ايجي سبورت - ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 22 مارس 2025 11:09 مساءً - يواجه إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا موجة غضب عارمة من مستثمرين في تيسلا بسبب انخفاض قيمة سهم الشركة في الفترة الأخير ما دفع البعض للمطالبهبإقالته من منصبه وذهب آخرون إلى ضرورة تنحيه طواعية.

وتولى ماسك، أغنى رجل في العالم، دورًا بارزًا في الإدارة الثانية للرئيس دونالد ترامب ، حيث تولى قيادة وزارة كفاءة الحكومة، لكن مشاركته السياسية أثارت قلق المستثمرين، وتراجعت أسهم تيسلا بشكل حاد حتى عام 2025.

فقد انخفضت أسهم تيسلا بنسبة 37% حتى الآن في عام 2025، إذ واجه ماسك انتقادات واحتجاجات على بعض تصريحاته وأفعاله السياسية، وتزايدت التقارير في الأسابيع الأخيرة حول أعمال تخريب استهدفت مركبات تيسلا .

وقال روس جيربر، مستثمر في شركة تسلا والرئيس التنفيذي لشركة جيربر كاواساكي لإدارة الثروات والاستثمار، إنه حان الوقت لمجلس إدارة تسلا لإقالة ماسك من منصبه كرئيس تنفيذي.

حان وقت إقالة ماسك

وتملك شركة جيربر أكثر من 250 ألف سهم من أسهم شركة تسلا، والتي بلغت قيمتها 248.71 دولاراً للسهم عند إغلاق يوم الجمعة.

وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي إقالة ماسك من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة تصنيع السيارات الكهربائية الرائدة، أجاب جيبر "بالتأكيد"، مضيفًا أن مجلس الإدارة لم يكن ينبغي أن يسمح له بشراء تويتر ، المعروف الآن باسم X، دون تعيين شخص آخر لقيادة تسلا.

وقال "لقد كان إهمالًا جسيمًا من مجلس الإدارة لعدم اتخاذه أي إجراء لكبح سلوك إيلون، وخاصةً فيما يتعلق بالتصريحات المتطرفة".

ردود فعل ماسك

ومع ذلك، أبدى إيلون ماسك شكوكه بشأن إمكانية إبعاده من قبل مجلس الإدارة، الذي يقول إنه "يعمل لصالح إيلون فقط" وقد حصل على "تعويضات عالية" من ماسك.

وقال إن تيسلا كانت لديها لسنوات "قيمة عالية للغاية" مرتبطة بعلامتها التجارية بسبب قيادة ماسك، لكن الرئيس التنفيذي أصبح الآن "ضارًا بالشركة" وتسبب في انخفاض السهم والتي كانت قد بلغت قيمة أكثر من 475 دولارا للسهم قبل عيد الميلاد مباشرة.

وأعرب كريستوفر تساي، أحد المستثمرين الرئيسيين في شركة تسلا، عن أمله في أن يكون انخراط ماسك في شركة DOGE "مؤقتًا"، وهو يعتقد أنه كذلك، استنادًا إلى أفعاله السابقة.

وقام بعض المسؤولين التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة شركة تسلا ببيع أجزاء كبيرة من حصتهم في الشركة .

ورد ماسك على خسارة تيسلا 16 مليار دولار في السوق في مقابلة مع فوكس بيزنس في وقت سابق من شهر مارس: "انظر دائمًا إلى الجانب المشرق من الحياة!"

كما تحدث عن موجة التخريب التي تستهدف شركة تسلا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في وقت سابق وقال: "لم نرتكب أي فعل ضار قط، ولم أرتكب أي فعل ضار قط. لطالما قمتُ بأشياء مثمرة. لذا، يبدو أن الأمر يتعلق بنوع من المرض النفسي، لأن هذا لا معنى له".

كيف يمكن لمجلس إدارة تسلا إزاحة ماسك من منصب الرئيس التنفيذي، وهل هذا محتمل؟

لا يملك مساهمو تيسلا صلاحية التصويت المباشر على إقالة الرئيس التنفيذي في هيكل الشركة؛ بل تقع هذه المسؤولية على عاتق مجلس الإدارة، لكن قد يتمكن المساهمون من التأثير على مجلس الإدارة إذا اعتقدوا أن قيادة ماسك "تُعرّض استثماراتهم للخطر"، وفقًا لما صرّح به ديفيد بارك، أستاذ ريادة الأعمال في جامعة سيراكيوز.

وقال "من المرجح أن تتم الإطاحة به إذا قرر عدد كاف من أعضاء مجلس الإدارة - الذين يواجهون ضغوطا من المستثمرين الكبار - أن تصرفات ماسك أو الخلافات التي أثارها أضرت بشكل كبير بأداء تيسلا أو سمعتها".

ويضيف من المرجح أن تتم الإقالة بتعليل من مجلس الإدارة "بانتهاك الواجب الائتماني، أو مخاطرة غير مقبولة، أو تراجع حاد في الأداء المالي مرتبط بقيادة ماسك"، بعد ذلك، سيعينون مديرًا تنفيذيًا جديدًا يتمتع "بخبرة تشغيلية ومكانة عامة أقل استقطابًا".

وأضاف أن ذلك قد يؤدي أيضا إلى "تنفير المستثمرين الأفراد المخلصين وإحداث صدمة كبيرة في السوق".

ومع ذلك، قال بارك إنه "من غير المرجح" أن يتم طرد المؤسس في هذه المرحلة، لأنه "حقق باستمرار أهداف النمو الطموحة" على مر السنين، وأنه لا يواجه "نتائج المستثمرين على نطاق واسع" في هذه المرحلة.

ومع ذلك، ومع تعرّض تقييم تيسلا لضغوط كبيرة، فإنّ استمرار التراجع لفترة طويلة قد يُفاقم المخاوف بشأن قيادة ماسك، وإذا بدأ المساهمون ينظرون إلى أفعاله على أنها التزامات وليست أصولاً، فقد يواجه مجلس الإدارة ضغوطاً متزايدة لإعادة تقييم دوره، كما قال بارك.

وبحلول نهاية فبراير امتلك ماسك نحو 12% من شركة تسلا، وهو المصدر الرئيسي لثروته إلى جانب شركات أخرى مثل سبيس إكس وإكس.

الإقالة أمر نادر

قال جيفري بورن، أستاذ التمويل في جامعة نورث إيسترن إن إقالة الرئيس التنفيذي أمر "نادر للغاية"، مشيرا إلى أنه في حين أن الانخفاض الكبير في أسهم تسلا قد يجعل ذلك "أكثر احتمالا"، فإنه سيظل نادرا.

وقال بورن إن أي جهود لإقالة ماسك من المرجح أن تقابل بتحدي قانوني، وقد يكون هناك بدلاً من ذلك سيناريو يتنحى فيه ماسك طواعية للحصول على تعويض الانفصال ومكانه في مجلس إدارة تسلا.

صرح مايكل بارنيت، أستاذ الإدارة والأعمال العالمية بجامعة روتجرز، بأن احتمالات إقالة ماسك ستزداد "ترجيحًا" إذا لم ينتعش سهم تيسلا قريبًا، واقترح تعيين رئيس تنفيذي مؤقت لتقاسم المسؤوليات ريثما يواصل ماسك عمله في البيت الأبيض.

هل إقالة ماسك فكرة جيدة؟

وقال بورن إنه في حين أن إقالة ماسك قد تجعل بعض المنتقدين "يهتفون على المدى القصير"، فمن غير الواضح أن هذه ستكون الاستراتيجية الأفضل على المدى الطويل.

قد يكون تركيز إيلون ماسك في تسلا هو السبيل الأمثل لتحقيق نجاح الشركة على المدى الطويل. ولكن، هل يستطيع مجلس إدارة تسلا إقناع إيلون بتركيز اهتمامه على تسلا؟ قد يظن المرء أن راتبًا قدره 56 مليار دولار سيفي بالغرض، لكن يبدو أن هذا ليس صحيحًا في هذه الحالة، وفق برون.

وصرّح ديرك هاكبارث، أستاذ المالية في كلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، بأن إقالة ماسك ستكون مكلفةً أيضًا للمساهمين، إذ ستؤدي إلى تزايد حالة عدم اليقين والمخاطر المرتبطة بتحوّل القيادة، وأشار إلى أن بعض المشاريع غير المحمية ببراءات اختراع ستُنقل أيضًا من تيسلا.

وقال "إن الحل الأفضل سيكون الانتقال التدريجي للسلطة، حيث يتنحى ماسك طواعية بينما يساعد شخصًا آخر من رواد التكنولوجيا يحظى بالاحترام داخليًا ومعروفًا خارجيًا (على سبيل المثال، مدير التكنولوجيا الرئيسي في شركة تسلا) على تولي دور ماسك".

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

رجّح معظم الخبراء أن يُطاح مجلس إدارة تيسلا بماسك، ولم يتضح بعد ما إذا كان سهم الشركة سيتعافى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.