نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجامعة مهمّشة على طاولة التربية - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 05:57 صباحاً
ايجي سبورت - لم تشأ وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي حتى الآن أن تبدي رأيها علناً في واقع الجامعة اللبنانية، أو أن تقدم على خطوة تقنع أهلها بأن الاهتمام بهذه المؤسسة من الأولويات. لم تعلن أي موقف باستثناء ما أفصحت عنه في لقاءاتها مع رابطة المتفرغين والمتعاقدين لناحية أنها ستهتم بالجامعة من مدخل الإصلاح والإنقاذ. لكن الوزيرة استثنت الجامعة وأساتذتها ومتعاقديها ومدربيها في ما يتعلق أقله بالحوافز المالية والراتبين الإضافيين والإنتاجية التي ساهمت سابقاً في صمودها، حتى أنها لم تعطل يوماً واحداً خلال سنتين، لا بإضرابات ولا بمقاطعة، وفي زمن الحرب الإسرائيلية تابعت التعليم عن بعد. وللعلم، حين أقر مجلس الوزراء رفع أجر الساعة للمتعاقدين في الرسمي مع الحوافز، استثني متعاقدو الجامعة الذين لم يقبضوا بدل ساعاتهم منذ بداية العام الجامعي، فضلاً عن أن ملف تفرغهم لا يزال معلقاً بسبب الفيتوات السياسية والطائفية، ولكن يبدو أنه ليس في جدول أعمال وزيرة التربية.
مهما تكن النظرة إلى الجامعة في واقعها الحالي، فلا يمكن تهميشها أو تعطيل أعمالها بحجة وجود خطط استراتيجية لإصلاحها أو سياسة ترى المؤسسة أنها قائمة كلها على المخالفات، وباتت عبئاً على الدولة ويقتضي إحالتها على التقاعد. فإذا أُهملت الجامعة ولم تلبّ حاجاتها أو تخلت السلطة الجديدة عن حمايتها وتحصينها ثم الذهاب إلى إصلاح أوضاعها وتأمين مقومات استمرارها، فإنها تدفعها إلى الانهيار.
لا يمكن وضع الجامعة في آخر الملفات، ولا يجوز تصنيفها أو التعامل معها على أنها مدرسة ابتدائية، فعندما يُسال المسؤول عن رؤيته للجامعة كمؤسسة أكاديمية لها وظيفة علمية وبحثية، وهي في حاجة إلى الدعم وتصويب أوضاعها، لا بد أن يقدم مقاربته لا كأنه لا يعلم عن تاريخها شيئاً.
رغم كل ما حل بالجامعة من أزمات على مدار سنوات طويلة، فقد استمرت برصيد مكوناتها وأساتذتها الذين لم يعودوا قادرين على العطاء باللحم الحي.
الدفاع عن الجامعة مسألة واجبة، وخصوصاً اليوم، فهي تعاني أزمة خانقة تهدد استمراريتها، وهي التي صمدت خلال السنوات الماضية وسط صعوبات ومشكلات وحروب، وبقيت ونافست وتفوقت في التصنيفات، وحقها على التربية أن تكون في دائرة الاهتمام، لا أن تكون تحت المقصلة أو يطرح مصيرها على المحك. وقبل أي شيء آخر، يجب ألا تكون الجامعة عرضة لتقييمات قاصرة عن معرفة أوضاعها، فالإصلاح ليس استنسابياً ولا يمكن أن يكون بالقطع أو باستحضار تجارب سابقة وإسقاطها على واقع قائم لتفجيره. الجامعة في حاجة إلى الدعم لتبقى واقفة، ثم طرح ملفاتها، وخصوصاً التفرغ، واستكمال مجلسها بعد الدعوة للترشح وانتخاب وتعيين العمداء واستعادة الصلاحيات ليتمكن مع رئيسها من تولي مهمة وضعها على سكة الإصلاح الفعلي.
المؤسف أن تكون الجامعة في مرتبة متأخرة لدى التربية، فيما تتقدم المطالب التوظيفية والمالية، وهذا قد يمعن في تفكيك بناها ومكوناتها. وهنا مكمن الخطر على مستقبلها.
[email protected]
Twitter: @ihaidar62
مهما تكن النظرة إلى الجامعة في واقعها الحالي، فلا يمكن تهميشها أو تعطيل أعمالها بحجة وجود خطط استراتيجية لإصلاحها أو سياسة ترى المؤسسة أنها قائمة كلها على المخالفات، وباتت عبئاً على الدولة ويقتضي إحالتها على التقاعد. فإذا أُهملت الجامعة ولم تلبّ حاجاتها أو تخلت السلطة الجديدة عن حمايتها وتحصينها ثم الذهاب إلى إصلاح أوضاعها وتأمين مقومات استمرارها، فإنها تدفعها إلى الانهيار.
لا يمكن وضع الجامعة في آخر الملفات، ولا يجوز تصنيفها أو التعامل معها على أنها مدرسة ابتدائية، فعندما يُسال المسؤول عن رؤيته للجامعة كمؤسسة أكاديمية لها وظيفة علمية وبحثية، وهي في حاجة إلى الدعم وتصويب أوضاعها، لا بد أن يقدم مقاربته لا كأنه لا يعلم عن تاريخها شيئاً.
رغم كل ما حل بالجامعة من أزمات على مدار سنوات طويلة، فقد استمرت برصيد مكوناتها وأساتذتها الذين لم يعودوا قادرين على العطاء باللحم الحي.
الدفاع عن الجامعة مسألة واجبة، وخصوصاً اليوم، فهي تعاني أزمة خانقة تهدد استمراريتها، وهي التي صمدت خلال السنوات الماضية وسط صعوبات ومشكلات وحروب، وبقيت ونافست وتفوقت في التصنيفات، وحقها على التربية أن تكون في دائرة الاهتمام، لا أن تكون تحت المقصلة أو يطرح مصيرها على المحك. وقبل أي شيء آخر، يجب ألا تكون الجامعة عرضة لتقييمات قاصرة عن معرفة أوضاعها، فالإصلاح ليس استنسابياً ولا يمكن أن يكون بالقطع أو باستحضار تجارب سابقة وإسقاطها على واقع قائم لتفجيره. الجامعة في حاجة إلى الدعم لتبقى واقفة، ثم طرح ملفاتها، وخصوصاً التفرغ، واستكمال مجلسها بعد الدعوة للترشح وانتخاب وتعيين العمداء واستعادة الصلاحيات ليتمكن مع رئيسها من تولي مهمة وضعها على سكة الإصلاح الفعلي.
المؤسف أن تكون الجامعة في مرتبة متأخرة لدى التربية، فيما تتقدم المطالب التوظيفية والمالية، وهذا قد يمعن في تفكيك بناها ومكوناتها. وهنا مكمن الخطر على مستقبلها.
[email protected]
Twitter: @ihaidar62
0 تعليق