أسواق الخليج تحت ضغط التوتّرات المتجدّدة في غزة واليمن - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسواق الخليج تحت ضغط التوتّرات المتجدّدة في غزة واليمن - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 08:47 صباحاً

ايجي سبورت - تراجعت غالبية أسواق الأسهم الرئيسية في منطقة الخليج خلال التعاملات المبكرة، الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. هذه التراجعات تشير إلى أن الأسواق لا تزال حسّاسة للغاية حيال أيّ تطورات في الشرق الأوسط، وهو ما يعكس القلق المتزايد بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.

ومن أبرز العوامل التي أثرت على أسواق الخليج أخيراً الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة التي أدّت إلى مقتل أكثر من 300 شخص وسقوط مئات الجرحى، وفقاً للسلطات الفلسطينية. هذا التصعيد في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي زاد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وانعكس سلباً على الأداء العام للأسواق، ولا سيما مع إعلان إسرائيل عزمها على مواصلة استخدام القوة لتحرير الرهائن الباقين في غزة، وهو ما يعكس عمق التوترات الحالية التي تؤثر على الأسواق الإقليمية والعالمية.

 

إضافة إلى ذلك، تأثرت الأسواق الخليجية بتوترات البحر الأحمر  مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضربات ضد الحوثيين في اليمن إن لم يوقفوا هجماتهم على السفن . هذا التصعيد في اليمن الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصالح اقتصادية وجيوسياسية حيوية مثل حرية الملاحة في البحر الأحمر، أسهم في زيادة الضغوط على أسواق الخليج.

 

أداء المؤشرات الخليجية الرئيسية

السوق السعودية:  تراجع المؤشر القياسي للسوق السعودية بنسبة 0.3%، إذ جرى تداول سهم "أرامكو" من دون الحق في توزيعات الأرباح، ما أدّى إلى خفض قيمته بنسبة 1.4% . ويشير ذلك إلى تأثير الضغوط الجيوسياسية على الأسهم الكبرى مثل أسهم "أرامكو"، التي تُعد من أكبر شركات النفط في العالم، ما يعكس تأثير الأوضاع الإقليمية على أسعار الطاقة وأسواق الأسهم.

 

سوق دبي: في دبي، سجل المؤشر الرئيسي تراجعاً بنسبة 0.5%، متأثراً بهبوط سهم "إعمار" العقارية بنسبة 1.1%. كذلك سجل سهم "سالك" انخفاضاً بنسبة 1 في المئة. هذا التراجع يعكس الضغوط التي تواجه الشركات الكبرى في الإمارات من جراء التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة في المنطقة، حتى وإن كانت أسعار النفط شهدت بعض الارتفاع.

 

سوق أبو ظبي: سجل المؤشر الرئيسي في سوق أبو ظبي انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1%. هذا التراجع طفيف مقارنة بأسواق أخرى في الخليج، لكنه يعكس المخاوف المنتشرة بشأن الآفاق المستقبلية في ضوء التوترات السياسية.

 

في حديث إلى "النهار" يلفت رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة  Cedra Markets جو يرق  إلى أنّ "هناك مخاوف من أن تؤدّي هذه التطورات إلى تصعيد قد يشمل خطوات من الولايات المتحدة أو إسرائيل حيال إيران، وهذا سيكون بلا شك ضغطاً كبيراً على الأسواق. كما هو معروف، فإن الاقتصادات تتأثر كثيراً بعدم الاستقرار، ما يجعل الوضع الحالي أكثر تعقيداً".

 

من ناحية أخرى، يذكّر يرق بارتباط الأسواق الخليجية ارتباطاً وثيقاً بأسعار النفط، إذ لوحظ في الآونة الأخيرة أن الأسواق الخليجية شهدت تراجعاً بسبب خفض أسعار النفط، رغم التنوّع الذي تحققه الاقتصادات السعودية والإماراتية على وجه الخصوص.

أما بالنسبة اإلى الاقتصادات العربية الأخرى، فإن "التنوع في مصادر الدخل وتخفيف الاعتماد على الإيرادات النفطية لا يزال يشكل تحدياً، إذ لا تزال هذه الأسواق تعتمد بنسبة كبيرة على النفط. لذا، أي خفض إضافي في أسعار النفط سيكون له تأثير سلبي كبير"، في رأي يرق.

 

علاوة على ذلك، فإن حالة عدم الاستقرار والضبابية في الأسواق العالمية هي من أبرز الضغوط التي تؤثر على الأسواق الخليجية. ويشير يرق إلى أنّ "سياسات الرئيس ترامب الحمائية والضرائب المرتفعة تشكل ضغطاً إضافياً. في هذا الإطار، يمكن القول إن التراجعات التي نشهدها في الأسواق الخليجية هي تراجعات طبيعية. ومع ذلك، أعتقد أن أسواق الخليج في 2024 شهدت أداءً جيداً، إذ كانت أسواق الإمارات والسعودية تسجل إصدارات ضخمة ودخول مستثمرين أجانب إلى السوق السعودية. لكن لا تزال سوق الإمارات تواجه بعض الضغوط بسبب عدم وجود تنوّع كبير في مصادر الاقتصاد، ما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات التغيّرات الاقتصادية".

ويشدد على أن "أيّ ارتفاع في السياسات الحمائية قد يؤدي إلى تضخم، ومع وجود بيئة فوائد مرتفعة، سيشكل ذلك ضغطاً إضافياً على الكثير من الأسهم العربية والخليجية".

 

تأثير أسعار النفط والتحديات العالمية
وعلى رغم التراجع في الأسواق، سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً، وهو ما جاء مدعوماً بتوترات الشرق الأوسط والمخاوف المرتبطة به. ويُعدّ النفط أحد المحركات الرئيسية لاقتصادات دول الخليج، لكن هذه المكاسب في الأسعار كانت محدودة، فظل القلق العالمي بشأن النموّ الاقتصادي قائماً. وأضافت الرسوم الجمركية الأميركية والتوترات التجارية مع الصين، بالإضافة إلى الضبابية المحيطة بمحادثات وقف النار في أوكرانيا، مزيداً من الضغوط على الأسواق.

 

كذلك أسهمت خطط الصين لتعزيز تحفيزها الاقتصادي في تحسين شهيّة الأسواق لبعض الوقت، إلا أن مخاوف النموّ العالمي لا تزال قائمة، وهو ما يجعل الأسواق في حالة ترقب وتتأثر بأيّ تطوّر قد يحدث على الساحة الدولية.

التوقعات المستقبلية للأسواق الخليجية
وتستمر المخاوف بشأن تصاعد التوترات الجيوسياسية في التأثير على الأسواق الخليجية. في ظل هذه الظروف، سيكون المستثمرون حذرين في قراراتهم، مع التركيز على تأثيرات التصعيد العسكري في غزة واليمن، التي قد تؤدي إلى تقلبات أكبر في الأسواق.

 

من جهة أخرى، مع استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية، قد تستمر أسواق الخليج في مواجهة تحديات اقتصادية على المدى القصير. ومن المتوقع أن تكون السياسات النقدية العالمية، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالفائدة الأميركية والنموّ في الصين، أحد العوامل الحاسمة في تحديد الاتجاهات المستقبلية للأسواق الخليجية.

 

في المحصّلة، إن التراجع الذي تشهده أسواق الأسهم الخليجية ليس مجرد نتيجة لتقلبات محلية، بل هو انعكاس مباشر للتوترات الجيوسياسية التي تهدد استقرار المنطقة. ومع ذلك، تظل أسعار النفط عاملاً مساعداً في الحد من التراجع، ولكن ينبغي أن تبقى المخاوف بشأن النموّ العالمي والضغوط التجارية في صدارة اهتمامات المستثمرين. وبالتالي، سيكون من المهم مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط والعالم، التي ستؤدي دوراً رئيسياً في تحديد مسار أسواق الخليج في المرحلة المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق