نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مكالمة ترامب-بوتين تؤكد المؤكد لأوكرانيا - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 07:19 صباحاً
ايجي سبورت - خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جزء بسيط من العرض الأميركي-الأوكراني لوقف إطلاق النار. فقد تعهد بالامتناع عن ضرب البنية التحتية للطاقة الأوكرانية على مدى شهر، وردت أوكرانيا بالموافقة على الالتزام نفسه. وجد التعهد صعوبة في الإقلاع.
باب للتصعيد
بعد ساعات قليلة على المكالمة، هاجمت روسيا محطة للطاقة في سلوفيانسك الأوكرانية مما ترك قسماً كبيراً من المدينة بلا كهرباء. كما أبلغت كييف عن هجمات على منطقة سومي ونظام للطاقة يغذي خط سكك حديدية في جنوب البلاد. وقالت السلطات الروسية إن منطقة كراسنودار تعرضت لهجوم بطائرات من دون طيار استهدفت مستودعاً للنفط.
وبرز بعض التمايز في البيانين الصادرين عن الكرملين والبيت الأبيض. تحدثت واشنطن عن التزام بـ "وقف إطلاق النار ضد الطاقة والبنية التحتية"، بينما لفت بيان الكرملين إلى وقف الهجمات ضد "البنية التحتية المرتبطة بالطاقة". بحسب ما يبدو، حصرت موسكو وقف إطلاق النار بالبنى التحتية التي تولد الطاقة، أي أنه لن يشمل البنى التحتية المدنية ككل. هذا ما يفسر هجوم موسكو على مستشفيين في سومي.
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن محادثات ستنطلق بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود تمهيداً لوقف كامل لإطلاق النار واتفاق سلام دائم. وصف ترامب المكالمة الهاتفية التي دامت نحو ساعتين مع نظيره الروسي بأنها "عظيمة" و"منتجة". لم يذكر أن الموافقة الروسية على المقترح الأميركي كانت جزئية. في الوقت نفسه، كان موفده الخاص ستيف ويتكوف راضياً عن التقدم في هاتين النقطتين (وقف إطلاق النار ضد البنية التحتية وفي البحر الأسود) قائلاً إنهما لم تكونا مطروحتين حتى وقت قريب.
وفي تشديد على المطالب الروسية الأساسية القصوى للقبول باتفاق مستدام، أثار بوتين هواجس روسية من إمكانية أن تستغل أوكرانيا وقف إطلاق النار للتسلح مجدداً وتعبئة المزيد من الجنود. وطالب بـ "إنهاء كامل" لـ "الدعم الأجنبي" العسكري والاستخباري لأوكرانيا. وهذا يعني أيضاً أن على ترامب الضغط على حلفائه الأوروبيين ليوقفوا دعمهم لكييف. لكن مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أندري يرماك ذكر عبر "تلغرام" قبل الاتصال أن أوكرانيا "لن تناقش الوضع المحايد أو خفضاً في عديد قواتنا المسلحة".
وما من مطبات فعلية تمنع بوتين من الحفاظ على موقفه المتشدد طالما أن ترامب لا يرى ضرورة لممارسة الضغط على موسكو، وطالما أنه قال سابقاً إنه يجد صعوبة أكبر في التعامل مع أوكرانيا مما هي الحال مع روسيا.
جعله ينتظر؟
ذكرت تقارير أن بوتين جعل ترامب ينتظر نحو ساعة قبل أن يتصل به. قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه من المتوقع أن تحصل المكالمة بين التاسعة والحادية عشرة صباحاً بالتوقيت الشرقي. من جهته، ذكر البيت الأبيض أن الاتصال بدأ عند الساعة العاشرة. لكنه لم يصدر موعداً سابقاً للاتصال. جاء ذلك بعد تقرير لـ "سكاي نيوز" البريطانية ذكر أن بوتين جعل ويتكوف ينتظر ثماني ساعات قبل أن يقابله يوم الخميس الماضي، وهو ما نفاه ويتكوف وترامب.
على أي حال، ليست عادة جعل الضيوف ينتظرون غريبة عن الرئيس الروسي إلى درجة أن شون ووكر طرح في صحيفة "غارديان" سنة 2015 السؤال التالي: "لماذا فلاديمير بوتين متأخر دوماً؟"
جاء ذلك عقب انتظار البابا فرنسيس نحو ساعة قبل أن يقابل بوتين حينها. لفت ووكر إلى أن فترة الانتظار تختلف من شخصية إلى أخرى، لكن مدة ساعة من الانتظار هي في معايير بوتين "إشارة احترام".
ما تأكدت منه أوكرانيا
قد تكون الموافقة على وقف استهداف منشآت الطاقة فكرة روسية في الأساس لأنها تفيد موسكو بالدرجة الأولى. فالطاقة تمثل مورد روسيا الأول لتغذية آلتها الحربية وتشكل حمايتها هدفاً أساسياً للكرملين. وكتب بطل الشطرنج المعارض لبوتين غاري كاسباروف أن هجمات أوكرانيا على المنشآت الروسية للنفط والغاز هي "أضعف نقطة" لروسيا، ولهذا السبب "من الطبيعي" أن يطلب بوتين من ترامب مساعدته على وقفها.
يمكن قول الأمر نفسه عن وقف إطلاق النار في البحر الأسود حيث تمكنت أوكرانيا من إجبار روسيا على سحب أسطولها من شبه جزيرة القرم، بفعل الضربات المتلاحقة لقطعها البحرية البارزة.
وعلى المدى البعيد، لم يستبعد مارك كانسيان وماريا سنيغوفايا من "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" أن يطيل بوتين أمد المحادثات إلى أجل غير مسمى في حين يقدم للإدارة الأميركية شيئاً يمكن تصويره كإنجاز. من ضمن ذلك، ما ذكره البيت الأبيض عن تعاون البلدين لمنع الانتشار والنزاعات في الشرق الأوسط.
بشكل متوقع، سيستغل بوتين كامل مساحة المناورة التي قدمها له ترامب من أجل تصعيد مواقفه. يمكن تخيل غضب الرئيس الأميركي لو بدلاً من بوتين، كان زيلينسكي هو الذي قبل "جزئياً" بالعرض الأميركي لوقف إطلاق النار، قبل أن يتبعه فوراً باستهداف للبنية التحتية الروسية.
بعد الاتصال، تأكدت أوكرانيا مما كان واضحاً منذ فترة طويلة وهو أن سياسات ترامب ستظل تميل باتجاه روسيا حتى إشعار آخر.
0 تعليق