ايجي سبورت - تنتشر العديد من الخرافات والأساطير في جميع أنحاء العالم، توارثتها الأجيال حتى صارت حكايات شعبية يرددها الغالبية، وربما يعتقد البعض أنها حقيقة. بعض هذه القصص تتميز بقدرتها الفريدة على تجسيد القيم الإنسانية المشتركة، مثل الحب والشجاعة والذكاء، بطريقة ساحرة تربط بين قلوب الناس من مختلف الثقافات.

عندما نقرأ هذه الحكايات، أو نتشاركها مع الآخرين، فإننا نفتح أبوابا لمغامرة شيقة، لأنها تحمل في طياتها الكثير من الدهشة والإثارة. لذلك، يأتي أسبوع الحكايات والأساطير الشعبية العالمي، الذي يتم الاحتفال به في الفترة من 16 إلى 22 مارس كل عام، ليؤكد على تقدير عالم هذه القصص الساحر، حتى لو كانت مجرد خرافات.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أشهر أساطير، وخرافات، أو معتقدات شعبية، تم جمعها من مختلف أنحاء العالم، لتكون بمثابة نافذة نطل من خلالها على تنوع الثقافات وتراثها الغني.

أشهر الخرافات في العالم

في كل مكان حول العالم، توجد خرافة أو أكثر تتناقلها الأجيال، تحمل في طياتها قصة غريبة أو مثيرة. في السطور التالية، نستعرض معكم أغرب الخرافات والأساطير في العالم.

خرافة نافورة تريفي

في روما، توجد نافورة تريفي، تلك التحفة الفنية التي يعود تاريخها إلى ثلاثينيات القرن الثامن عشر، والتي تعتبر واحدة من أشهر النوافير في العالم.

تتداول الأجيال في روما خرافة تقول إن إلقاء عملة معدنية في هذه النافورة يضمن للمرء العودة إلى المدينة الخالدة في يوم من الأيام. هذه الخرافة، التي تجذب السياح من كل حدب وصوب، جعلت نافورة تريفي تحتل مكانة مميزة في قائمة أشهر الخرافات والأساطير في العالم.

وحش بحيرة لوخ نيس

في صيف عام 1933، تصدرت قصة غريبة عناوين الصحف الاسكتلندية. جورج سبايسر، شاهد عيان، زعم أنه رأى مخلوقا ضخما في بحيرة لوخ نيس، مخلوقا أُطلق عليه فيما بعد اسم "نيسي".

وصف سبايسر المخلوق بأنه ذو عنق طويل، وجسم ضخم، يظهر منه حدبات فوق سطح الماء. هذه الأوصاف أصبحت جزءا من الفولكلور الاسكتلندي، لكن العلماء يميلون إلى تفسير هذه المشاهدات بأنها إما خدع، أو أخطاء في التعرف على أجسام عادية في البحيرة.

حجر بلارني

في أيرلندا، يقف حجر بلارني، الذي يحمل قصة فريدة. يقال إن من يقبل هذا الحجر يحصل على فصاحة اللسان وبلاغة الحديث. هذه الأسطورة تجذب الزوار من كل أنحاء العالم، الذين يسعون إلى الحصول على هذه الموهبة.

حصان طروادة

حصان طروادة، ذلك الحصان الخشبي العملاق، يمثل واحدة من أشهر الحيل الحربية في التاريخ. وردت قصته في ملحمة "الأوديسة" لهوميروس، حيث استخدمه اليونانيون لدخول مدينة طروادة المحصنة. اختبأ الجنود داخل الحصان، وتمكنوا من فتح أبواب المدينة من الداخل، مما أدى إلى سقوطها.

طقوس الخشب المبارك

تتعدد الروايات حول أصل عادة "الطرق على الخشب" التي تنتشر بين ثقافات مختلفة. يرجح البعض أن جذورها تعود إلى معتقدات شعوب الهند وأوروبا القديمة، أو السلتيك، الذين كانوا يؤمنون بأن الأشجار مأوى للأرواح، سواء الخيرة أو الشريرة.

كانوا يعتقدون أن الطرق على جذع الشجرة يستدعي الأرواح الخيرة للحماية، أو يطرد الأرواح الشريرة.

ينبوع الشباب

من بين الأساطير التي تناقلتها الأجيال، تبرز قصة "ينبوع الشباب"، الذي تردد أنه يمنح من يشرب منه شبابا دائما. وفقا للأسطورة، كان المستكشف الإسباني بونسي دي ليون، يؤمن بوجود هذا الينبوع السحري في منطقة سانت أوغسطين بولاية فلوريدا الأمريكية، وقاد حملة استكشافية واسعة للبحث عنه، لكنه لم يعثر عليه أبدا.

ملحمة رومولوس وريموس

تعد أسطورة رومولوس وريموس من القصص المنتشرة في روما، وهي قصة تناقلتها الأجيال، وحافظت على مكانتها في الذاكرة الجمعية. وفقا لهذه الأسطورة، ولد التوأمان في عام 770 قبل الميلاد، وتم التخلي عنهما وإلقاؤهما في نهر التيبر. شاءت الأقدار أن تعثر عليهما أنثى ذئب، قامت برعايتهما وإرضاعهما حتى عثر عليهما راع وتبناهما.

عندما بلغا سن الرشد، قرر التوأمان تأسيس مدينة في المكان الذي وجدتهما فيه الذئبة. لكنهما اختلفا حول الموقع المحدد، مما أدى إلى نزاع حاد انتهى بمقتل ريموس على يد رومولوس. ومن هنا، ولدت مدينة روما، التي حملت اسم مؤسسها.

بول بونيان

تعد أسطورة بول بونيان من أشهر الأساطير الشعبية في كندا والولايات المتحدة. هذه الأسطورة، التي انتشرت في القرن التاسع عشر، ظهرت للمرة الأولى في صحيفة دولوث نيوز تريبيون في مينيسوتا عام 1904.

يقال إن بول بونيان هو عملاق قوي، قام بتشكيل العديد من المعالم الطبيعية في أمريكا الشمالية، مثل جراند كانيون في أريزونا، وبوجيه ساوند في سياتل، والتلال السوداء في ساوث داكوتا ووايومنغ.

أطلانتس

في كتابات الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون، تظهر قصة مدينة أطلانتس كحضارة عظيمة. كانت أطلانتس مدينة فاضلة، تتمتع بقوة بحرية هائلة، ولكنها، وفقا للأسطورة، دمرت بفعل كارثة طبيعية مدمرة. يعتقد المؤرخون أن أفلاطون استوحى قصة أطلانتس من عدة مدن يونانية قديمة، مما يضيف إلى غموض هذه الأسطورة.

خرافة الشقوق

في الفولكلور الأفريقي والأوروبي، تنتشر خرافة تحذر من الدوس على الشقوق، سواء كانت في الأرصفة أو الأرض أو أي مكان آخر. يعتقد أن هذه الشقوق هي بوابات إلى عوالم الأرواح، وأن الدوس عليها قد يجلب الحظ السيئ، أو يؤذي أحد أفراد العائلة.

جسر راما

في الملحمة الهندوسية الشهيرة، الرامايانا، تظهر قصة جسر راما، التي تزعم أن رجلا يدعى راما وإخوته بنوه بمساعدة الدببة والقرود لإنقاذ زوجته سيتا من مملكة الشياطين في جزيرة لانكا. جاء ذلك بعد أن كشف العلماء عن وجود سلسلة من الشعاب الجيرية تمتد بين الهند وسريلانكا، والتي قد تكون بقايا جسر طبيعي غمرته المياه في العصر الجليدي الأخير.

أسطورة صخرة أولورو الأسترالية

ينسب السكان الأصليون لأستراليا صخرة أولورو، ذلك التكوين الصخري الرملي المهيب الذي يعود عمره إلى 600 مليون عام، إلى كائن أسطوري اسمه ألينجا.

كان ألينجا يتجول في الأرض قبل زمن طويل، وكان يتمتع بمهارة فائقة في استخدام البوميرانج. كان سلاحه هذا يعود إليه دائما، إلا في يوم مشؤوم، حيث وجده عالقا في الأرض، وعجز عن إخراجه. مع مرور الزمن، وتحت تأثير العواصف الرملية، تحول البوميرانج إلى صخرة أولورو.

إخفاء الإبهام في المقابر

في اليابان، يسود اعتقاد غريب بين الناس، حيث يقومون بإخفاء إبهامهم عند زيارة المقابر. يعود ذلك إلى أن الكلمة اليابانية للإبهام تحمل معنى "إصبع الوالدين"، وبالتالي، فإن إخفاء الإبهام يهدف إلى حماية الوالدين من الموت.