نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكوميديا في مواجهة التراجيديا: موسم رمضاني يعيد تشكيل الضحك العربي - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 12:18 مساءً
ايجي سبورت - مع كلِّ موسمٍ رمضاني، تدورُ معركةٌ دراميَّةٌ شرسةٌ حيث تفرضُ الأعمالُ الاجتماعيَّة، والتراجيديَّة سطوتها على الشاشات، وتُحكِمُ قبضتها على نِسب المُشاهدة، وتحتلُّ صدارةَ المشهدِ الجماهيري والنقدي، لكنْ يبدو أن رمضان 2025، يحملُ ملامحَ مختلفةً، إذ تعودُ الكوميديا بقوَّةٍ غير معهودةٍ، متسلِّلةً إلى قلبِ السباقِ الرمضاني، ما يثيرُ تساؤلاتٍ حول مدى قدرتها على كسرِ هيمنةِ الدراما الثقيلة، واستعادةِ ألقها في وجدان المُشاهد العربي الذي طالما وجدَ فيها مرآةً ساخرةً، تعكسُ همومَه بلمسةٍ ضاحكةٍ.
إعداد: علي عبدالرحمن
الإنتاج الخليجي يعتلي عرش الكوميديا

في الموسمِ الجاري، تُزيِّن الكوميديا الشاشاتِ العربيَّة بـ 29 مسلسلاً، وهو رقمٌ، يعكسُ تزايدَ الاهتمامِ بهذا اللونِ الفنِّي بما يواكبُ التحوُّلاتِ في أذواقِ الجمهور، وسلوكيَّاتِ المُشاهدة حالياً، لكنْ المفاجأةُ الكبرى، تكمنُ في اعتلاءِ الإنتاجِ الخليجي عرشَ الكوميديا للمرَّة الأولى متجاوزاً نظيره المصري الذي كان، لفترةٍ طويلةٍ، رائداً في هذا المجال! فبينما يضمُّ الموسمُ ثمانيةَ أعمالٍ مصريَّةً فقط، تأتي الغالبيَّةُ العظمى من الإنتاجاتِ الخليجيَّة التي استطاعت خلال الأعوامِ الأخيرة صياغةَ معادلةٍ كوميديَّةٍ، تتماهى مع طبيعةِ مجتمعاتها، وتخاطبُ جمهوراً واسعاً داخل المنطقةِ وخارجها.
هذا الصعودُ الخليجي، لم يكن وليدَ المصادفةِ، بل نتاجَ عواملَ عدة، أبرزها التنوُّعُ الأسلوبي في تقديمِ الكوميديا، إذ لم تقتصر فقط على القوالبِ التقليديَّة، بل وامتدَّت أيضاً لتشملَ الكوميديا العائليَّة، والكوميديا السوداء، والسخريةَ النقديَّة التي تلتقطُ تفاصيلَ الحياةِ اليوميَّة بذكاءٍ، وتعيدُ تقديمها في سياقاتٍ مرحةٍ، تحملُ رسائلَ ضمنيَّةً عميقةً. كذلك لعبت منصَّاتُ العرضِ الرقميَّة دوراً جوهرياً في الترويجِ لهذه الأعمال، فوسَّعت من نطاقِ انتشارها، وأتاحت لها جمهوراً جديداً خارجَ حدودِ البثِّ التلفزيوني التقليدي، ما منحها فرصةً ذهبيَّةً لمنافسةِ الدراما الثقيلة على الساحةِ الرمضانيَّة.
جابر نغموش: الكوميديا كذاكرة للشعوب
«الكوميديا، ليست مجرَّدَ أداةٍ للترفيه، إنها ذاكرةٌ، توثِّقُ تفاصيلَ الحياةِ اليوميَّة للناس». بهذه الكلماتِ، اختصرَ الفنَّانُ الإماراتي جابر نغموش رؤيتَه العميقةَ لدورِ الكوميديا في المشهدِ الدرامي العربي، فهي ليست لحظاتِ ضحكٍ عابرةً، وإنما وسيلةٌ فنيَّةٌ قادرةٌ على تخليدِ نبضِ المجتمع وتحوُّلاته.
ويرى نغموش، أن الكوميديا الخليجيَّة، لم تعد تعتمدُ على إسقاطاتٍ ساخرةٍ، أو مشاهدَ هزليَّةٍ، بل غدت مرآةً، تنعكسُ فيها تناقضاتُ الحياةِ اليوميَّة، إذ تلتقطُ روحَ المكانِ والزمان، وتعيدُ صياغةَ الواقعِ بتراكيبَ فكاهيَّةٍ، تحملُ في جوهرها نقداً اجتماعياً دقيقاً، لا تستطيع الدراما التقليديَّة مجاراته. يقولُ: «نحن في الخليج، استخدمنا الكوميديا لكسرِ الرتابةِ، وإعادةِ تشكيلِ العلاقةِ بين المُشاهد وشاشةِ التلفاز، فالضحكُ أحياناً، يكون الطريقةَ الوحيدةَ لفهمِ الواقع، والمفارقةُ الساخرة، تتيحُ للجمهورِ النظرَ إلى أزماته بمنظورٍ أكثر بساطةً، وتساعده في تجاوزِ صعوبةِ الحياة بلمسةٍ من الطرافة التي تُخلِّصه من ثقلِ الهموم».
ومن وجهةِ نظره «الكوميديا، ليست انعكاساً فقط لما هو قائمٌ، إنها أيضاً إعادةُ صياغةٍ للإنسان العربي بأسلوبٍ غير مباشرٍ، فهي تكشفُ عيوبَه، وتُبرِزُ تناقضاته، لكنَّها تمنحُه في الوقتِ نفسه نافذةَ أملٍ وسطَ زحامِ المشكلاتِ اليوميَّة، لتؤكِّدَ أن الضحكَ في جوهره، ليس إنكاراً للواقع، بل شكلٌ آخرُ لفهمه وتقبُّله».
عبدالله السدحان: الضحك كأداة للتغيير
يؤمنُ الفنَّانُ السعودي عبدالله السدحان بأن الكوميديا، تمتلكُ قوَّةً تغييريَّةً هائلةً متى ما قُدِّمت بذكاءٍ، ودون ابتذالٍ، كاشفاً عن أن الناسَ، تعتقدُ أن الكوميديا مجرَّدُ وسيلةٍ للهروبِ من الضغوط، لكنَّها في الحقيقةِ أقوى وسيلةٍ لمواجهتها، فالضحكُ في جوهره، ليس استسلاماً بقدرِ ما هو شكلٌ ناعمٌ من المقاومة، وأداةٌ تحرِّضُ على التفكيرِ والتأمُّل، وتفتحُ أفقاً جديداً لرؤيةِ الواقع.
ويرى السدحان، أن المُشاهد العربي، خاصَّةً في منطقةِ الخليج، أصبح أكثر وعياً وانتقائيَّةً فيما يتعلَّقُ بالمحتوى الكوميدي، فلم يعد يرضى بكوميديا مجانيَّةٍ، تقومُ على التهريج، بل يبحثُ عن أعمالٍ، تحملُ رسالةً حتى وإن كانت مغلَّفةً بالسخرية، مؤكِّداً أن الذكاءَ في صناعةِ الكوميديا، يكمنُ في قدرتها على قولِ الحقيقة بأسلوبٍ، يجعلها أكثر تقبُّلاً، فالضحكُ، ليس وسيلةً للإنكار، وإنما أسلوبٌ مبتكرٌ لطرحِ الأسئلةِ الصعبة.
ويشيرُ إلى أن الكوميديا السعوديَّة، قطعت أشواطاً واسعةً، وانتقلت من كونها مجرَّد مشاهدَ ساخرةٍ إلى أعمالٍ، تحملُ بُعداً اجتماعياً، يتناولُ قضايا معقَّدةً مثل البطالةِ، والعلاقاتِ الأسريَّة، وتغيُّر الهويَّة الثقافيَّة، ما جعلها تقتربُ أكثر من واقعِ المُشاهد، كما أن المسلسلاتِ الكوميديَّة اليوم أشبه بمرآةٍ، نضعها أمامَ المجتمع، لكنَّها مرآةٌ، تجعلُ الناس تضحكُ بدلاً من الخوفِ مما تراه.
ما رأيك بالاطلاع على مُبدعو وفنانو الوطن العربي حملوا رسالة البهجة للجميع على مدار سنوات
محمد هنيدي: الكوميديا هي الفلسفة الشعبية

يرى الفنَّانُ المصري محمد هنيدي، أن الكوميديا ليست أداةً للترفيه، بل هي «فلسفةُ الشارع»، إذ تستمدُّ قوَّتها من نبضِ الحياةِ اليوميَّة، وتعكسُ تحوُّلاتِ المجتمع من خلال نكتةٍ ساخرةٍ، أو مشهدٍ خفيفِ الظلِّ، لكنَّه بالغُ العمق.
يقولُ هنيدي: «الناسُ قد تنسى خطبةً سياسيَّةً مطوَّلةً، أو مشهداً درامياً ثقيلاً، لكنَّها لا تنسى جملةً ساخرةً، لخَّصت واقعها في لحظةٍ».
إن جوهرَ الكوميديا، كما يؤكِّد الفنَّان، يكمنُ في قدرتها على التكيُّف مع الأوضاعِ المتغيِّرة، فهي ليست قالباً جامداً، وإنما كائنٌ حي، يتطوَّرُ وفق احتياجاتِ الناس، ما جعلها تتحوَّلُ من كوميديا الموقفِ التقليديَّة إلى شكلٍ أكثر نضجاً، يمزجُ بين الفكاهةِ، والنقدِ اللاذع حتى باتت وسيلةً للتنفيسِ عن الإحباطاتِ الاجتماعيَّة، «فحين يصبح الواقعُ أكثر تعقيداً، لا تجد الناسُ مهرباً سوى الضحك، لا للهروب، بل لفهمِ ما يجري حولها بلغةٍ أكثر تلقائيَّةً».
ويوضحُ هنيدي، أن أهميَّة الكوميديا، تكمنُ في بساطتها، وقدرتها على الوصولِ إلى كلِّ الطبقاتِ، فهي الفنُّ الوحيدُ الذي يجعل الجميع، من مختلفِ الخلفيَّات والشرائح الاجتماعيَّة، يتشاركون الضحكَ ذاته.
ويضيفُ أن الكوميديا، تُقرِّبُ المسافاتِ بين الناس، لأنها في جوهرها قائمةٌ على كشفِ التناقضات، وتلك التناقضاتُ، هي القاسمُ المشتركُ بين الجميع، والكوميديا ليست فقط وسيلةً للهروبِ من الواقع، بل ولإعادةِ تقديمه أيضاً في صورةٍ، تجعلُ الحياةَ أكثر احتمالاً، وتحوِّلُ الألمَ إلى ابتسامةٍ، ولو للحظاتٍ.
منة عبيد: الكوميديا الخليجية تعيد تعريف الضحك الرمضاني
تؤكِّد منة عبيد، الناقدةُ الفنيَّة، أن دراما رمضان 2025، تمثِّلُ نقطةَ تحوُّلٍ في المشهدِ الكوميدي العربي حيث لم تعد الهيمنةُ المُطلَقةُ للمسلسلاتِ المصريَّة، كما كان الحالُ طوال عقودٍ، بل برزت الدراما الخليجيَّة بوصفها قوَّةً جديدةً، أعادت تعريفَ الكوميديا التلفزيونيَّة، وتجاوزت النمطَ التقليدي الذي اعتادت عليه الجماهير.
وعلى الرغمِ من تاريخها العريقِ إلا أن الكوميديا المصريَّة، من وجهةِ نظرها، أصبحت تميلُ في الأعوامِ الأخيرةِ إلى الاتِّكاءِ على «الإفِّيهات» اللفظيَّة بدلاً من بناءِ مواقفَ كوميديَّةٍ متماسكةٍ، ما أفقدها عنصرَ المفاجأةِ والعمق. في المقابل، استطاعت الكوميديا الخليجيَّة أن تُقدِّم تنوُّعاً أكبر حيث لجأت إلى الكوميديا السوداء، والكوميديا الاجتماعيَّةِ العائليَّة، والتجاربِ التي تمزجُ بين النقدِ اللاذعِ، والفكاهةِ الهادئة، وهو ما جعلها أقربَ إلى المتلقي العربي بمختلفِ فئاته.
وتشيرُ عبيد إلى أن هذا التحوُّلَ، لم يكن وليدَ الصدفةِ، بل جاء نتيجةَ رؤيةٍ إنتاجيَّةٍ مختلفةٍ، استثمرت في نصوصٍ قويَّةٍ، وأداءٍ تمثيلي متَّزنٍ، بعيداً عن المُبالغاتِ التقليديَّة، كما لعبت منصَّاتُ العرضِ الرقميَّة دوراً مهماً في تعريفِ الجمهورِ العربي بمواهبَ خليجيَّةٍ كوميديَّةٍ جديدةٍ، تُقدِّم محتوى أكثر ارتباطاً بالواقع، وأقلَّ استهلاكاً للنمطيَّة.
وتقولُ: «ما يُميِّز الكوميديا الخليجيَّة اليوم، أنها لا تحصرُ نفسها في قالبٍ معيَّنٍ، بل تتعاملُ مع الضحكِ بوصفه وسيلةً لنقلِ قصصٍ واقعيَّةٍ، وهو ما منحها القدرةَ على التنافسِ بقوَّةٍ أمامَ الدراما الاجتماعيَّة والتراجيديَّة التي اعتادت على أن تسيطرَ على الموسمِ الرمضاني". مضيفةً: "هذه الطفرةُ، تعني أن المُشاهدَ العربي، لم يعد يكتفي بالكوميديا السهلة، وإنما يبحثُ عن أعمالٍ أكثر نضجاً، وهو ما يفرضُ على الكوميديا المصريَّة مراجعةَ ذاتها إذا ما أرادت استعادةَ ريادتها».
أسماء علاء الدين: الكوميديا كعلاج نفسي جماعي
وعلى النهجِ ذاته، تُشدِّد أسماء علاء الدين، الاختصاصيَّةُ النفسيَّة، على أن الكوميديا، ليست مجرَّد تسليةٍ فقط. إنها آليَّةٌ معقَّدةٌ للعلاجِ النفسي الجماعي، إذ تساعدُ المجتمعاتِ على مواجهةِ أزماتها بطريقةٍ غير مباشرةٍ. تقولُ عن ذلك: «الضحكُ، من منظورٍ نفسي، ليس استجابةً عفويَّةً فحسب، فهو أيضاً آليَّةٌ دفاعيَّةٌ، يستخدمها الإنسانُ لمواجهةِ القلقِ والتوتُّر حيث يعملُ على تفريغِ المشاعرِ السلبيَّة، وإعادةِ التوازنِ النفسي في أوقاتِ الأزمات».
وتضيفُ: «الكوميديا، خاصَّةً تلك التي تتناولُ القضايا الاجتماعيَّة والسياسيَّة، تُسهم في تعزيزِ الوعي العامِّ، لأن السخريةَ الذكيَّة، تُفكِّك الخطاباتِ الرسميَّة، وتكشفُ زيفَ الشعاراتِ الجوفاء، ما يجعلها أداةَ مقاومةٍ بقدرِ ما هي وسيلةٌ للترفيه. عندما يضحك المُشاهِد على واقعه، هو هنا لا يستهين به، بل يتجاوزه نفسياً، ما يمنحه قدرةً أكبر على التأقلمِ والمواجهة، كما أن قوَّةَ الكوميديا، تكمنُ في أنها لا تفرضُ على المُشاهِد منظوراً معيناً، بل تترك له مساحةً للتأويلِ، والبحثِ عن المعنى الخفي وراءَ الضحك، ما يجعلها أداةَ حوارٍ نفسي واجتماعي، تُعيد تشكيلَ وعي الجماهيرِ بطريقةٍ سلسةٍ، لكنَّها عميقةُ التأثير».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الكوميديا في مواجهة التراجيديا: موسم رمضاني يعيد تشكيل الضحك العربي - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 12:18 مساءً
0 تعليق