الجزائر - باريس... توتّر مستمر وعلاقات معقّدة - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجزائر - باريس... توتّر مستمر وعلاقات معقّدة - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 06:36 مساءً

ايجي سبورت - لا تكاد العلاقات الجزائرية الفرنسية تهدأ حتى تتوتّر من جديد، إجراءات من هذا الجانب ورد فعل من الجانب الآخر، والمستقبل يبدو أكثر نفوراً، فبعد أقل من أسبوع من تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن رغبته في "تسوية الوضع مع الجزائر لاستعادة الثقة"، أرسلت الحكومة الفرنسية قائمة لجزائريين قالت إنهم "خطيرون" وترغب في إبعادهم عن التراب الفرنسي، غير أن الجزائر رفضت الإجراء "شكلاً ومضموناً".

 

يخرج عميد مسجد باريس ليؤكد رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الحديث إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لتجاوز التوترات وإعادة العلاقات بين البلدين إلى الهدوء. ويقول وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو إنّ بلاده "تتمسك بعلاقتها مع الجزائر".

 

يقابل ذلك تصعيد يقوده وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو الذي يدعو إلى "رد متدرج" على الجزائر التي "لا تريد فرنسا حرباً معها"، وندية جزائرية التي وصلت إلى حد الحديث عن ملفات كانت إلى وقت قريب في خانة "السري للغاية" في العلاقات بين البلدين.

 

وفي هذا الإطار، يتحدث المحلل السياسي عبد الحكيم بوغرارة، لـ"النهار"، عن ملف العقارات المستغلة من قبل فرنسا على الأراضي الجزائرية، وهو الملف الذي تناولته وكالة الأنباء الجزائرية الأسبوع الماضي بكثير من التفصيل. ويؤكد أن "هذا الملف وإن بدا محرجاً للجزائر، إلا أن الهدف هو تبيان استعداد السلطات الجزائرية لمناقشة جميع الملفات وأوراق الضغط التي قد تستخدمها باريس في هذه الأزمة".

 

ويوضح بوغرارة أن "بعض الدوائر الوزارية الفرنسية، ومنها روتايو، يستعملون ملف التأشيرات الديبلوماسية كنوع من الضغط لا غير". وبالتالي، فإن حديث وزير الداخلية الفرنسي عن التصعيد بعد رفض الجزائر قائمة مواطنيها المبعدين من فرنسا "غير مبرر"، خاصة أن "تبريرات الجزائر لرفضها مقنعة".

 

ويقول بوغرارة إن "الجزائر نبهت باريس أن عمليات الترحيل الجماعي ليست قانونية حسب مبادئ القضاء، وفقاً لما تقتضيه الاتفاقيات المبرمة بين البلدين"، لافتاً إلى أن "ما تقوم به فرنسا يمكن قراءته من أبعاد عدة، مرتكزها الأساس اليمين المتطرف الذي يريد استغلال الظرف الحالي لتوسيع قاعدته الشعبية التي خسرها في الاستحقاقات الانتخابية الماضية لصالح اليسار وأقصى اليسار".

 

ويعتقد المحلل الجزائري أن روتايو اختير من قبل دوائر اليمين الوسط للاستثمار في العلاقات الجزائرية الفرنسية المضطربة، وتسويقه كمرشح قوي للانتخابات الرئاسية في 2027.

 

ويضيف أن وزير الداخلية الفرنسي "يلعب هذا الدور بشكل جيد" من خلال تأكيده على أنه يملك الحلول لمشاكل الدولة الفرنسية، وعلى رأسها الهجرة والإسلاموفوبيا، وكل الملفات التي يستعملها اليمين واليمين المتطرف لتخويف الشعب الفرنسي من المهاجرين ومن "نظرية الاستبدال العظيم" كما يسميها الكاتب رينو كامو.

 

ويذهب بوغرارة إلى اعتبار ما يحدث راجعاً بالأساس إلى "الدوائر المظلمة" في باريس، والتي تحمّل الجزائر مسؤولية تراجع النفوذ الفرنسي في القارة الأفريقية. خاصة أن الجزائر كانت السباقة لاتخاذ إجراءات داخلية ضد باريس، مثل انحصار اللغة الفرنسية أمام دعم حكومي للغة الإنكليزية، وكسر شوكة الشركات الفرنسية مقابل تضاعف تواجد شركات أجنبية أخرى. كل هذا ساهم في تقلص العائدات المالية الفرنسية من أفريقيا بشكل كبير، وهو ما انعكس سلباً على موازنات فرنسا، خاصة في مجال المساعدات الاجتماعية.

 

أما عن المستقبل في سياق التوتر بين البلدين، فيرى المحلل الجزائري أنّه "سيكون أعقد بكثير خلال الأسابيع المقبلة"، مبرراً ذلك بـ"قلة الأصوات الداعية إلى الحوار والوساطة والتشاور". وبالنظر أيضاً إلى تواجد اليمين المتطرف الذي "لا تزال أحقاده ظاهرة تجاه الجزائر ولم يتحمل أبداً استقلالها وسيادتها ونديتها وتطورها وتنوع شراكاتها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق