ايجي سبورت - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "قصفاً للجيش اللبناني استهدف مواقع للمقاتلين التابعين للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع" على الحدود اللبنانية- السورية أخيرا. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها في الانترنت الى 7 تشرين الثاني 2015. وتوثّق لحظة مقتل مقاتل من المتمردين الاسلاميين مع مراسل مركز حماة الاعلامي الناشط أحمد أبو الحمزة بقذيفة من مدفعية الجيش السوري في شمال حماة بسوريا. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد رجلا لف رأسه بوشاح، بينما وقف متكلما وبدا خلفه مخبأ. وكان يقول: "كانت الامور اسهل مما كنا نتصور، رغم ان هذا المكان كانت له اهمية"، قبل ان يقع انفجار قوي في الموقع وتسودّ الشاشة. وقد تكثف التشارك في المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقته بتعليق: "‏مدفعية الجيش اللبناني واهميتها"، مع وسم دواعش الجولاني. 

الجيش اللبناني ينتشر في بلدة حوش السيد علي 

جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني، اليوم الاربعاء، أنّ "الوحدات العسكرية المنتشرة بدأت تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية- السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود". 

وأعقب انتشار الجيش اللبناني في حوش السيد علي توغل قوات الإدارة السورية الجديدة داخل الأراضي اللبنانية لمسافة 5 كيلومترات عند الثانية فجر الثلثاء، ومواصلة تقدمها صباحاً، ممّا أدّى إلى توسيع نطاق سيطرتها في البلدة.

وكان سبعة أشخاص قُتلوا في لبنان وأصيب 52 آخرون من جراء أعمال العنف على الحدود الشرقية مع سوريا، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، بعد مواجهات اندلعت الأحد 16 آذار 2025 في المنطقة إثر مقتل ثلاثة عسكريين سوريين، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وبعد يومين من المواجهات، اتفق الجانبان اللبناني والسوري على "وقف النار"، على ما أعلنت وزارة الدفاع اللبنانية الاثنين.

وبدأ التوتر ليل الأحد على الحدود إثر دخول "ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري الى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، الامر الذي أسفر عن مقتلهم.  واتهمت وزارة الدفاع السورية الأحد حزب الله "بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية (...) قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم"، الأمر الذي نفاه حزب الله "بشكل قاطع".

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات او بالجيش اللبناني، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا مصطفى أبو عرب في يوتيوب، في 7 تشرين الثاني 2015، بعنوان: "قذيفة مدفعية من معان الموالية كانت كفيلة بإنهاء مسيرة الإعلامي أحمد أبو الحمزة 7-11-2015". 

وكتبت هذه القناة التي "تهتم بشأن الثورة السورية"، مع الفيديو: "أحمد أبو الحمزة وثق استشهاده بعدسة كاميرته، ومن قبله وسيم العدل، ومن بعده الله أعلم . قذيفة الحقد من معان، التي استهدفتنا في تل سكيك، كانت كفيلة بإنهاء مسيرة الإعلامي أحمد أبو الحمزة (سوفت وير) الذي كنا معاً، مصطفى أبو عرب، محمد الصالح، قاسم سلوم، علي ابو الفاروق، وعنصران من اجناد الشام". 

ووفقا لما أورد موقع "ديلي مايل" البريطاني في تقرير، فإن من ظهر متكلما امام الكاميرا قبل سقوط القذيفة "كان مقاتلا من جماعة أجناد الشام الاسلامية، التي كانت تشكل يومذاك تحالفا مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم "القاعدة" وأحرار الشام. وقد قُتل معه المصور السوري والناشط أحمد أبو الحمزة من حماة". 

وقال مركز حماة الإعلامي على صفحته في الفايسبوك يومذاك إن "مراسله أحمد أبو الحمزة قُتل في القصف، وإن ستة ناشطين يعملون مراسلين لمراكز أخرى أصيبوا في الحادث". واشار الى أن "المراسلين استهدفتهم قوات النظام السوري بقذيفة مدفعية على طريق سكيك-عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي، خلال تغطيتهم الأحداث هناك". 

ونشرت مواقع اخبارية خبر مقتل أبو الحمزة في 6 تشرين الثاني 2015.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "قصفاً للجيش اللبناني استهدف مواقع للمقاتلين التابعين للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع" على الحدود اللبنانية- السورية أخيرا. في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها في الانترنت الى 7 تشرين الثاني 2015. وتوثّق لحظة مقتل مقاتل من المتمردين الاسلاميين مع مراسل مركز حماة الاعلامي الناشط أحمد أبو الحمزة بقذيفة من مدفعية الجيش السوري في شمال حماة بسوريا.