"إِلى جيلٍ فَجيلٍ أُعلِنُ حَقَّكَ بِفَمي" - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إِلى جيلٍ فَجيلٍ أُعلِنُ حَقَّكَ بِفَمي" - ايجي سبورت, اليوم الخميس 20 مارس 2025 01:40 مساءً

ايجي سبورت - الاب ايلي قنبر 

 

 

1."وكان يُخاطِبُهم بالكلمة".
قد يُقال لك إن كلامك جميل، أو ما أقبح كلامك. 
وقد تكون كلمتك بنّاءة أو هدّامة.
كما قد تكون كلمتنا سَبَبًا لإنقاذ شخصٍ أو للتخريب عليه.
"كلمة حقٍّ تُقال فيك"، فتُحيِيك وتُنمِّيك وترتقي بك، أو تفضح سوءًا لدَيك تجنيبًا للناس شرًّا يتربّص بهم.
يُفيدُنا مَرقُس البشير أنّ يسوع "كان يُخاطبُهم (الجُموع) بالكلمة".  
الكلمة عنصر يُعبِّر عن الذات الإنسانيّة، عن ذات المُتكلِّم(ة) لأنّها من بُنات فكره. وهي أسمى تعبير وِصاليّ بين الناس. هي جسرُ عُبورٍ من ذاتٍ إلى أُخرى، تُحقِّق القُربى بينهما وحُسن جِوار ومدَيات وُسْع السموات. والكلمة السَواء تَخلُق مُناخًا سلاميًّا في العلائق وتُتيح بناء عالمٍ يليق بالإنسان وبكلِّ ما له صلة به. 
قال يسوع يومًا إنّ"الكلامَ الذي كَلّمتُكُم بِه هوَ رُوحٌ وحياةٌ"(يوحنّا 6: 63)، حُلْوٌ وعذبٌ لأنّه صادِر عن إنسانٍ "وديع ومتواضِع القلب"(متّى 11: 29). وبِذا تكون كلمةُ يسوع إليَّ "مِصباحٌ لِخُطايَ ونورٌ لِسَبيلي"(مزمور 119). ويُضيف الناصِريّ: "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نجعلُ مُقامَنا" (يو 14: 23) كما سبَق القَول.

2. كلمةُ حيَّةٌ... ولكنَّها خارِقة
الكلمةُ حياةٌ لِقائليها كما لِسامعيها. هذا إذا كانت مُنطَلقاتها حسنَةً وخلاَّقة. إذا كانت كلمة البشَر حيّة وفعّالة، فكيف بكلمة الله؟!
جاء في الرسالة إلى العِبرانيِّين[  عب 4: 12.]: "إنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ".
نعم، كلمة الله "حيَّة وفاعلة"، ولنا شاهدٌ على ذلك. قال يسوع: "لِكَي تَعلَموا أَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ لَهُ سُلطانٌ عَلى ٱلأَرضِ أَن يَغفِرَ ٱلخَطايا، قالَ لِلمُخَلَّع: لَكَ أَقولُ: قُمِ ٱحمِل فِراشَكَ وَٱذهَب إِلى بَيتِكَ". لا بل هي "أَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ". ومَن يتلفَّظ بها يكون صاحب سُلطان فَورِيّ "هنا والآن". وهي "َخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ": "للِوَقتِ عَلِمَ يَسوعُ بِروحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرونَ هَكذا في أَنفُسِهِم [ في أنّه يُجدِّف إذ قال للمُخلَّع مغفورة لك خطاياك]، فَقالَ لَهُم: *لِماذا تُفَكِّرونَ بِهَذا في قُلوبِكُم*؟" 

جدِّف "قَومٌ مِنَ ٱلكَتَبَةِ"  ومن الفرِّيسيِّين والصدّوقيِّين عارفي الشريعة وعُلمائها مِرارًا وتكرارًا لأنّهم يُسيئون - منذ قديم الأزمان - إلى "صورة الله" في كلِّ مَن يَحتقرون ويَنبذون ويضطهدون ويُجرِمون بحقِّه بالتميِيز والأپارتْهَايد والتطهير العِرقيّ والإبادة الجَماعيّة(بالقصف والتجويع والتسميم ... إلخ). لقد فعلها اليهود عندما اقتحموا مناطق آهِلة قبل أكثر من ثلاثة ألاف سنة وهجّروا أهلها بعدما نكَّلوا واغتصبوا وسرقوا وارتكبوا المَعصيات. ولم يتّعظوا إذ يُكرِّرون فِعلتهم الشنيعة والمتوحِّشة اليوم أيضًا في أكثر من مطرح في الأرض، دون وازِعٍ أو رادع.

صرخوا قبل الفَي سنة: "دمُه علينا وعلى أولادنا" (متّى 27: 25) وقتلوا صِدِّيقًا، ويتابعون اليوم أيضًا قتل الأبرياء دون أن يرِف لهُم جَفن.
3. "... أُعلِن حقّك"لأنّ "الحقَّ يَعلُو ولا يُعلَى عليه"، يَصدَح المؤمن(ة) بالله وبالإنسان: "إِلى جيلٍ فَجيلٍ أُعلِنُ حَقَّكَ بِفَمي"(مزمور 89: 1). اللهَ هو "الحقّ"، وكلمتَه هيَ "الحقّ". لِذا صلَّى يسوعُ إلى الآب، قال:"قدِّسهُم في الحقّ لأنَّ كلمتَك هيَ الحقّ" (يو 17: 17). "في البَدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله"... يعيش الواحد منهما مع الآخَر ولهُ.و"في البَدء كان الوُجود، ولكنّ الوُجود (لا يكون بِلا) كائنات أو دون شيءٍ ما. "في البدء كان الفِعل، ولكنّ الفِعل لا يمكن أن يتمّ دون فاعل، دون أنا أو أنت يلتقي به".التغيُّر الدائم "في البدء كان اللِّقاء، فأنت بجانبي"[  MORENO, Psychothérapie de groupe,et Psychodrame, P.U.F., 1965,p 128]... هذا ما يُفَسِّره قول مَرقُس:"وَسُمِعَ أَنَّ(يسوع) في بَيت. فَفي ٱلحالِ ٱجتَمَعَ خَلقٌ كَثيرٌ، بِحَيثُ لَم يَبقَ مَوضِعٌ يَسَعُ وَلا عِندَ ٱلباب".لِقُرونٍ خلَت، تمتّع المجتمع بفترة استقرارٍ طويلة على أكثر من صعيد. وفي نهاية النصف الأوّل للقرن العشرين تمّ إصدار الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان ومُلحقاته من اتِّفاقيّات دُوَليّة وإعلان حقوق المرأة وحقوق الطفل وغيرها. واعتقد البشر أنّ سيادة العدل والقانون ستَعُمّ وينقل الناس إلى مستوى من الرُقِيّ لا سابق له. وما لبثَ الاستقرار المزعوم أن ولَّى هاربًا، بعد أن طارَده بقوّةٍ ووَحشيّة، مؤخَّرًا، التغيُّر الذي لا يتوقّف. وزاد الطِّين بلَّة دُخول الرَقْمَنة بِلَا استِئذان من الباب العريض، مُعرِّضةً حياة البشر لتقلُّباتٍ لا تُحصى، مُرهِقة للناس، حتّى لا يكادوا يتنفَّسون الصُعداء. وصار الحقّ بيَد القويّ  الجاهل الغاشِم، "الحُجَّة هي الأفضل"[  La raison du plus fort est toujiurs la meilleure  ].

واستسلمت أعدادٌ لا تُحصى من الناس، مُسلِّمةً رقابها للوحوش القتلَة. وصارت القوَة الغاشمة سيّدة الساحات، وصِرنا بحاجةٍ إلى ديوجين جديد يبحث لنا عن إنسان يعرف ذاته ويتعرَّف إلى الآخَر ليَعيشا بسلامٍ، "إلى الربِّ نطلُب"؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق