نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمد طُلبة.. عاشق «عكاظ» الذي رحل وأبقى لها أثراً - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 03:09 صباحاً
عندما حطّ رحاله في جدة شاباً، كانت «عكاظ» قبلته، ومنذ يومه الأول، ألقى قلبه فيها كما يُلقي الموج سرّه للشاطئ، لم يكن مجرد صحفي، بل كان ماهراً يكتب بروحه قبل قلمه، يخط المانشيتات كمن ينقش الحجر، يبحث في زوايا الأخبار عن الحقيقة، ويفتش بين السطور عن ما يستحق أن يُروى.
كانت «عكاظ» له بيتاً، بل كانت قلبه النابض بالحياة، ظل بين جنباتها سنوات طويلة، يعايش تفاصيلها، يعرف وجوه موظفيها قبل أسمائهم، ويحتفظ بذكرياته مع كل من عبر دروبها. لم يكن الصحفي الذي يغادر بعد انتهاء الدوام، بل كان أول من يصل، وآخر من يغادر، وبين هذين الزمنين، كان هو الزمن نفسه، يحيا بين الأوراق، ويجلس بتأمل، ويراقب الصفحة الأولى كمن ينتظر ميلاداً جديداً.
كان الصحفي الصادق في مهنته، لا يعرف التهاون، ولا يقبل بأنصاف الحقائق، تمرَّس على المهنة بجلد العاشق، وحمل همّها على كتفيه كأنها وصية أو أمانة. لم يكن مجرد محرر أخبار، بل كان ذاكرة تتحرك بين الأروقة، ومستودعاً للقصص التي لا تُحكى إلا لمن عاشها.
وحين عاد إلى مصر، لم يكن عوداً حميداً، بل كان نداء الروح التي استوفت حكايتها، فاستسلم الجسد بعد رحلة طويلة من العطاء، ونام في قريته «قشطوخ»، حيث بدأ كل شيء. بقيت «عكاظ» شاهدة على أثره، وبقي زملاؤه يروون عنه الحكايات، كأنهم يرفضون تصديق الغياب، كأن الصحفي الذي كان لا يزال يكتب من حيث توقف.
رحل محمد طلبة، لكن صوته في ممرات «عكاظ» لا يزال مسموعا، وضحكته لا تزال عالقة في ذاكرة من عرفوه. هذا هو الصحفي الذي لم يكن مجرد اسم في قائمة المحررين، بل كان فصلاً كاملاً في كتاب الجريدة، كتب نهايته بيده، وسلّمها إلى الأجيال القادمة، وقال لهم: «هذه الصحافة.. وهذا هو الشغف».
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : محمد طُلبة.. عاشق «عكاظ» الذي رحل وأبقى لها أثراً - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 03:09 صباحاً
0 تعليق