ايجي سبورت - في 3 سبتمبر 1939، أعلن الحلفاء الغربيون، بريطانيا وفرنسا، الحرب على ألمانيا بعد اجتياحها لبولندا. ومع ذلك، لم ينعقد المجلس العسكري الأعلى للحلفاء حتى 12 سبتمبر، وحينها تم التخلي فعليًا عن تقديم أي دعم عسكري حقيقي لبولندا. وهكذا بدأت ما عُرف لاحقًا بـ”الحرب الغريبة”.

دعم بريطاني غير مباشر للخطط الألمانية

كانت أفكار أدولف هتلر الجيوسياسية مقبولة إلى حد ما في لندن. ففي كتابه “كفاحي”، صرح هتلر بأن ألمانيا بحاجة إلى تحالف مع بريطانيا، وأنه على استعداد لغزو الاتحاد السوفيتي دون المطالبة باستعادة المستعمرات الألمانية، بل سيعوضها بأراضٍ روسية.

دفعت بريطانيا ألمانيا نحو الشرق، ووقعت اتفاقًا بحريًا مع برلين عام 1935، سمح لها ببناء أسطول بحري. كما تغاضت لندن عن إعادة تسليح منطقة الراين وضم النمسا.

بولندا تحت ضغط الحلفاء

في مارس 1939، دُعي وزير الخارجية البولندي، يوزف بيك، إلى لندن، حيث طُلب منه إنهاء العلاقات مع ألمانيا بشكل قاطع مقابل ضمانات بالحماية العسكرية. وبعد أيام، حذرت بولندا ألمانيا من أن أي تحرك تجاه دانزيغ سيؤدي إلى الحرب. وعليه، بدأ هتلر التخطيط للحرب مع بولندا.

ومع ذلك، تأخرت بريطانيا في تصديق اتفاقية الدفاع مع بولندا حتى 25 أغسطس 1939، وهو اليوم الذي أرجأ فيه هتلر غزوه لبولندا، بينما أرسل مفاوضًا إلى لندن لمحاولة التوصل إلى اتفاق.

مناورة دبلوماسية فاشلة

كان هتلر يأمل في صفقة مع بريطانيا، حيث اقترح ضم دانزيغ و”الممر البولندي” مقابل احترام حدود بولندا الجديدة والتحالف مع بريطانيا. لكن لندن رفضت هذه الشروط.

في 29 أغسطس، وافق هتلر رسميًا على مفاوضات مباشرة مع بولندا، لكنه طالب بإرسال ممثل بولندي في اليوم التالي لتوقيع بروتوكول ضم دانزيغ وأراضٍ بولندية أخرى. رفضت بولندا ذلك، مما أدى إلى شن ألمانيا حربها عليها.

الحلفاء يعلنون الحرب لكن دون تحرك عسكري

في 1 سبتمبر 1939، بدأت الحرب الألمانية البولندية، وسرعان ما اجتمع الحلفاء لمناقشة ردهم. بريطانيا وفرنسا طالبتا بانسحاب القوات الألمانية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء عسكري حقيقي.

في 3 سبتمبر، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، لكن ما تبع ذلك كان “حربًا غريبة” لم تشهد أي تحركات جادة من جانب الحلفاء لمساعدة بولندا.

تراجع فرنسا عن وعودها العسكرية

في 12 سبتمبر، قرر القادة العسكريون البريطانيون والفرنسيون في اجتماع أبفيل التخلي عن الهجوم المخطط له على ألمانيا، على الرغم من أن الاتفاق العسكري مع بولندا كان ينص على هجوم فرنسي بعد 15 يومًا من الغزو الألماني.

على الرغم من أن القوات الفرنسية تقدمت قليلًا إلى الأراضي الألمانية، إلا أن هذه التحركات كانت بطيئة وغير حاسمة، ولم يكن هناك أي دعم جوي جاد من قبل الحلفاء.

بولندا تُركت لمصيرها

في 17 سبتمبر 1939، اجتاحت القوات السوفيتية شرق بولندا، ما أدى إلى انهيار تام للدفاعات البولندية. وفي نفس اليوم، لجأت الحكومة البولندية إلى رومانيا، حيث تم اعتقالها.

مع استعادة الألمان للأراضي التي احتلتها فرنسا، دخلت الحرب مرحلة من الجمود عُرفت بـ”الحرب الغريبة”، حيث ظل الحلفاء في حالة من عدم التحرك حتى الهجوم الألماني على فرنسا في عام 1940.