نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل الأميركيون مستعدون لمزيد من الحروب؟ - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 09:10 مساءً
ايجي سبورت -
250 بحاراً أميركياً فقدوا حياتهم. حصل ذلك بعدما هاجمت الصين حاملة طائرات كانوا على متنها. ما الذي على الولايات المتحدة فعله؟.
كانت هذه الفرضية المتخيلة سؤالاً وجهه دان ريتر من جامعة إمروي، وبول بوست من جامعة شيكاغو، وألكسندرا شينشيلا من جامعة تكساس إيه أند أم، إلى 2000 مواطن أميركي و700 صانع قرار سابق. وتم إدخال تفصيل آخر إلى السؤال.
قيل لنصف المستطلعين إن الهجوم لم يسفر عن أي ضحية، فيما قيل للنصف الآخر إنه أسقط 250 قتيلاً. لم يتغير الجواب كثيراً، بحسب ما كتبه الأساتذة الجامعيون في مجلة "فورين أفيرز".
دعم 51 في المئة من الأميركيين غارة انتقامية، حين لم يسقط ضحايا أميركيون. ارتفع الرقم إلى 57 مع سقوط قتلى. دعم الجمهوريون خصوصاً الرد بالقوة: 60 في المئة وافقوا على الخيار في الحالة الأولى، و67 في الحالة الثانية. بينما كانت أرقام الديموقراطيين 50 مقابل 57 في المئة.
والنقطتان الأكثر لفتاً للأنظار؟
أن الهجوم لم يحصل ضد أراض أميركية على غرار بيرل هاربور بل قبالة شواطئ دولة حليفة، وأن الأميركيين لم يؤيدوا الرد للانتقام كغرض أول، بل للحفاظ على هيبة بلادهم.
ما معنى هذه الأرقام؟
زوايا عدة تختبئ فيها أهمية الاستطلاع. مع الاقتراب المفترض من تحرك الصين بالقوة لضم تايوان، من المفيد للرؤساء الأميركيين معرفة كيفية تفكير قواعدهم الناخبة. لم يتطرق الاستطلاع إلى ضم تايوان بالقوة وهو أمر قد يبدو أقل إلحاحاً ربما من استهداف أصول أميركية بشكل مباشر. لكن يصعب تصور تحرك عسكري صيني لضم الجزيرة بالقوة من دون استخدام الإكراه ضد القطع الأميركية في المنطقة (إلا إذا كان حصاراً طويل المدى).
علاوة على ذلك، من شأن تحرك كهذا أن ينعكس سلباً على رفاه المواطن الأميركي، الأمر الذي قد يدفعه إلى مقاربة الأمر من عدسة الإضرار المباشر بمصالحه. ثم هناك قضية مدى تعاطي الأميركيين مع هذا الحدث كهجوم غير مباشر على الهيبة الأميركية.
يثير هذا الاستطلاع سؤالاً ثانياً قد يكون أكثر إلحاحاً. إذا كان الأميركيون غير خائفين من مواجهة القوة العسكرية الثانية في العالم، فما سيكون موقفهم من نزاعات أخرى مع قوى دولية أضعف؟
بالرغم من أن الاستطلاع لم يشمل أسئلة عن روسيا وإيران، رجح الأساتذة الجامعيون دعم الأميركيين لرد انتقامي في حال تعرضت مصالح بلادهم لهجوم مماثل من إحدى الدولتين، مستعينين باستطلاعات أخرى. ينظر 81 في المئة من الأميركيين إلى إيران بسلبية، كما دعمت غالبية الأميركيين في استطلاع أجري السنة الماضية استخدام القوات الأميركية إذا هاجمت إيران إسرائيل. وبحسب "بيو للأبحاث" نظر 86 في المئة من الأميركيين إلى روسيا بشكل غير مواتٍ (بمن فيهم جمهوريون أو مقربون منهم) وكانت نسبة الجمهوريين المؤيدين للدفاع عن حليف أطلسي أكبر بثلاث مرات من نسبة معارضيه.
عن الحدث المستجد
تفتح هذه الأرقام الباب أمام موضوع ساخن آخر: حملة التصعيد الأميركي الأخير ضد الحوثيين. بدا جمهوريو "ماغا" النشطون إعلامياً معارضين بشدة لقصف القواعد العسكرية الحوثية فضلاً عن قصف إيران. بالرغم من الضجة التي يثيرها هؤلاء في العالم الافتراضي، ما من دليل قوي على أن رأيهم يلاقي انتشاراً واسعاً بين الجمهوريين التقليديين، أو الناخبين الأميركيين بشكل عام. إلى الآن، لا يبدو أن قصف الحوثيين، بالحد الأدنى من التقييم، يزعج الأميركيين.
ربما تساعد هذه الأرقام في فهم القوة التي ينطلق منها ترامب في التعامل مع إيران أيضاً. إذا صح أن الإدارة الأميركية أمهلت إيران شهرين للمجيء إلى طاولة التفاوض بشأن برنامجها النووي، فذلك يعود جزئياً إلى أن ترامب مرتاح لتشدد القواعد الشعبية الأميركية تجاه إيران على العموم.
في ما يخص روسيا أيضاً، أظهر استطلاع حديث أن الأميركيين يؤيدون مواصلة دعم أوكرانيا. يوم الثلاثاء، نشر "غالوب" استطلاعاً أجري بعد المشادة الكلامية الشهيرة في البيت الأبيض وجد أنه حين سئل الأميركيون عما إذا كانت الولايات المتحدة تساعد أوكرانيا بما يكفي، أو بما لا يكفي، أو بأكثر مما ينبغي، قال 46 في المئة منهم إن بلادهم لا تقدم ما يكفي من المساعدات. مثّل ذلك ارتفاعاً بنسبة 16 نقطة مئوية عن آخر استطلاع أجرته المؤسسة في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وبلغت أعلى نسبة سابقة من الأميركيين الذين قالوا إن أميركا لا تفعل ما يكفي 38 في المئة وذلك في آب/أغسطس 2022.
عن الجواب المبدئي
لا شك في أن هذه الأرقام تجسد لمحة أو لقطة عن تصوّر الأميركيين حيال التدخل في مناطق النزاع، لأن عواطف الناخبين عادة متقلبة وتتشكل بحسب الظروف. مع ذلك، لا تزال الصورة الأوسع عن توجهات الناخب الأميركي صامدة.
لا يخاف الأميركيون بشكل عام من الانخراط في النزاعات الخارجية إذا كانت مصلحتهم فيها على المحك وترتبط بهدف واضح المعالم. والدفاع عن "قيادة" أميركا العالمية حاضر في الاستطلاعات التي تربط أسئلتها بهذا المفهوم. حتى حين انخفض عدد ضحايا الأميركيين في حربين مثيرتين للجدل كأفغانستان والعراق، لم يولِ الأميركيون أهمية كبيرة لإنهائهما.
إذا كان الرؤساء الأميركيون يريدون خوض حروب "دفاعية" جديدة في الخارج، يبدو أن ناخبيهم، بالحد الأدنى، منفتحون على دعم هكذا خيارات.
0 تعليق