الأكاديمية والرياضية، إلا أنها تجد دائمًا الوقت للتطوع. وعن ذلك قالت: «أصبح العمل التطوعي جزءًا من شخصيتي؛ لا يمكنني تخيل حياتي بدونه. أعتقد أن السبب الذي جعل هذا العمل التطوعي متأصلًا في حياتي هو بدايتي إياه في سن مبكرة، والفضل في ذلك يعود إلى أساتذتي الذين شجعوني عليه منذ الصغر، وهي المرحلة التي اكتسبت فيها العادات والسلوكيات التي أفضت إلى رسم معالم شخصيتي كما هي اليوم».عندما سُئلت الخاطر عما يدفعها للتطوع، قالت إن التطوع بالنسبة لها يتعلق بتكريس ثقافة الانتماء للمجتمع: «فكما هو الحال في مجال اللرياضة، حيث لكل لاعب دور محدد يقوم به، وحيث الفريق يعتمد على كل عضو فيه، فالحال ذاته ينطبق من حيث المفهوم على مجتمعاتنا». شددت الخاطر على ذلك بالقول: «لكل شخص مسؤولية منوطة به، وعلينا جميعًا أن نستعدّ ونعمل من أجل الصالح العام. إن هذا الشعور بإحداث فرق حقيقي في المجتمع هو ما يغذي شغفي بالعمل التطوعي. إنها طريقتي الخاصة في القيام بدوري لمساعدة المجتمع على الازدهار».رغبة منها في تشجيع المزيد من الشباب على التطوع، قالت الخاطر: «من السهل أن نشعر بالراحة في الفقاعة الصغيرة التي نعيش داخلها، وعلى الرغم من أن هذه الفقاعة قد تشعرنا بالأمان، إلا أنها لا تفيدنا كثيرًا في نمونا الشخصي».بالمقابل، قالت الخاطر: «يوفر العمل التطوعي الفرصة السانحة للخروج من هذه الفقاعة، وخوض تجارب لم نكن مُعتادين عليها، ومقابلة أشخاص كان من المحتمل ألا نلتقي بهم أبدًا. تُمثل كل تجربة نخوضها وكل شخص نصادفه فرصة للتعلم والنمو. وأفضل ما في الأمر هو أننا نحصل على كل هذا التفاعل والتلاقي دون الشعور بأي ضغط».
دروس حياتية
من وجهة نظرها، فقد تعلمت الخاطر من العمل التطوعي ما يكفي لتأليف كتاب – مع أن أكثر الدروس الحياتية قيمة التي تعلمتها هي النزاهة. وتقول «مرت علي أيام كنت أشعر فيها بالإرهاق والرغبة في البقاء في المنزل، وكانت تنتابني فكرة مفادها أنه ما دمت لا أتلقى أي تعويض، فلا توجد عواقب آنية لعدم حضوري العمل التطوعي». واستدركت: «لكنني مع ذلك أحضره لأني قطعت التزامًا على نفسي. فالوفاء بالوعد والالتزام به هو شيء أتمسك به أشد التمسك في جميع مناحي الحياة».

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.