غزة.. صرخة في وجه الصمت العربي! - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة.. صرخة في وجه الصمت العربي! - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 12:15 مساءً

ايجي سبورت - جو 24 :
أ. د. هاني الضمور - 

في كل مرة تشتد المحنة على غزة، تبرز الحقيقة مرة أخرى، عاريةً بلا أقنعة، موجعةً بلا مسكنات: نحن أمة مستضعفة، لكنها ليست ميتة، شعوب مقهورة لكنها ليست عاجزة. غزة اليوم ليست مجرد مدينة، وليست مجرد قضية فلسطينية، إنها اختبار أخلاقي وتاريخي، إنها خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة، وإن لم نستوعب ذلك اليوم، فسنفهمه غدًا، ولكن بعد فوات الأوان.

الصمت العربي.. هل هو قدر محتوم؟

منذ عقود، ونحن نعيش المأساة نفسها: قتل، تهجير، حصار، صمت عربي، استجداء دولي، ثم قمة عربية فاخرة في قاعة فخمة، بكلمات جوفاء لا تطعم جائعًا ولا تحمي طفلاً من صاروخ. لكن السؤال الأهم: هل نحن كشعوب عاجزون كما يراد لنا أن نظن؟ أم أننا فقط لم نكتشف بعد قوة إرادتنا؟

ليست الشعوب العربية مجرد أرقام في نشرات الأخبار، وليست مجرد مشاهدين في مسرح المآسي. حين تتحرك الشعوب، تهتز العروش، وتتغير المعادلات، ويُفرض واقع جديد، لكن متى نصل إلى هذه اللحظة؟ متى ندرك أن فلسطين ليست مجرد نشيد نبكي عليه، بل معركة وجود؟

غزة.. ملحمة لا تنتهي

في كل حرب، يظن العدو أنه اقترب من كسر إرادة غزة، لكنه يُفاجأ بأنها تنهض من تحت الأنقاض، تبني، تقاوم، تعيش رغم كل أدوات الموت. فماذا عنّا؟ متى نتعلم من غزة أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُهزم، حتى وإن خذلها العالم؟

اليوم، يحاول الاحتلال تنفيذ مخطط التهجير القسري، كما فعل في نكبة 1948، وكما فعل في نكسة 1967. ولكن هل سينجح؟ الإجابة ليست بيد المحتل وحده، بل بيدنا نحن. الشعوب التي ترفض الاستسلام، والتي تدرك أن معركة فلسطين هي معركة الجميع، هي التي تستطيع أن تقلب المعادلة.

ماذا يمكن أن نفعل؟

لسنا عاجزين، حتى وإن حاولوا إقناعنا بذلك. كل واحد منا يستطيع أن يكون جزءًا من المقاومة، ولو بكلمة، بموقف، بتوعية، بمقاطعة، بدعم مالي، بفضح جرائم الاحتلال في كل منصة متاحة. القوة ليست فقط في المدافع، بل في الوعي، في الإرادة، في كسر حاجز الخوف، في الإيمان بأن الحق لا يموت، وأن الظلم، مهما طال، لا يدوم.

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ”

التاريخ علمنا أن الطغاة، مهما بلغ جبروتهم، زائلون. من فرعون إلى هتلر، ومن روما إلى الاستعمار، لم يصمد أحد أمام سنن الله في الكون. إسرائيل ليست استثناءً. قد تبدو قوية اليوم، مدعومة بالسلاح والمال، لكنها تحمل بذور زوالها في قلبها، لأنها قامت على الظلم، والظلم لا يدوم.

لكن النصر لا يُهدى لمن ينتظر، بل لمن يسعى. وإيماننا بأن الله غالب على أمره لا يعني أن ننتظر معجزة تهبط من السماء، بل أن نكون نحن المعجزة، أن نتحرك، أن نضغط، أن نوقظ النائمين، أن نعيد الروح إلى جسد أمتنا، أن نؤمن أن فلسطين ليست "قضية فلسطينية” فقط، بل قضية كل حر في هذا العالم.

سلام على غزة الصامدة، سلام على كل مقاوم، وسلام على كل من يرفض أن يكون متفرجًا على مذابح التاريخ. فليكن لكل واحد منا دور، وليكن صوتنا أقوى من صمت القاعات الفاخرة، ولنتذكر دائمًا: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : غزة.. صرخة في وجه الصمت العربي! - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 12:15 مساءً

أخبار ذات صلة

0 تعليق