ايجي سبورت - أثار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية، وسط مخاوف من تأثير هذه الخطوة على جهود المصالحة مع الأكراد.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه تركيا مساعي لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني، وهو نزاع خلف أكثر من 40 ألف قتيل وألقى بظلاله على التنمية في جنوب شرق البلاد.

اعتقال إمام أوغلو

ويخشى مراقبون أنفي تركيا يؤدي توقيف أوغلو إلى مزيد من التوتر السياسي، كون أوغلو أحد أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس رجب طيب أردوغان.

كما يُنظر إليه كشريك في التحالفات التي أتاحت لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، الداعم للأكراد، تعزيز حضوره السياسي في البلاد.

مخاوف كردية في احتفالات النوروز

في مدينة ديار بكر، حيث احتفل الأكراد بعيد النوروز، بدا واضحاً أن التطورات الأخيرة ألقت بظلالها على الحدث. فقد تجمعت حشود كبيرة، وردد بعضهم هتافات داعمة لعبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، فيما عبر آخرون عن قلقهم من اعتقال إمام أوغلو.

وكان أوجلان قد دعا الشهر الماضي إلى حل حزب العمال الكردستاني وإنهاء النزاع المسلح مع الدولة التركية، في خطوة رآها البعض تحولاً مهماً في مسار القضية الكردية. غير أن اعتقال إمام أوغلو وما تبعه من احتجاجات أثار تساؤلات حول مستقبل هذه العملية.

اتهامات  لـ أوغلو بدعم العمال الكردستاني

تتهم السلطات التركية إمام أوغلو بدعم حزب العمال الكردستاني عبر تحالفه الانتخابي مع حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان.

ورغم أن الحزب لعب دوراً في تسهيل دعوة أوجلان لوقف القتال، فإنه يظل موضع انتقاد دائم من حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وبحسب وسائل إعلام، حذر محمد زكي إرميز، النائب عن حزب المساواة والديمقراطية في منطقة شرناق، من أن مثل هذه التطورات قد تؤثر سلباً على مسار المصالحة، قائلاً: “هذه الخطوات لا تخدم الديمقراطية والسلام، بل تضعف صورة تركيا على المستوى الدولي”.

ردود فعل متباينة

على الجانب الآخر، يرى مسؤولون في حزب العدالة والتنمية أن التحقيق مع إمام أوغلو لا علاقة له بالمصالحة. وقال عمر إيلر، رئيس فرع الحزب في ديار بكر: “لن يؤثر هذا الملف على جهود السلام، ولا يجب أن يُستخدم ذريعة لإفساد أجواء التفاهم القائمة”.

أما الرئيس أردوغان، فقد اتهم حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه والي إسطنبول، بمحاولة تضليل الرأي العام عبر “مسرحيات سياسية”، دون تقديم تفاصيل إضافية.

بدوره، اقترح دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، عقد مؤتمر في مايو المقبل لحل حزب العمال الكردستاني نهائياً، ما يعكس توجهاً للضغط على الجماعة المسلحة لإنهاء وجودها.

تصعيد قانوني بعد اعتقال إمام أوغلو

في تطور آخر، أقالت السلطات التركية نقيب محامي إسطنبول وأعضاء مجلس النقابة بعد ملاحقتهم بتهم تتعلق بـ”الدعاية الإرهابية” و”نشر معلومات مضللة”، وذلك إثر مطالبتهم بتحقيق في مقتل صحافيين كرديين نهاية العام الماضي في غارة جوية تركية على شمال سوريا.

اعتقال إمام أوغلو ومستقبل المصالحة الكردية في تركيا

يأتي اعتقال إمام أوغلو في مرحلة حساسة من المشهد السياسي التركي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل المصالحة مع الأكراد.

وبينما تصر الحكومة على أن القضية قانونية ولا علاقة لها بعملية السلام، يرى معارضون أن الخطوة قد تؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة، وإعادة البلاد إلى أجواء التوتر السياسي والأمني.

اقرأ أيضا

احتجاجات تركيا.. هل يهدد اعتقال إمام أوغلو استقرار نظام أردوغان؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط